توماس فريدمان : ينصح الكيان المحتل .. أرجوكم لا تضيعوا داخل أنفاق حماس!
هرمز نيوز : وكالات
نصح الكاتب الأميركي توماس فريدمان المعروف بتأييده للكيان المحتل في مقاله الذي اختار له عنوان : “أرجوكم لا تضيعوا داخل أنفاق حماس!” في جريدة “نيويورك تايمز” أن رد الكيان المحتل الدموي والعنيف سينعكس سلباً على مستقبله ، خاصة في ظل نتنياهو العديم المصداقية ، وينصحه باتباع الوصفة الهندية. فما هي هذه الوصفة؟
ويعتبر فريدمان أن رد الكيان المحتل بهذا العنف حول تركيز العالم من هجوم حماس إلى الهجوم على القصف الهائل الذي يمطر به الكيان المحتل المدنيين في غزة. ولو اختار الكيان المحتل أن يطلق على عمليته اسم “أنقذوا رهائننا” لكسب الرهان.
ويستشهد فريدمان برد فعل رئيس وزراء الهند السابق مانموهان سينغ في نوفمبر 2008، حين تسلل عشرة مسلحين باكستانيين من جماعة لشكر طيبة الباكستانية وقتلوا أكثر من 160 شخصا في بومباي. والمميز في رد فعل سينغ هو أنه ضبط نفسه ولم يرد عسكريا.
أما الحكمة في عدم الرد العسكري فهي أنه أراد أن يتم التركيز على شناعة الفعل الذي قامت به الجماعة الباكستانية. ولو حصل الانتقام عسكرياً لكان الأمر بالنسبة للعالم عاديا؛ أي مجرد خلاف تقليدي بين البلدين.
ولو حصل هجوم عسكري هندي لتوحّد الجيش الباكستاني ، ولسقطت الحكومة المدنية التي كان من المرجح أن تكون العلاقات معها أفضل. هذا إضافة إلى أن عدم الرد وفّر على الهند خسائر اقتصادية هائلة.
ويرى فريدمان أن خيار الكيان المحتل في الرد غير مناسب للأسباب التالية :
- ظهور تيارات معادية للكيان المحتل في العالم بسبب قصفها العنيف لغزة.
- الخيار العسكري والاصرار على محو حماس من على وجه الأرض وضع الكيان المحتل تحت ضغط معركة طويلة وصعبة.
- خطة نتنياهو لهذه الحرب نصف ناضجة. فمن هم هؤلاء الفلسطينيون الذين سيحكمون غزة بعد الحرب؟
- اقتصاد الكيان المحتل سوف يعاني من الانكماش ، خاصة بعد استدعاء 360 ألف جندي احتياط. ثم هناك سؤال: من سيمول الرعاية الصحية والتعليم لسكان غزة؟ الاتحاد الأوروبي أم دول الخليج أم الولايات المتحدة؟
في النهاية نتنياهو شخصية دنيئة ولا يمكن الوثوق به. فكيف سيدير الفريق الحربي عملية معقدة ومؤلمة وهو يعلم أن نتنياهو سوف يلومه على أي خطأ وسوف يحرمه من أي فضل في النجاح؟
لذلك ينبغي على الكيان المحتل أن يُبقي الباب مفتوحا أمام وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وهذا سيسمح له بالتوقف والتفكير بعمق في عمليته العسكرية وفي الثمن الذي يمكن أن يدفعه على المدى الطويل.
المصدر : نيويورك تايمز