الإيكونوميست : إسرائيل بين الغطرسة والانهيار

هرمز نيوز : وكالات
أطلقت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تحذيرًا قويًا بشأن مستقبل إسرائيل، مؤكدة أن سياسات الحكومة الحالية تدفع البلاد نحو “كارثة غير مسبوقة”.
وفي تقريرها الذي تصدّر غلافها تحت عنوان “غطرسة إسرائيل”، أشارت المجلة إلى أن الدولة العبرية تبدو ظاهريًا في موقع قوة بعد تعافيها العسكري، لكنها في الواقع تواجه تهديدات متزايدة قد تعصف باستقرارها.
سلّط التقرير الضوء على التحولات الجوهرية التي شهدتها إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر ، حيث انتقلت من حالة ضعف وتخبط إلى موقع عسكري مهيمن ، مدعوم بمساندة أمريكية مطلقة. وخلال هذه الفترة، تمكنت من تحقيق إنجازات عسكرية بارزة، شملت تصفية قادة بارزين في حماس وحزب الله ، والتصدي لهجمات صاروخية إيرانية بمساعدة تحالف دولي ، مما أضعف النفوذ الإيراني في المنطقة.
ورغم هذا التفوق، حذّرت “الإيكونوميست” من أن إسرائيل قد تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة توسعها المفرط في العمليات العسكرية، فضلًا عن تصاعد التوترات الداخلية التي تهدد تماسكها. وأحد أبرز المخاطر يتمثل في سياساتها تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، حيث تزايدت المخاوف من أن النهج الإسرائيلي ، المدعوم بتشجيع أمريكي على “الهجرة الطوعية”، قد يؤدي فعليًا إلى تطهير عرقي أو فرض عزلة جغرافية خانقة على الفلسطينيين.
وأوضح التقرير أن استمرار العمليات العسكرية في الضفة وغزة ، بالتوازي مع توسيع التدخلات في سوريا ولبنان ، يعزز حالة عدم الاستقرار الإقليمي. وباتت إسرائيل تعتمد على استراتيجية الضربات الاستباقية عند أول فرصة سانحة ، بغض النظر عن العواقب ، وهو ما قد يقودها إلى مواجهة مباشرة مع إيران، خاصة في ظل تراجع قدراتها الدفاعية.
لم تقتصر التحذيرات على التهديدات الخارجية، بل شملت أيضًا الانقسامات الداخلية التي تعصف بإسرائيل. وأحد أبرز مظاهرها الخلاف المتصاعد حول صفقة الأسرى ، التي تحظى بتأييد شعبي واسع ، في مقابل استمرار الحرب الذي يلقى رفضًا متزايدًا.
كما أشار التقرير إلى تفكك نظام الفصل بين السلطات، حيث تتجه الحكومة نحو تقويض استقلال المؤسسات ، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار البلاد على المدى الطويل. وفي سياق آخر ، يعاني الجيش من الإنهاك، بينما يشهد المجتمع الإسرائيلي انقسامات حادة ، مع تزايد توجه القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها التكنولوجيا المتقدمة، نحو الهجرة إلى دول أخرى.
خلصت “الإيكونوميست” إلى أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية الظاهرة، تواجه تحديات داخلية وخارجية قد تهدد مستقبلها. فالغطرسة السياسية والعسكرية، إذا استمرت دون مراجعة ، قد تقود البلاد إلى كارثة محققة، ما لم تعِ القيادة الإسرائيلية حجم المخاطر التي تلوح في الأفق.