أخبار عالمية

أبو عبيدة: “طوفان الأقصى” لحظة فارقة في معركة تحرير فلسطين

هرمز نيوز : وكالات

Advertisement

في كلمة له مساء الأحد، تحدث الناطق العسكري باسم كتائب “القسام” أبو عبيدة إلى الشعب الفلسطيني، مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى. وتعد هذه الكلمة خطوة حاسمة في توجيه رسالة واضحة حول التزام المقاومة، وتجديد العهد بتحقيق أهدافها في سبيل تحرير فلسطين.

رسالة الالتزام بالمعركة الوطنية

Advertisement

بدأ أبو عبيدة كلمته بتذكير الشعب الفلسطيني بمسار النضال المستمر، قائلاً: “471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي أشعلت شرارة تحرير فلسطين ودقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الزائل لا محالة”. كانت هذه الكلمات بمثابة تأكيد على أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، سواء من الشهداء أو الجرحى أو المعتقلين، لن تذهب سدى. فقد قدم الشعب الفلسطيني نموذجا فريدا في القدرة على الفعل المؤثر والصمود أمام الاحتلال. “لقد قدمنا من أجل أرضنا وحريتنا ومقدساتنا قافلة عظيمة من الشهداء”، أضاف أبو عبيدة، مؤكداً على أن هذه التضحيات هي أساس الانتصار.

المقاومة في غزة، من خلال هذه المعركة، قدمت رسالتها بوضوح للعالم أجمع، بأن الفلسطينيين ليسوا مجرد ضحايا بل هم أصحاب الأرض الذين يملكون القدرة على مقاومة الاحتلال، على الرغم من التحديات الكبيرة والصعاب. وقد أظهروا للعالم أن هذا النضال ليس محصوراً في نطاق جغرافي أو سياسي ضيق، بل هو جزء من معركة أكبر تهدف إلى تحرير الأرض والإنسان.

الرسالة الاستراتيجية للقوى الإقليمية والعالمية

كما أكد أبو عبيدة في كلمته على أهمية دعم القوى الإقليمية والعالمية في المعركة الفلسطينية، فقال: “نحيي رفاق السلاح في المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، ونحيي الإخوة في إيران، ونشكر المقاومة العراقية، وأحرار الأردن والمجاهدين الفدائيين الذين اخترقوا الحدود”. هذه الرسالة تبرز التعاون الإقليمي والدولي مع القضية الفلسطينية، وتؤكد أن معركة طوفان الأقصى لم تكن مجرد معركة محلية، بل جزء من معركة إقليمية واسعة تهدف إلى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال.

وفي سياق متصل، أشار أبو عبيدة إلى أن محاولات دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة ستواجه مقاومة شديدة من الشعوب الحرة، حيث أكد قائلاً: “كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة خاصة بعد الأقصى ستواجه وتُفشل بطوفان الوعي وبالمقاومة المتجذرة والشعوب الحرة”. هذا التصريح يسلط الضوء على الرفض الشعبي المستمر للتطبيع مع الاحتلال، ويعكس التوجه الاستراتيجي للمقاومة في مواجهة محاولات الاحتلال لتغيير المعادلات السياسية في المنطقة.

التزام المقاومة والحرص على وقف إطلاق النار

فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، شدد أبو عبيدة على التزام المقاومة بتنفيذ كل بنود الاتفاق، مع التأكيد على أن هذا الالتزام مشروط بموافقة العدو على احترام بنوده. وقال: “نعلن التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل بنوده.. مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهونٌ بالالتزام من قبل العدو”. هذه الكلمات تعكس حرص المقاومة على الحفاظ على دماء الشعب الفلسطيني وضمان الاستقرار، ولكنها تؤكد في الوقت ذاته أن أي انتهاك من قبل الاحتلال سيؤدي إلى انهيار الاتفاق.

كما أضاف أبو عبيدة أن ما تم التوصل إليه من اتفاق كان ممكناً منذ أكثر من عام لو كانت رغبات حكومة نتنياهو الفاشية توافق على ذلك. هذه الملاحظة تسلط الضوء على الموقف الصارم من الاحتلال، وتعكس استعداد المقاومة لانتزاع الحقوق الفلسطينية عبر التفاوض أو بالقوة إذا تطلب الأمر.

الرسالة المستقبلية للشعب الفلسطيني

ختاماً، وجه أبو عبيدة تحية خاصة للضفة الغربية التي وقفت بشموخ إلى جانب غزة في معركة “طوفان الأقصى”، مشيراً إلى أن “شعبنا الذي تعرض للظلم ويعرف مرارته، لا يمكن أن يقبل العودة إلى الوراء”. هذه الكلمات تبرز الوحدة الوطنية بين كافة مناطق فلسطين في مواجهة الاحتلال، وتؤكد أن المعركة لا تقتصر على غزة فحسب، بل هي معركة كل فلسطيني في كل مكان.

كما وجه أبو عبيدة تحية خاصة لكل أحرار العالم الذين تظاهروا دعماً لفلسطين والمقاومة، مؤكدًا أن “كل قطرة دم سالت على هذه الأرض كانت لتحرير الأرض والمقدسات”. هذه الرسالة تضع أمام الشعب الفلسطيني هدفًا واضحًا ومشتركًا: تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

الختام

معركة “طوفان الأقصى” ستظل محطة تاريخية في نضال الشعب الفلسطيني. هي ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي مدرسة في الصمود والبطولة، وجزء من رحلة طويلة نحو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية. التزام المقاومة بالاتفاقات السارية لن يكون سوى مرحلة في مسار النضال المستمر لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى