الصين تدخل على خط الحرب في أوكرانيا.. لماذا لا يثق بها الغرب؟ وهل تنطلق شرارة حرب عالمية ثالثة؟
طوت حرب روسيا على أوكرانيا عامها الأول في وقت تتصاعد فيه الأعمال القتالية على عدة جبهات في البلاد وتأكيد طرفي القتال عزم كل منهما إلحاق الهزيمة بالآخر، فهل تستطيع المبادرة الصينية حل الأزمة؟
وفي سياق التدخلات الخارجية لتهدئة رحى الحرب اتهمت الولايات المتحدة ودول غربية الصين بالانحياز إلى روسيا والإعداد لدعمها بمسيرات قتالية، لكن بكين أعلنت أنها ستقدم مبادرة للسلام تهدف لتسوية النزاع سياسيا.
وقالت الخارجية الصينية في وثيقة بعنوان “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية” إنه “ينبغي على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرك في الاتجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن”.
هزيمة ساحقة
وفي هذا الصدد، رأى كبير الباحثين بالمركز العربي في واشنطن خليل العناني أن حرب روسيا على أوكرانيا تعتبر أكبر حرب في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تكون عالمية بسبب تورط الغرب في دعم كييف ورغبته في هزيمة روسيا بشكل ساحق حتى لا تمثل تهديدا لأي دولة أخرى.
وأضاف العناني -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/2/24)- أن التصريحات الروسية توحي باستعدادها لشن حملة عسكرية أخرى، وفي المقابل استعداد أوروبي لمواجهتها، وهذا ما يجعل هذه الحرب قد تستمر لأعوام أخرى.
أما بخصوص الموقف الصيني فاعتبر العناني أنه محاولة لذر الرماد في العيون وحفظ ماء الوجه من خلال طرح مبادرة تتعلق بمحاولة تهدئة الأوضاع، ولكن الصين تعد حليفا وثيقا لروسيا وتربط بينهما مصالح اقتصادية ومنحازة بشكل واضح إلى موسكو، وهو ما يجعل الدول الغربية لا تثق برؤيتها وتشعر بأن الأمر بتعلق بشراكة دبلوماسية بين روسيا والصين.
رؤية بدون تفاصيل
من جهته، ذهب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي إلى أن بكين طرحت رؤية للخروج من أزمة حرب أوكرانيا ولم تقدم مقترحا تفصيليا لوقف الحرب بين البلدين، مشيرا إلى أن الصين تتعرض لضغط غربي كبير، ولذلك تعمل على إظهار وجهها الجديد بوصفها دولة قوية قد تسمع روسيا توجيهاتها، كما تحاول التخفيف من حدة الضغط المفروض عليها.
وعلى الصعيد الأميركي، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن السلام قائلا إنه يجب أن يتم الضغط لوقف الحرب وفرض السلام، وإن القرار بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه من بدأ الحرب ومن بيده الأمر بإيقافها، فيما توعد المندوب الأوكراني روسيا بهزيمة قريبة تعقبها مساءلة للمسؤولين الروس الذين قال إنهم تسببوا في الحرب وفظائعها.
المعتدي والضحية
ومع الحديث عن فرص السلام، قالت الخارجية الروسية إن السلام في أوكرانيا يقتضي الإقرار بالحقائق الجديدة على الأرض، كما أكد مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن في موقف الصين أشياء مهمة، ولكن ينبغي عليها ألا تساوي بين المعتدي والضحية.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي شهد اليوم الجمعة جلسة بمناسبة مرور سنة على حرب روسيا على أوكرانيا، وبينما وجهت روسيا انتقادات ضمنية إلى موقف الأمم المتحدة وكيفية إدارتها للجلسة قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “إننا محتاجون إلى سلام في أوكرانيا يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.