أخبار عربية

اللجنة العُمانية المصرية تُرسخ شراكة استراتيجية في دورتها الـ16 باتفاقيات شاملة وتطابق في الرؤى

القاهرة : هرمز نيوز

Advertisement

في إطار العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتجذرة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، انعقدت في العاصمة القاهرة أعمال الدورة السادسة عشرة للجنة العُمانية المصرية المشتركة، التي شكّلت محطة محورية في مسيرة التعاون بين البلدين، حيث شهدت توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز أطر التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي.

وترأس الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، فيما ترأس الجانب المصري معالي الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية. وناقش الجانبان خلال الاجتماعات ملفات متعددة ذات اهتمام مشترك، إقليميًا ودوليًا، وأكدا حرصهما على الدفع بالعلاقات نحو مزيد من التكامل والازدهار.

Advertisement

اللجنة

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أعرب معالي البوسعيدي عن تقديره لمصر حكومة وشعبًا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بعمق العلاقات الحضارية والتاريخية بين البلدين. وقال: “هذه الدورة تمثل فصلًا جديدًا في مسار التعاون البنّاء بين عُمان ومصر، وتجسّد الروابط الأخوية التي توطدت عبر التاريخ ونقطف اليوم ثمارها لمصلحة الشعبين الشقيقين”.

ودعا معاليه إلى تعزيز التعاون في عدد من القطاعات الواعدة، مثل: الطاقة المتجددة، العقار، السياحة، الصناعات التحويلية، الأمن الغذائي، الصناعات الدوائية، والخدمات اللوجستية، مع التشديد على تنشيط مجلس الأعمال العُماني المصري، وتمكين القطاع الخاص والمشروعات الناشئة، والاهتمام بمجالات الابتكار والرقمنة.

تطابق في الرؤى إزاء القضايا الإقليمية

وفي الملف الإقليمي، جدد معالي السيد بدر البوسعيدي دعم سلطنة عُمان الكامل للجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ورفضها القاطع لخطط التهجير القسري، مؤكدًا دعم السلطنة لمبادرة إعادة إعمار غزة، والتمسك بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

اللجنة

كما شدد معاليه على أن الأمن القومي العربي “كل لا يتجزأ”، مشيرًا إلى دعم سلطنة عُمان لحقوق مصر في مياه نهر النيل، استنادًا إلى مبادئ القانون الدولي ومبدأ الاستخدام العادل والمنصف، داعيًا إلى الحلول القائمة على التفاهم والحوار بعيدًا عن التوتر والتصعيد.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد معاليه ضرورة استئناف المفاوضات في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي والقانون الدولي، مشيرًا إلى أن الحوار هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

اتفاقيات متعددة في مجالات استراتيجية

توجت اجتماعات الدورة بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات متعددة، منها: الاستثمار، العمل والتدريب، التعاون الإعلامي، سلامة الغذاء، الأوقاف، الثروة المعدنية، وتنمية رأس المال البشري، إضافة إلى توقيع محضر الدورة الـ16 للجنة المشتركة، ما يعكس الإرادة المشتركة لتوسيع التعاون وتنفيذ المبادرات على أرض الواقع.

عبدالعاطي يشيد بالعلاقات ويؤكد أهمية التكامل الاقتصادي

من جانبه، ثمّن معالي الدكتور بدر عبدالعاطي عمق الروابط بين مصر وعُمان، منوّهًا بالجهود المتواصلة من قبل قيادتي البلدين لترسيخ التعاون الثنائي. وأكد أن المباحثات مع نظيره العُماني تناولت سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، لافتًا إلى تطابق وجهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

لقاء ثنائي مغلق ومؤتمر صحفي مشترك

اللجنة

وعلى هامش أعمال اللجنة، عقد الوزيران جلسة ثنائية مغلقة ناقشا خلالها ملفات إقليمية حساسة، فيما اختُتمت أعمال الدورة بمؤتمر صحفي مشترك، أعرب خلاله معالي البوسعيدي عن ارتياحه للتوافق التام في الرؤى والمواقف، مشيرًا إلى الحرص المشترك على رفع حجم التبادل التجاري، وتفعيل مجلس الأعمال، وزيادة الاستثمارات بين البلدين.

كما أكد معاليه دعم سلطنة عُمان لجهود مصر في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ورفضها لسياسات التهجير، مع التمسك بخيار حل الدولتين. وأكد أيضًا وقوف عُمان بجانب مصر في قضية سد النهضة، مشددًا على أهمية احترام سيادة الدول العربية ورفض التدخلات الخارجية.

واختتم معاليه بتجديد الدعوة إلى استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكداً أن الحوار وبناء الثقة هما الأساس لتحقيق الاستقرار، مع التركيز على التنمية والتعاون الإقليمي لما فيه مصلحة الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى