تعزيز التضامن الإسلامي .. شيخ الأزهر يشيد برعاية ملك البحرين لمؤتمر “الحوار الإسلامي-الإسلامي”

المنامة : د. محمد النحاس
أشاد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين ، بالاهتمام الكبير الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك مملكة البحرين ، بأمر الأمتين العربية والإسلامية ، وذلك من خلال رعايته الكريمة لمؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي” الذي تستضيفه المنامة تحت شعار “أمة واحدة.. ومصير مشترك”.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر خلال كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر أن مواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة لن تتحقق إلا من خلال وحدة إسلامية راسخة ، تتجسد في فتح قنوات الاتصال بين مختلف مكونات الأمة الإسلامية دون إقصاء لأي طرف ، مع احترام سيادة الدول وحدودها وأراضيها.
وفي هذا السياق ، عبر شيخ الأزهر عن امتنانه لجلالة الملك المعظم على مبادرته السامية التي تهدف إلى تعزيز قدرة الأمة الإسلامية على مواجهة التحديات ، خاصة في ظل الظروف التي تقف فيها الأمة على مفترق طرق ، مؤكدًا أن هذه الجهود تعكس حرص جلالته على وحدة الصف الإسلامي وتكاتف الأمة في مواجهة الأزمات.
دعوة إلى تجاوز الخلافات وتعزيز الوحدة الإسلامية
وشدد فضيلته على أهمية تجاوز الصراعات التاريخية والمعاصرة، داعيًا الجميع إلى الالتقاء بقلوب صافية وأيادٍ ممدودة ، من أجل تحقيق المصالحة الحقيقية وتعزيز التضامن الإسلامي. كما حذر من خطورة الانسياق وراء دعاة الفتنة ومحاولات استغلال المذهبية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار المجتمعي والسياسي. وأكد أن مثل هذه الممارسات تعد جرائم مرفوضة شرعًا وأخلاقيًا ودوليًا.
نحو اتحاد إسلامي تعاوني يدافع عن حقوق الأمة
وأشار شيخ الأزهر إلى ضرورة استخلاص العبر من تجارب الأمم الأخرى، والسعي إلى بناء اتحاد إسلامي تعاوني قادر على الدفاع عن حقوق الأمة. وأوضح أن هذا الاتحاد يجب أن يقوم على ركائز متينة تشمل الجغرافيا والتاريخ واللغة والدين والثقافة والمصير المشترك، وهي عوامل لم تتوفر بنفس القوة لأي أمة أخرى.
وفي هذا السياق، سلط فضيلته الضوء على ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات، خاصة في ظل التهديدات بتهجير أهل غزة، مشيدًا بالموقف الموحد والمشرف الذي اتخذته قيادات وشعوب الأمتين العربية والإسلامية في التصدي لهذه المخاطر. وأكد أن هذا التكاتف يعيد الأمل في إمكانية تحقيق وحدة الصف الإسلامي.
اقتراح ميثاق لتعزيز الأخوة الإسلامية
وفي ختام كلمته، قدم شيخ الأزهر مقترحًا لوضع “ميثاق” أو “دستور” يحمل اسم “دستور أهل القبلة” أو “الأخوة الإسلامية”، مستندًا في ذلك إلى الحديث النبوي الشريف: “من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا ، فذاكم المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته”. ودعا العلماء المشاركين في المؤتمر إلى دراسة هذا المقترح والبناء عليه لتعزيز الوحدة الإسلامية.
ختامًا
يأتي مؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي” كخطوة محورية نحو تعزيز الوحدة والتآخي بين أبناء الأمة الإسلامية ، استجابة للتحديات الراهنة. وتؤكد كلمات شيخ الأزهر على الحاجة الملحة إلى ترسيخ التعاون الإسلامي ، ونبذ الخلافات، والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وقوة للأمة الإسلامية.