المغرب يتوج ببطولة إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات

كتب: د. محمد سعد
يواصل المغرب مسيرته المشرقة في مجال كرة القدم الإفريقية، مُرسخًا مكانته كمحور رئيسي في هذا المجال. وقد جاء فوزه الأخير في كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات 2025 ليؤكد تلك الريادة، ويعكس نجاح رؤية رياضية طموحة ومبنية على أسس قوية، والتي بدأت تؤتي ثمارها بوضوح على مستوى القارة.
وتعود هذه الإنجازات إلى عمل طويل المدى، بدأ تحت إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي حرص على أن تكون الرياضة، وخاصة كرة القدم، جزءًا لا يتجزأ من السياسات التنموية للمملكة. من أبرز الخطوات التي اتخذتها المملكة في هذا السياق، إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، تطوير البنيات التحتية للرياضة من خلال بناء ملاعب متطورة ومراكز تدريب بمعايير دولية، فضلًا عن دعم مستمر لتكوين الأطر التقنية والمدربين.
وقد بدأت هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها على مختلف الأصعدة، حيث بدأت المنتخبات الوطنية، سواء على مستوى الرجال أو السيدات، تبرهن على حضور قوي في المنافسات القارية والدولية، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في أداء كرة القدم المغربية.
لكن دور المغرب لا يقتصر على الإنجازات الرياضية فقط؛ فقد أصبح كذلك لاعبًا رئيسيًا في تنظيم كرة القدم الإفريقية، حيث استضافت المملكة في السنوات الأخيرة العديد من البطولات الكبرى، وأصبحت وجهة مفضلة للمنتخبات الإفريقية للتحضير للمنافسات الكبرى.
وفي حين أن كرة القدم التقليدية (11 لاعبًا) كانت تستحوذ في السابق على الاهتمام الأكبر، فإن كرة القدم داخل القاعة قد شهدت في السنوات الأخيرة نهضة حقيقية في المغرب. فبعد أن أحرز المغرب لقب البطولة الإفريقية للرجال في 2020 و2024، جاء تتويجه في 2025 ليؤكد الريادة في فئة السيدات. وقد وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خطة استراتيجية شاملة لتطوير هذا النوع من الرياضة، تضمنت تنظيم بطولات وطنية نسوية، إقامة معسكرات جهوية لاكتشاف وتطوير المواهب، وتوقيع شراكات تقنية مع دول رائدة في هذا المجال.
إن هذا الإنجاز لا يُعد مجرد فوز في مسابقة رياضية، بل يحمل في طياته رسالة قوية حول تحول كرة القدم النسوية في إفريقيا. فالمغرب، من خلال استثماراته في التكوين، والتأطير، والاحترافية، يتصدر هذا التحول ويقود القارة نحو مرحلة جديدة من التطور الرياضي النسوي. من المؤكد أن هذا النجاح سيلهم دولًا إفريقية أخرى لتبني مبادرات مماثلة، مما سيؤدي إلى ظهور جيل جديد من اللاعبات الموهوبات في القارة.
ويُعد هذا التتويج نتيجة مباشرة لاستراتيجية تنموية متكاملة في المجال الرياضي، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ومن خلال فوز المنتخب الوطني للسيدات بكأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة 2025، يعزز المغرب من مكانته كقوة رياضية رائدة في القارة، ليس فقط على مستوى الرجال، بل أيضًا في الرياضة النسوية. إنه ليس مجرد لقب رياضي، بل هو انتصار لرؤية طموحة واستراتيجية واضحة تعكس شغف المملكة في تحقيق التميز الرياضي والتطور المستدام.