ترامب يهدد مادورو: تصعيد أمريكي وحصار ناقلات النفط الفنزويلية

هرمز نيوز: وكالات
قالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نوم إن على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الرحيل، وذلك في أعقاب احتجاز الولايات المتحدة ناقلات نفط مرتبطة بكاراكاس، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا جديدًا في التوتر بين البلدين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر، الأسبوع الماضي، أوامر بفرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو الخارجة منها، مبررًا ذلك باتهام كراكاس بالاستيلاء على النفط والأراضي وغيرها من الأصول الأمريكية، ومشددًا على ضرورة استعادتها.
وذكرت تقارير إعلامية أن قوات خفر السواحل الأمريكية، التي تعمل تحت إشراف وزارة الأمن الداخلي، احتجزت ناقلتي نفط في منطقة البحر الكاريبي، كما لاحقت سفينة ثالثة يُعتقد أنها جزء مما يُعرف بـ”أسطول الظل” الذي تستخدمه فنزويلا للالتفاف على العقوبات الدولية.
وقالت نوم، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الإخبارية، إن إدارة ترامب لا تكتفي باعتراض السفن، بل ترسل رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن ما وصفته بالنشاط غير القانوني الذي يشارك فيه مادورو لا يمكن أن يستمر، مؤكدة: “يجب أن يرحل”.
مادورو يرد على تهديدات ترامب
في المقابل، رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التصعيد الأمريكي، معتبرًا أن من الأفضل للرئيس دونالد ترامب التركيز على القضايا الداخلية في الولايات المتحدة بدلًا من تهديد كاراكاس.
وقال مادورو في خطاب متلفز إن من غير المعقول أن يخصص ترامب جزءًا كبيرًا من تصريحاته ووقته لفنزويلا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية، مثل نقص المساكن وفرص العمل، وأضاف: “فليَهتم كلٌّ ببلده”.
واعتبر مادورو أن تحسين الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة كان سيؤدي إلى علاقات أفضل مع دول العالم، مؤكدًا أن بلاده ستتجاوز الضغوط الحالية وتخرج منها أقوى اقتصاديًا، رغم محاولات واشنطن الضغط عليها عبر ملف النفط.
تصعيد عسكري وحصار بحري
وتصاعدت التوترات مؤخرًا بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث أعلن ترامب في أغسطس الماضي أمرًا تنفيذيًا يقضي بزيادة استخدام الجيش الأمريكي في أمريكا اللاتينية، بدعوى مكافحة عصابات المخدرات.
وفي الأيام الأخيرة، احتجزت الإدارة الأمريكية ناقلتي نفط قبالة السواحل الفنزويلية، كما طاردت سفينة ثالثة، في إطار ما وصفته واشنطن بتشديد تنفيذ العقوبات المفروضة على كاراكاس.
وجدد ترامب دعوته لمادورو للتنحي عن السلطة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط الذي صادرت ناقلاته مؤخرًا أو ستبيعه، مشيرًا إلى أن تنحي مادورو سيكون “الخيار الأكثر حكمة”.
دعم صيني وروسي لفنزويلا
في المقابل، أعلنت الصين وروسيا دعمهما لفنزويلا في مواجهة الحصار الأمريكي. واعتبرت وزارة الخارجية الصينية أن احتجاز سفن دولة أخرى يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مؤكدة رفضها للعقوبات الأحادية.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الصينية إلى أن فنزويلا تمتلك الحق في تطوير علاقاتها مع الدول الأخرى، لافتًا إلى أن الصين تُعد أكبر مستورد للنفط الفنزويلي، والذي يشكل نحو 4% من وارداتها النفطية.
كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الفنزويلي إيفان خيل عن قلقهما البالغ إزاء تصعيد واشنطن في البحر الكاريبي، محذرين من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة والملاحة الدولية.
تباطؤ في الموانئ وتداعيات اقتصادية
وأدى الحصار الأمريكي إلى تباطؤ عمليات تحميل ناقلات النفط في الموانئ الفنزويلية، حيث تكدست ملايين البراميل من النفط على متن السفن، وسط مطالب من العملاء بتخفيضات أكبر بسبب المخاطر المتزايدة المرتبطة بالإبحار خارج المياه الإقليمية.
ومنذ سبتمبر الماضي، شنت القوات الأمريكية غارات على قوارب تشتبه بضلوعها في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، وأسفرت تلك العمليات عن مقتل أكثر من 100 شخص، بعضهم صيادون، بحسب عائلاتهم وحكوماتهم.
اتهامات متبادلة ومخاوف دولية
تتهم واشنطن حكومة مادورو باستخدام عائدات النفط لتمويل أنشطة غير قانونية، بينما تنفي كراكاس هذه الاتهامات، مؤكدة أن الولايات المتحدة تسعى للإطاحة بالحكومة الفنزويلية من أجل السيطرة على احتياطات النفط في البلاد.
وفي رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي، اعتبر مادورو أن ما وصفه بـ”قرصنة الدولة” التي تمارسها الولايات المتحدة يشكل تهديدًا مباشرًا للنظام القانوني الدولي وللأمن العالمي.



