ولي العهد السعودي يحقق إنجازاً تاريخياً في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة

هرمز نيوز : وكالات
شهدت العلاقات السعودية الأمريكية هذا الأسبوع تحوّلاً نوعياً، مع دخول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى المكتب البيضاوي، ليجد دعماً واضحاً من الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والذي دافع عنه بقوة أمام أي محاولات للضغط بشأن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وتكشف الإعلانات الرسمية الأمريكية عن نجاح ولي العهد في إعادة بناء صورته على الساحة السياسية في واشنطن، حيث تجاوزت العلاقة مع ترامب أي قيود سابقة، معززة التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين. المملكة التزمت باستثمارات أمريكية تُقدّر بحوالي تريليون دولار، كما عمّقت العلاقات التجارية مع عائلة ترامب، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “تحوّل جذري” في العلاقات الثنائية.
من أبرز الإنجازات، إقناع ترامب بالتخلي عن الشرط الأمريكي التقليدي المتعلق بالتطبيع الكامل مع إسرائيل قبل إبرام الصفقات الدفاعية والاقتصادية الكبرى، مقارنة بسياسات إدارة بايدن التي كانت تربط أي اتفاق شامل بثلاثة شروط رئيسية: التعاون الدفاعي والتجاري، التطبيع السعودي مع إسرائيل، والالتزام الإسرائيلي بمسار نحو دولة فلسطينية.
وبفضل هذا التحوّل، حققت السعودية معظم أهدافها في مجالات الدفاع والاقتصاد والأمن الإقليمي، حيث صُنفت كحليف رئيسي خارج إطار حلف “الناتو”، وتقدمت في خطط شراء مقاتلات F-35، ووقعت اتفاقيات دفاعية استراتيجية، وأطلقت مبادرات مشتركة في الذكاء الاصطناعي، والمعادن، والطاقة النووية.
وعلى الصعيد الإقليمي، لبّت الإدارة الأمريكية السابقة طلبات السعودية بإعادة تشكيل المشهد الأمني في الشرق الأوسط، بما في ذلك المساهمة في إنهاء الحرب الأهلية في السودان. ورغم ذلك، لا تزال نقطتان غير مكتملتين: الحصول على الضوء الأخضر لتخصيب اليورانيوم محلياً لأغراض الطاقة النووية، والحصول على التزام دفاعي أمريكي شامل.
وتشير التطورات الأخيرة إلى استمرار السعودية في تنويع شركائها الدفاعيين، بما يشمل تعزيز العلاقات مع باكستان وبناء تحالفات مع الصين، لضمان أمنها بعيداً عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تتواصل الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن في إطار المنافسة الأمريكية مع القوى الكبرى، لا سيما الصين، فيما يبقى الموقف السعودي متحفظاً تجاه مسار التطبيع مع إسرائيل، تماشياً مع المشاعر العامة في المملكة.
ووصف الأمير محمد بن سلمان الاتفاقيات الجديدة بأنها “لحظة بالغة الأهمية في تاريخنا”، مؤكداً أنها تحقق فوائد متبادلة لكل من الولايات المتحدة والمملكة.



