واشنطن وطهران وجهاً لوجه في عُمان : مفاوضات نووية على صفيح ساخن

مسقط : هرمز نيوز
تنطلق اليوم السبت في مسقط مفاوضات توصف بـ”الحاسمة” بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة لخفض التوتر وتجنب اندلاع نزاع قد يمتد إلى المنطقة بأسرها. وتأتي هذه المحادثات وسط تضارب حول طبيعتها، فبينما تؤكد واشنطن أنها ستكون مباشرة، تصر طهران على أنها غير مباشرة عبر وسطاء.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح إيران مهلة شهرين للموافقة على اتفاق يحد من برنامجها النووي أو ينهيه، ملوّحًا بإمكانية توجيه ضربة عسكرية حال فشل المفاوضات. وقال: “إذا تطلب الأمر تدخلًا عسكريًا، فسنستخدم الجيش، وستكون إسرائيل في طليعة هذه العملية”.
ضغوط متبادلة وشروط صارمة
المفاوضات تأتي في ظل مواقف متشددة من الجانبين. فقد أعلنت طهران “خطوطها الحمراء”، رافضة أي تهديدات أو مطالب مبالغ فيها، خصوصًا بشأن برنامجها الصاروخي. في المقابل، تطالب واشنطن باتفاق أشد من اتفاق 2015 الذي انسحبت منه عام 2018، متهمةً إدارة أوباما بمنح امتيازات لطهران.
وفي تصريح من البيت الأبيض، أكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن الهدف النهائي هو “منع إيران من امتلاك سلاح نووي”. بينما أشار مبعوث الإدارة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أن “الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنًا”، رغم حديثه عن ضعف الدفاعات الإيرانية بسبب الضربات الإسرائيلية.
رسائل مزدوجة وتوجس من إسرائيل
إيران تعتبر برنامجها النووي مصدرًا رئيسيًا لنفوذها، وترى أن مطالب واشنطن بتفكيكه بالكامل تهدف لإضعاف الجمهورية الإسلامية. ووفق مسؤول أمريكي، ترغب إدارة ترامب في إشراك إيران في قضايا تتجاوز النووي، كالصواريخ الباليستية ودعم الميليشيات في المنطقة.
في المقابل، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن امتعاضه من إعلان المفاوضات، وسط توقعات بأن تلجأ تل أبيب إلى تنفيذ ضربات استباقية إذا لم تُرضِها نتائج المحادثات. وكانت تقارير استخباراتية أمريكية قد رجّحت أن إسرائيل قد تستهدف منشآت نووية إيرانية ضمن مساعيها لإضعاف النظام في طهران.
أجواء حذرة وتوقعات متباينة
رغم التخوف من فشل المفاوضات، أعرب المرشد الإيراني علي خامنئي عن انفتاح مشروط على اتفاق يضمن عدم امتلاك طهران لسلاح نووي، لكن دون تنازلات تمس سيادتها أو قدراتها الدفاعية. كما حذّر نائب وزير الخارجية الإيراني، في مقال بصحيفة “واشنطن بوست”، من أن أي حرب على إيران ستكون باهظة الكلفة وستشعل المنطقة بأسرها.
ويرى مراقبون أن مفاوضات اليوم قد تكون مجرد خطوة أولى لاختبار النوايا، وسط انقسام داخل الإدارة الأمريكية بين التلويح بالقوة والدعوة للحوار، في وقت تعاني فيه إيران من تراجع إقليمي بسبب الضربات المتكررة التي استهدفت وكلاءها داخل وخارج أراضيها.