مملكة البحرين الثانية عربيًا.. و13 ميدالية تزيّن مسيرتها في “آسياد الشباب”

متابعة: د. محمد النحاس
رفعت مملكة البحرين رصيدها من الميداليات في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب، التي اختُتمت فعالياتها (الجمعة) تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، إلى 13 ميدالية ملوّنة، بعد أن أضاف منتخب القدرة الميدالية الفضية إلى حصيلة المملكة، ليختتم مشوارًا مشرفًا حافلًا بالنجاحات والإنجازات التي جسّدت روح العزيمة والإصرار لدى الرياضيين البحرينيين.
وشملت الحصيلة الإجمالية 5 ميداليات ذهبية، و5 فضيات، و3 برونزيات، لتحلّ البحرين في المركز الثاني عربيًا ضمن الترتيب العام للدول المشاركة، في إنجاز يعكس التطور المستمر للرياضة البحرينية وحضورها القوي في مختلف الألعاب والمنافسات القارية.

وتألّق الأبطال البحرينيون في رفع الأثقال وفنون القتال المختلطة، محققين خمس ميداليات ذهبية (ذهبيتان في رفع الأثقال وثلاث ذهبيات في فنون القتال المختلطة)، ليؤكدوا أن العمل الجاد والتخطيط المنهجي في إعداد الرياضيين الشباب بدأ يؤتي ثماره على أرض الواقع.
أما الميداليات الفضية الخمس، فجاءت من مجموعة من الرياضات التي شهدت أداءً لافتًا وتمثيلًا مشرفًا للمملكة، حيث أحرز منتخب كرة السلة 3×3 فضية مستحقة بعد أداء بطولي في الأدوار النهائية، فيما تألّق منتخب القدرة في ميادين التحمل ليضيف فضية غالية إلى الرصيد البحريني، إلى جانب فضيات أخرى في رفع الأثقال وفنون القتال المختلطة ورياضة بنشاك سيلات، ما يؤكد تنوع مصادر الإنجاز الرياضي البحريني.
وفي المقابل، حصدت البحرين ثلاث ميداليات برونزية جاءت عبر منتخب كرة اليد الذي قدّم عروضًا قوية واستطاع اعتلاء منصة التتويج في ختام منافساته، إضافة إلى ميداليتين برونزيتين في رياضتي الجوجيتسو والمواي تاي بعد مواجهات مثيرة أظهرت خلالها العناصر البحرينية قدرات فنية وبدنية متميزة.
وشهد سباق القدرة إحدى أجمل لحظات الدورة، حين نجح المنتخب البحريني في حصد الميدالية الفضية بعد احتلاله المركز الثاني في الترتيب العام للفرق، إذ قطع فرسان البحرين مسافة السباق البالغة 119 كيلومترًا بزمن قدره 15 ساعة و58 دقيقة و28 ثانية، في سباق اتسم بالإثارة والندية العالية. وقد برز خلاله الأداء الجماعي المتناغم للفريق البحريني الذي أظهر التزامًا تكتيكيًا عاليًا ولياقة بدنية مميزة مكنته من التقدّم بثبات نحو منصة التتويج.

ويجسد هذا الإنجاز بوضوح الرؤية الرياضية الطموحة التي يقودها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، والتي تضع تطوير المواهب الشابة وصناعة الأبطال في صدارة الأولويات الوطنية.
وجاءت مشاركة البحرين في الدورة الآسيوية الثالثة للشباب لتؤكد سلامة النهج الرياضي المتكامل في إعداد جيل واعد قادر على تمثيل المملكة بأفضل صورة في المحافل الدولية، عبر منظومة دعم وتأهيل وإشراف فني وإداري مستمر.
ومع إسدال الستار على منافسات الدورة، بقيت راية البحرين خفّاقة في سماء البطولة، شاهدة على إنجازات نوعية تؤكد أن الشباب البحريني قادر على المنافسة وصناعة الفارق.
إنها ثلاث عشرة ميدالية ملوّنة تختصر رحلة عطاء ممتدة، وتروي قصة وطنٍ لا يكتفي بالمشاركة، بل يسعى دوماً إلى الصدارة.
فبينما يغادر أبطال البحرين ميادين «آسياد الشباب»، يبدؤون فصلًا جديدًا من فصول الإنجاز الرياضي البحريني، في مسيرة صعود مستمرة تقودها رؤية حكيمة لا تعرف إلا طريق القمة.



