أخبار عالمية

مذبحة في إثيوبيا: جماعة مسلحة تقتل 32 شخص وتحرق المنازل في أوروميا

أديس أبابا : هرمز نيوز

Advertisement

قال مسؤولون إثيوبيون إن مسلحين قتلوا عشرات الأشخاص وأحرقوا أكثر من 20 منزلًا في هجوم على منطقة غرب إثيوبيا، مما أسفر عن نزوح مئات المدنيين. وقع الهجوم يوم الأحد في منطقة أوروميا غرب البلاد، حيث أكدت هيئة حقوق الإنسان الوطنية أن الهجوم أسفر عن مقتل 32 شخصًا على الأقل، ولكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى. الهجوم يُعدّ أحد أحدث حلقات العنف التي تهز البلاد.

تفاصيل الهجوم في أوروميا: عشرات القتلى والمنازل المحترقة

وأوضح حاكم منطقة ووليجا، إلياس أوميتا، لوكالة “رويترز” أن الهجوم نُفّذ بواسطة جماعة مسلحة تُدعى “أو إل إف شين”، التي استهدفت منطقة أوروميا التي تشهد اضطرابات مستمرة. وأضاف أوميتا أن عمليات القتل شملت مدنيين من عرقية الأمهرة، وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا بعد الأورومو. وقال: “لقد دفننا اليوم 32 شخصًا. كما نزح حوالي 700 إلى 750 شخصًا من المنطقة بسبب الهجوم”.

Advertisement

وفي سياق متصل، أكدت هيئة حقوق الإنسان الوطنية أن الهجوم تم في إطار مذبحة جماعية، مشيرة إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى من المعلن، نظرًا لاستمرار عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة.

الجماعات المسلحة في إثيوبيا: دور “أو إل إف شين” في العنف

جماعة “أو إل إف شين” هي جماعة مسلحة انفصلت عن جبهة تحرير أورومو في وقت سابق. ومنذ عودتها إلى إثيوبيا عام 2018 بعد تولي رئيس الوزراء أبي أحمد منصبه، شهدت البلاد أعمال عنف متفرقة على يد هذه الجماعة. تقول “شين” إنها تقاتل من أجل حقوق الأورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، ولكن عملياتها المسلحة غالبًا ما تستهدف المدنيين.

على الرغم من عدم وضوح السبب المباشر للهجوم، أفاد أوميتا أن الجماعة المسلحة دعت المدنيين إلى اجتماع قبل تنفيذ الهجوم، مشيرًا إلى أن القتلى كانوا قد جمعوا في نقطة معينة ثم تعرضوا للقتل. وتضيف السلطات أن بعض الضحايا تعرضوا للقتل على يد المهاجمين الذين أطلقوا النار عليهم، بينما تعرض آخرون للإصابة أو الاختطاف.

رد فعل الحكومة الإثيوبية: أبي أحمد يدين الهجوم

رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، ندد بالهجوم عبر منشور على “فيسبوك”، حيث وصف الهجوم بأنه “مجزرة على أساس الهوية”. وأكد أن “أعداء إثيوبيا يسعون إلى تدمير البلاد ويستخدمون كل الوسائل لتحقيق ذلك، بما في ذلك تسليح المدنيين وتنفيذ هجمات وحشية على أساس الهوية”. وقال أبي أحمد إن “التصعيد المستمر للعنف في البلاد هو محاولة لزعزعة استقرار إثيوبيا وإثارة الفوضى”.

وأضاف: “ما حدث في أوروميا هو جريمة شنيعة لا يمكن السكوت عنها، ونحن ملتزمون بمحاسبة مرتكبي هذه المذبحة”.

العواقب الإنسانية: نزوح المدنيين في أوروميا

تسبب الهجوم في نزوح العديد من المدنيين من المنطقة، مما فاقم من الأزمة الإنسانية في أوروميا. بحسب الشهادات التي أدلى بها الناجون من الهجوم، تم جمع 200 شخص من عرقية الأمهرة في منطقة جوليسو، ثم تعرضوا لإطلاق نار عشوائي. وفقًا للناجين، قتل عدة أشخاص في تلك اللحظة، بينما تم إحراق مدرسة وأكثر من 120 منزلًا في الهجوم. الوكالات الإنسانية أكدت أن هذا الهجوم يشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للمجتمع المحلي الذي يعاني من تداعيات النزاع المستمر في المنطقة.

العنف المستمر في إثيوبيا: تصاعد الهجمات ضد المدنيين

تستمر جماعات مسلحة أخرى في تنفيذ هجمات على مناطق متفرقة من إثيوبيا، وخاصة في المناطق التي يتركز فيها الأمهرة والأورومو. وكانت هذه الهجمات قد تزايدت في الأسابيع الأخيرة في منطقتي غرب بيشسانجول جوموز والمناطق الجنوبية، مما أسفر عن مقتل العشرات. هذا التصعيد في العنف يشير إلى أن الوضع في إثيوبيا قد يزداد سوءًا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا العنف.

ختامًا: الحاجة إلى التدخل الدولي

تعتبر إثيوبيا واحدة من أكبر البلدان في إفريقيا من حيث عدد السكان، وهي تعيش تحت تهديد مستمر بسبب النزاعات المسلحة والانقسامات العرقية. الهجوم في أوروميا يظهر مجددًا حجم التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجهها الحكومة الإثيوبية. مع استمرار العنف في البلاد، أصبح من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي لدعم الجهود الحكومية في معالجة هذه الأزمة وحماية المدنيين من الهجمات العرقية والعسكرية.

وبينما تسعى الحكومة الإثيوبية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، يبقى الأمل في أن يساهم المجتمع الدولي بشكل أكبر في حل النزاع، والضغط على الجماعات المسلحة لوقف هذه الأعمال العنيفة التي تودي بحياة الأبرياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى