حمد بن جاسم يحذر: مخاطر تقسيم سوريا قائمة.. والخليج على عتبة المجهول إذا لم يتوحد تحت مظلة القانون

متابعة: سامر شعلان
في ظل تصاعد مشاهد التشظّي الإقليمي وتنامي مؤشرات تقسيم الدول وإعادة رسم خرائطها، أطلق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، تحذيرًا استراتيجيًا بالغ الأهمية يعكس قلقًا متزايدًا من مسار التطورات في سوريا والمنطقة بشكل عام.
وأكد حمد بن جاسم أن المخاطر لا تتوقف عند حدود الشام، بل تمتد لتشمل الخليج، الذي يقف، في رأيه، على عتبة المجهول، ما لم تتكاتف دوله وتتوحد تحت مظلة القانون وليس منطق القوة.
وحذر من تحولات كبرى تهدد استقرار المنطقة بصمت، وقد تفضي إلى فصل جديد من الانقسام والانكشاف الاستراتيجي يبدأ من سوريا ولا يتوقف عند حدود الخليج.
وفي تدوينة على منصة “إكس”، أوضح بن جاسم أن ما شهدته المنطقة مؤخرًا لن يمر دون تكلفة، بل من المؤكد أن هناك تبعات خطيرة، أبرزها مخططات تقسيم دول مثل سوريا، وفرض أوضاع جديدة ستجعل شعوب المنطقة تدفع ثمنًا باهظًا لعقود طويلة.
لكن الرسالة الأبرز كانت موجهة إلى الداخل الخليجي، حيث أكد أن دول مجلس التعاون ستكون الأكثر تضررًا إذا لم تتوحد على رؤية واضحة، ترتكز على التفاهم لا التغالب، والتشريع لا الهيمنة.
وفي موقف واضح، شدد بن جاسم على أن مشروع الاتحاد الخليجي، رغم إيمانه به، يفتقد اليوم للأساس الصحيح، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن أن يستمر الاتحاد ما لم تكن كلمة القانون هي السائدة، لا كلمة القوة”. إنها دعوة صريحة للعودة إلى العقل الخليجي الواحد الذي يحفظ السيادة ولا يمسّ بالاستقلال.
وختم الشيخ حمد، الذي طالما تحدث بلسان رجل الدولة الحكيم، رسالته بالتأكيد على أن الاتحاد الخليجي القوي قد لا يتحقق في حياته، “لكن قد يراه أولادنا أو أحفادنا”، بشرط توفر الإرادة الصافية والعمل الجاد الذي يبدأ اليوم.
بهذه الكلمات، لا يقرأ حمد بن جاسم الأحداث فقط، بل يوجه بوصلة لمن يرغب في إنقاذ ما تبقى من التماسك الخليجي في زمن تهدد فيه الرياح من كل اتجاه.



