بكوادر بحرينية 100% .. البحرين تحقق إنجازًا وطنيًا بإطلاق القمر الصناعي “المنذر”

المنامة : د. محمد النحاس
أعلنت مملكة البحرين عن نجاح إطلاق أول قمر صناعي بحريني بالكامل، “المنذر”، في خطوة تعد إنجازًا وطنيًا غير مسبوق في مجال علوم الفضاء. وبهذه المناسبة، أعرب الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، عن فخره بهذا النجاح الذي يعزز مكانة البحرين في قطاع الفضاء، ورفع أسمى آيات التهاني إلى القيادة البحرينية الرشيدة.
وأوضح الدكتور العسيري أن “المنذر” تم إطلاقه بنجاح إلى مداره المخصص على متن صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX، ضمن مهمة Transporter-13، من قاعدة فاندنبرغ الفضائية بولاية كاليفورنيا، صباح السبت 15 مارس 2025. ونجح القمر في الانفصال عن الصاروخ والوصول إلى مداره المتزامن مع الشمس على ارتفاع 550 كم عن سطح البحر، ليبدأ سلسلة من الاختبارات المدارية قبل تشغيله بالكامل.
تقنيات متقدمة تعكس التقدم البحريني في الفضاء
أكد الدكتور العسيري أن القمر “المنذر” مزود بحمولات تقنية متطورة تعكس التقدم البحريني في قطاع الفضاء، حيث تستعد الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء للبدء في المرحلة التشغيلية الأولى التي ستمكّن المهندسين البحرينيين من اختبار مكونات القمر الصناعي في المدار.
وأشار إلى أن “المنذر”، الذي يزن 3.2 كجم، تم تصميمه بمزايا تقنية متطورة، حيث يضم أربع حمولات استراتيجية:
كاميرا فضائية متوسطة الدقة (20 متر/بكسل) لالتقاط صور لمملكة البحرين ومياهها الإقليمية.
حمولة الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الفضائية مباشرة على متن القمر باستخدام برمجيات متقدمة، مما يجعله الأول من نوعه في المنطقة.
حمولة الأمن السيبراني بتقنيات بحرينية لحماية بيانات القمر الصناعي من الاختراق عبر تقنيات تشفير متقدمة.
حمولة البث الراديوي لبث النشيد الوطني البحريني وكلمة سامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، مما يعزز الهوية الوطنية في الفضاء.
خطوة وطنية نحو توطين تقنيات الفضاء
أوضح الدكتور العسيري أن مشروع “المنذر” يمثل رؤية وطنية متقدمة تهدف إلى توطين تقنيات الفضاء في البحرين، حيث أسهم في تمكين المهندسين البحرينيين من اكتساب خبرات عملية في تطوير الأنظمة الفضائية المتقدمة، بدءًا من صياغة المفهوم الهندسي ووضع المتطلبات، مرورًا بالتصميم والتطوير، وصولًا إلى الاختبارات البيئية والتشغيلية.
وأكد أن هذا الإنجاز يعزز مكانة البحرين في مجال تطوير الأقمار الصناعية النانوية، ويفتح آفاقًا واسعة لمشاريع فضائية مستقبلية يقودها كفاءات بحرينية، مما يسهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا، ويعزز حضور المملكة على الخارطة العالمية لعلوم الفضاء.