الأمم المتحدة تعتمد بالإجماع قرار الحياد الدائم لتركمانستان

عشق آباد : هرمز نيوز
في خطوة دبلوماسية هامة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع ، في 21 مارس 2025 ، قرار “الحياد الدائم لتركمانستان” خلال الجلسة العامة الحادية والستين للدورة التاسعة والسبعين. تم اتخاذ القرار بموجب البند 61 من جدول الأعمال المتعلق بـ “بناء السلام وحفظ السلام”، مشيرًا إلى التزام الدولة بسياسة الحياد الدائم على الساحة الدولية.
الحياد الدائم: أساس السياسة الخارجية لتركمانستان
خلال تقديمه للقرار، أكد الممثل الدائم لتركمانستان لدى الأمم المتحدة، أكسولتان أتاييفا، أن الحياد الدائم يشكل الأساس الرئيسي للسياسة الخارجية لتركمانستان، ويعزز مبدأ حفظ السلام المتوازن في المنطقة والعالم. وأوضحت أتاييفا أن الحياد ليس فقط عنصرًا أساسيًا في السياسة الداخلية والخارجية لتركمانستان، بل هو أيضًا منصوص عليه في الدستور، ويعكس التراث التاريخي والتقاليد الثقافية للشعب التركماني، التي تضع السلام والحوار في قلب بناء الدولة.
تركيز على الدبلوماسية الوقائية
منذ اعتماد أول قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحياد الدائم لتركمانستان في 12 ديسمبر 1995، أثبتت الدولة فعاليتها في استخدام الحياد كأداة دبلوماسية على المستويين الإقليمي والعالمي. أكدت أتاييفا أن الحياد الدائم لتركمانستان قد أسهم بشكل كبير في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أهمية استخدام أراضي الدول المحايدة كمنصات لإجراء محادثات سلمية.
أدوات عملية للسلام
تظهر سياسة الحياد لتركمانستان من خلال مؤسسات مهمة مثل مركز الأمم المتحدة الإقليمي للدبلوماسية الوقائية في آسيا الوسطى في عشق آباد ومنطقة السلام والثقة والتعاون في آسيا الوسطى، التي تسهم بشكل مباشر في تعزيز السلام والأمن الإقليميين.
وفي هذا السياق، لفتت أتاييفا إلى دور تركمانستان البارز في تأسيس “يوم الحياد الدولي” في 12 ديسمبر من كل عام، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2017، وكذلك إنشاء “مجموعة أصدقاء الحياد” على منصة الأمم المتحدة.
الحياد كركيزة في السياسة الدولية
في عام 2020، احتفلت تركمانستان بمرور 25 عامًا على اعتماد الأمم المتحدة قرار الاعتراف بالحياد الدائم لها، حيث كان هذا القرار نقطة فارقة في تاريخ الدولة بعد أن حظي بدعم 185 دولة. هذا الاعتراف الدولي أكد على مكانة تركمانستان كأول دولة محايدة يعترف بها المجتمع الدولي.
من خلال هذا الاعتراف، حصلت تركمانستان على تقدير دولي كبير وشرف عظيم، مما يعزز من مكانتها السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية. كما أسهم في تقوية العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع الدول والمنظمات العالمية.
مستقبل العلاقات الدولية لتركمانستان
اليوم، تشارك تركمانستان بنشاط في معالجة القضايا العالمية التي تؤثر على الأمن والسلام والتنمية المستدامة. وبفضل سياستها الخارجية المتوازنة، تعزز الدولة من علاقاتها مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، وتوسّع شبكة علاقاتها مع مختلف دول العالم في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة.
تركمانستان، التي أصبحت مركزًا مهمًا للمصالحة الدولية، تواصل جهودها لتوفير فرص لحل القضايا العالمية بشكل إيجابي، وهو ما يعزز من دورها البارز في الساحة الدولية.