سفير كازاخستان الجديد في القاهرة : رؤية استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية

القاهرة : د. محمد سعد
وجه سعادة السفير عسكر جينيس ، السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية كازاخستان لدى جمهورية مصر العربية ، رسالة خاصة عبر فيها عن فخره واعتزازه بالعلاقات الثنائية بين البلدين التي تمتد لأكثر من 33 عامًا. وأكد في رسالته على أهمية تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
علاقات دبلوماسية تاريخية ومتينة
أعرب السفير عسكر جينيس عن امتنانه العميق للعلاقات التاريخية والروحية التي تربط كازاخستان بمصر ، مشيرًا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة كازاخستان ، كما أنها استضافت أول سفارة كازاخية في العالم العربي. وأكد أن البلدين تجمعهما علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
وأضاف أن مصر تحظى بمكانة خاصة لدى الشعب الكازاخستاني، حيث كانت مركزًا للعلم والثقافة على مدار العصور. وأوضح أن الرئيس الكازاخستاني ، قاسم جومارت توقايف ، يولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير هذه العلاقات، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية.
الروابط الثقافية والتاريخية بين البلدين
سلط السفير الضوء على القيم المشتركة بين البلدين ، مستشهدًا بالشخصيات التاريخية مثل السلطان بيبرس والعالم الفارابي ، الذين يعدان رمزين حضاريين لكلا البلدين. كما أشار إلى افتتاح مسجد السلطان بيبرس في القاهرة عام 2023 ، والذي شكل حدثًا بارزًا في تعزيز الروابط الثقافية والروحية بين البلدين.
وأكد السفير أن التعاون الثقافي بين البلدين يشهد تطورًا ملحوظًا ، حيث أقيمت فعاليات ثقافية وفنية كازاخية في مصر ، تضمنت عروضًا موسيقية ومسرحية شهدت تفاعلًا إيجابيًا من الجمهور المصري.
تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
أوضح السفير أن حجم التبادل التجاري بين كازاخستان ومصر بلغ 274 مليون دولار أمريكي في عام 2024 ، بزيادة قدرها 1.7 مرة مقارنة بعام 2023. وأكد أن هناك إمكانات كبيرة لمزيد من التعاون في مجالات الاستثمار والصناعة والتجارة.
وأشار إلى أن انعقاد الدورة السادسة للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين في المستقبل القريب ، يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتقني ، مع التركيز على مجالات الطاقة ، السياحة ، الرعاية الصحية ، والثقافة.
كما كشف السفير عن دراسة إمكانية توقيع اتفاقية ثنائية لإلغاء الازدواج الضريبي ، والتي ستساهم في خلق بيئة استثمارية مواتية وتحفيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
التعاون في قطاع السياحة
أكد السفير أن السياحة تمثل محورًا رئيسيًا في العلاقات بين البلدين ، حيث تشهد مصر إقبالًا متزايدًا من السياح الكازاخيين ، لا سيما إلى مدن البحر الأحمر. وأوضح أن هناك جهودًا لتعزيز النقل الجوي بين البلدين ، حيث تم زيادة عدد الرحلات المباشرة بين العاصمتين، بالإضافة إلى تشغيل رحلات مباشرة إلى شرم الشيخ.
وأشار إلى أن كازاخستان تمتلك أيضًا وجهات سياحية جذابة للسياح المصريين ، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخلابة والمنتجعات البيئية التي تحظى باهتمام عالمي.
آفاق مستقبلية واعدة
اختتم السفير رسالته بالتأكيد على التزامه الكامل بتعزيز العلاقات الثنائية بين كازاخستان ومصر ، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين ستواصل التطور في جميع المجالات. وأعرب عن ثقته بأن التعاون المشترك سيحقق نتائج إيجابية تعود بالنفع على الشعبين، معربًا عن استعداده لبذل كل الجهود لتحقيق هذه الأهداف.
وأردف إلى أن الأهداف والخطط الموضوعة للارتقاء بالعلاقات بين كازاخستان ومصر واسعة النطاق ، وأنا على قناعة بأن شراكتنا ستستمر في النمو بفضل الدعم المتبادل. نحن في السفارة ملتزمون ببذل كل الجهود لتعزيز هذا التعاون وتعميق أواصر الصداقة بين بلدينا”.