GreatOffer
حوارات

فرانك مولر: عبقري صناعة الساعات السويسري يكشف أسرار ابتكاراته في حوار خاص مع “هرمز نيوز”

حاوره : د. جمال المجايدة

Advertisement GreatOffer

تلقينا دعوة غير متوقعة من الدكتور آلان بارون ، خبير الآثار السويسري ، لتناول العشاء في فيلته الفاخرة في سانت ريجيس السعديات في أبوظبي. كان هذا اللقاء بمثابة المدخل للتعرف على صديق طفولته ، العبقري في عالم صناعة الساعات ، فرانك مولر. وعندما وجدناه في الحديقة ، غارقًا في تأمل مشهد الغروب ، وعندما نهض مرحبًا بي، شعرت وكأنني دخلت إلى عالم من الإبداع والفن.

ولد فرانك مولر عام 1958 في مدينة لا شو دو فون، سويسرا ، وهي واحدة من أبرز معاقل صناعة الساعات السويسرية. منذ صغره ، أبدع مولر في دمج الميكانيكا والفن ، حيث أظهر شغفًا مبكرًا في مجال صناعة الساعات. درس في مدرسة جنيف لصناعة الساعات وتخرج بتفوق ، ليصبح لاحقًا خبيرًا في ترميم الساعات القديمة والمعقدة.

Advertisement

فرانك مولر

س. فرانك ، شكراً لك على هذه الفرصة الرائعة للحديث معك. بدايةً ، كيف تصف علاقتك بالإمارات، خصوصًا أبوظبي ودبي؟

ج. شكرًا لك. في الواقع ، كانت لدي تجربة رائعة مع الإمارات. زرت أبوظبي في عام 1983 بدعوة من أحد الشيوخ، كما زرت دبي في نفس العام. لقد دهشت من التطور المذهل الذي شهدته المدينتان خلال الأربعين عامًا الماضية. أنا سعيد جدًا بكل ما حققته الإمارات من تقدم وازدهار.

س. ونحن سعيدون بسماع ذلك. وأنت صاحب تاريخ طويل في مجال صناعة الساعات ، كيف بدأت مشوارك في هذا المجال؟

ج. فرانك مولر: (يبتسم) البداية كانت متواضعة جدًا. بدأت في “بسطة” صغيرة في أحد شوارع جنيف لا تتجاوز مساحتها مترًا مربعًا، حيث كنت أبيع الساعات المستعملة وأصلح القديمة مقابل فرانكات قليلة. كان صديقي آلان بارون يعمل بجواري وكان يبيع العملات القديمة والنقود الأثرية. مع مرور الوقت، نمت مهنتهما وأصبحنا خبراء في هذا المجال.

س. إنه أمر مثير! هل كنت تتوقع أن تصل من هذه البداية البسيطة إلى أن تصبح واحدًا من أشهر صانعي الساعات في العالم؟

ج. فرانك مولر: بصراحة، لم أكن أتخيل ذلك. لم أكن أتوقع أنني سأنتقل من “بسطة الشارع” إلى القصور الملكية والرئاسية بهذه السرعة. ولكن كما تعلم، النجاح يحتاج إلى العمل الجاد والتفاني، والحمد لله أتيحت لي الفرصة لإثبات نفسي.

س. كيف ترى تطور عالم الساعات اليوم؟ وما الذي يميز الساعات التي تصنعها؟

ج. فرانك مولر: نحن في فرانك مولر نعيد باستمرار تعريف حدود ضبط الوقت. كل ساعة نصنعها هي مزيج من الفن والعلم والإرث. السر في تميزنا هو أننا نصنع ملايين الساعات، ولكن كل ساعة تختلف عن الأخرى في صناعتها وتكوينها، مما يجعل كل ساعة فريدة.

فرانك مولر

س. يقال إنك “سيّد التعقيدات”. هل لك أن تحدثنا عن هذا اللقب وكيف حصلت عليه؟

ج. فرانك مولر: (يبتسم بفخر) لقب “سيّد التعقيدات” أطلقه عليّ محبو الساعات بعد أن ابتكرت ساعات تحتوي على تعقيدات ميكانيكية لم يتم تنفيذها من قبل. من بين هذه الابتكارات كان التوربيون الذي صممته ليكون مرئيًا من الأمام، وهو أمر لم يسبق لأحد القيام به. هذا الابتكار، بالإضافة إلى العديد من التعقيدات الأخرى، جعلني معروفًا في عالم الساعات.

س. إذن، كيف تنظر إلى مستقبلك في صناعة الساعات؟ وهل هناك ابتكارات جديدة في الأفق؟

ج. فرانك مولر: بالتأكيد، نحن نواصل الابتكار. في عام 2025، أطلقنا Vanguard Slim Skeleton، وهو خط جديد يعكس سعي العلامة نحو التصميم الهيكلي المكشوف الذي يجسد الرشاقة والأناقة. نحن أيضًا نعمل على تحسين الاستدامة، حيث أطلقنا تغليفًا صديقًا للبيئة واستثمرنا في مصادر المواد المسؤولة أخلاقيًا.

س. هل يمكنك الحديث أكثر عن اللحظات التي أثرت في حياتك المهنية؟

ج. فرانك مولر: لحظة فارقة في مسيرتي كانت عندما قررت الابتكار في عالم الساعات من خلال دمج تقنيات معقدة موجودة في ساعات الجيب، وجعلها قابلة للارتداء على المعصم. وقد بدأت أولى ساعاتي عام 1983 بعد أشهر من البحث والتفاني. وفي تلك اللحظة، أدركت أن هناك طلبًا متزايدًا من هواة جمع الساعات على ساعات فريدة من نوعها.

فرانك مولر

س. بالفعل، نحن نرى أن علامتك التجارية أصبحت واحدة من أبرز العلامات في عالم الساعات. ما هي أسواقك الرئيسية اليوم؟

ج. فرانك مولر: حاليًا، تتمتع علامة فرانك مولر بشعبية كبيرة في أسواق مثل الإمارات، روسيا، وهونغ كونغ. هناك أيضًا طلب كبير على ساعاتنا بين المشاهير والرياضيين والعائلات المالكة، ما يعكس التقدير الكبير لابتكاراتنا.

س. أخيرًا، كيف ترى تطور صناعة الساعات الفاخرة بشكل عام في المستقبل؟

ج. فرانك مولر: أعتقد أن صناعة الساعات الفاخرة ستظل دائمًا مزيجًا من التقاليد والابتكار. رغم أن التكنولوجيا قد تتغير، إلا أن الناس يظلون دائمًا في حاجة إلى الساعات الفاخرة التي تمثل الفن والحرفية. ستكون الاستدامة والابتكار في المواد والتصاميم المستقبلية من العوامل الرئيسية التي ستحدد مستقبل هذه الصناعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى