خالد عرابي في منتدى دولي بالصين : يدعو لتأسيس اتحادات نوعية توحّد دول الجنوب العالمي وتدافع عن قضاياه المشتركة

يوننان : هرمز نيوز

دعا الإعلامي المصري خالد عرابي، مدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام، إلى تأسيس اتحادات وكيانات دولية جديدة خاصة بدول الجنوب العالمي، تكون قادرة على تبنّي قضاياها والدفاع عن مصالحها المشتركة، بديلاً عن الاتحادات الدولية التقليدية التي نشأت منذ عقود طويلة تحت هيمنة القوى الغربية، وأصبحت مؤسساتها ومقارها وأهدافها تدور في فلك مصالح تلك القوى، بعيدًا عن شعوب الجنوب وأحلامها.

جاء ذلك خلال مشاركته بورقة عمل في “منتدى الجنوب العالمي للذكاء الاصطناعي والإعلام” الذي نظمته وكالة أنباء شينخوا الصينية، واختُتمت فعالياته مؤخرًا بمدينة كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين.

إشادة بالصين وتفاؤل بالمستقبل

استهل عرابي كلمته قائلاً: “يطيب لي أن أكون بينكم في هذا المحفل الدولي المتميز، ويسعدني أن أحيي جمهورية الصين قيادةً وحكومةً وشعبًا على ما تقوم به من دور عظيم في دعم دول الجنوب العالمي وتعزيز شراكاتها. كما أقدّر لها تنظيم هذا الملتقى الدولي المهم الذي نطمح من خلاله إلى أن نكون صفًا واحدًا وصوتًا واحدًا، نصنع به مستقبلًا أفضل لهذا التجمع الدولي الكبير.”

وأضاف: “إنني أتحدث إليكم اليوم وأنا مفعم بالأمل والتفاؤل، لأن هذا اللقاء يشكّل نواة مهمة لتكتل عالمي سيكون – برأيي – الأكبر والأكثر تأثيرًا، نظرًا لما يربطنا من قضايا مشتركة ومصير واحد. فنحن في دول الجنوب العالمي نواجه التحديات نفسها، ونسعى إلى الأهداف ذاتها، ومن هنا يجب أن نكون جميعًا قلبًا واحدًا وصوتًا واحدًا.”

ثقل سكاني واقتصادي عالمي

وأوضح عرابي أن دول الجنوب العالمي تشكّل ما بين 140 و145 دولة من أصل أكثر من 200 دولة حول العالم، أي ما يعادل نحو 75% من عدد دول العالم. وأضاف أن هذه الدول تضم نحو 6.5 إلى 7 مليارات نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ 8.1 مليار نسمة بحسب إحصاءات عام 2025، أي ما يمثل 80 – 85% من سكان العالم، الأمر الذي يجعلها صاحبة القوة الشرائية والاستهلاكية الأكبر عالميًا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن دول الجنوب العالمي تساهم بما نسبته 45 – 50% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي البالغ نحو 110 تريليونات دولار أمريكي، ما يجعلها قوة لا يُستهان بها في الاستثمار والتجارة والصناعة. وأضاف: “تخيلوا لو أننا نجحنا في بناء كيان موحّد حقيقي لهذا التجمع الدولي، هل سيكون بمقدور أي كيان آخر في العالم أن يواجهه أو ينافسه؟”

استلهام من كلمة الرئيس الصيني

واستعاد عرابي تجربته خلال حضوره في بكين العام الماضي احتفال مرور 70 عامًا على “مبادئ التعايش السلمي بين الصين والهند وميانمار”، حيث استمع إلى كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي أكّد فيها أن الدول النامية يجب أن تكون قوة ثابتة للسلام، وداعمة للتنمية المفتوحة، ومشاركة في الحوكمة العالمية، ومناصرة للحوار بين الحضارات.

وقال عرابي: “حينها شعرت أنني وجدت المشروع والفكرة التي كنت أبحث عنها منذ سنوات، مشروع ينطلق من رؤى الرئيس شي، يقوم على تأسيس كيانات جديدة للجنوب العالمي، كيانات تعمل لمصلحتنا نحن، بديلاً عن المؤسسات الدولية القائمة التي طالما خدمت الغرب وحده.”

دعوة لتأسيس اتحادات نوعية جديدة

وأضاف: “معظم الاتحادات والمنظمات الدولية نشأت في الغرب وتبنت قضاياه فقط، بل كثيرًا ما عملت ضد مصالحنا نحن في الجنوب. واليوم آن الأوان أن ننشئ كيانات بأيدينا تحمل اسم الجنوب العالمي، تعمل من أجلنا، وتتبنى قضايانا في المجالات كافة: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية.”

واقترح عرابي أن تشمل هذه الاتحادات كيانات متخصصة مثل: الاتحاد الإعلامي الدولي لدول الجنوب العالمي، اتحاد المستثمرين الدولي للجنوب العالمي، اتحاد المحامين الدولي للجنوب العالمي، وغيرها من الاتحادات النوعية التي تعكس طموحات شعوب الجنوب.

مبادرة تأسيس اتحاد إعلامي دولي

وكشف عرابي أنه بادر شخصيًا إلى تأسيس “الاتحاد الإعلامي الدولي للجنوب العالمي”، حيث بدأ بتجميع نواته الأولى من إعلاميين ينتمون إلى 28 دولة. وقال: “أدعوكم جميعًا، كل في مجاله وتخصصه، إلى المبادرة بإنشاء اتحادات مماثلة. لنجعل من هذا المنتدى نقطة انطلاق حقيقية نحو بناء منظومة كيانات جديدة تعبّر عن أصواتنا، وتحمل آمالنا، وتسعى لتحقيق مصير مشترك أكثر إشراقًا لشعوب الجنوب العالمي.”