وفاة صاحبة “دبلوماسية البروش” وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة
توفيت أمس الأربعاء وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت عن عمر 84 عاما ، بسبب مرض السرطان ، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن”.
ولدت أولبرايت في مدينة براغ عاصمة جمهورية التشيك ، نشأت على المذهب الروماني الكاثوليكي في المسيحية ، وكان والداها يهوديي الأصل إلا أنهما تحولا إلى المسيحية الكاثوليكية وتحولت لاحقا إلى الكنيسة الأسقفية البروتستانتية.
مادلين أولبرايت كانت أول سيدة تشغل منصب وزير الخارجية بالولايات المتحدة ، وهي شخصية مثالية براغماتية صاغت مصطلح “التعددية الحازمة” لوصف السياسة الخارجية لإدارة كلينتون.
وقد اشتهرت أولبرايت أثناء تولي منصبها بالدبابيس “البروش” التي كانت ترتديها خلال المناسبات المختلفة ، حيث كان كل دبوس “بروش” يحوي موقفا سياسيا واضحا.
كما كانت مادلين معروفة بمواقفها المتصلبة ، عندما سئلت عن وفاة أكثر من نصف مليون طفل من جراء الحصار الاقتصادي على العراق قالت “ثمن مناسب للحصار”، مضيفة ، “إننا نعتقد أن ثمرة الحصار تستحق ذلك”.
وقد شهدت فترة تولي أولبرايت منصب وزيرة للخارجية تفجيرات القاعدة لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ، مما أسفر عن مقتل 224 شخصًا. ووصفت الهجوم بأنه “أصعب يوم” في فترة ولايتها.
شغلت أولبرايت منصب رئيسة المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية في واشنطن من عام 2001 حتى وفاتها ، وقامت بالتدريس في جامعة جورج تاون ، كانت أيضًا مؤلفة غزيرة الإنتاج ، وكتبت العديد من الكتب ، بما في ذلك مذكرات عام 2003 بعنوان “سيدتي الوزيرة”.
ومن الجدير بالذكر أن أولبرايت أكدت ، في مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” ، في فبراير/شباط الماضي ، قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرتكب “خطأً تاريخياً” بغزو أوكرانيا، وحذَّرت من التكاليف المدمرة لبلاده.
إذ كتبت أولبرايت: “بدلاً من تمهيد طريق روسيا نحو العظمة، فإن غزو أوكرانيا سيضمن عاراً للسيد بوتين من خلال ترك بلاده معزولة دبلوماسياً ، ومعطلة اقتصادياً ، وضعيفة استراتيجياً في مواجهة تحالف غربي أقوى وأكثر اتحاداً”.