حوار مع الشاعر العُماني الشاب “راشد السلماني” حول ديوانه الأول (في هذا الزمان)
حاوره : الحكواتي فايل المطاعني
صباح الخير …
عساه الطير يجيب أخبار عن قلبك
تري مهما بعدتي أنا وقلبي نحبك .
- صباح الخير شاعرنا الشاب راشد السلماني طبعا هذه الآبيات مقتطفات من ديوانك الأول (في هذا الزمان) … ولتسمح لنا أن ندخل في عالمك الشعري ونحاورك في جلسة شعرية من جلسات الحكواتي فايل المطاعني. وطبعاً سوف نتحدث عن البدايات كيف يراها أبو ناصر؟ وهل يتذكر أول بيت شعري كتبه؟
صباح النور والسعادة ..
بداية كتابة القصيدة والخواطر الشعرية كانت في الثمانيينات حوالي 1986 أيام الدراسة .. كانت عبارة عن خواطر تأتيني نتيجة مواقف ومشاعر من ثم أسجلها كبداية فكرة وبعد ذلك أترجم الأفكار إلى كلمات تحمل معان وأحداث متسلسلة مع المحافظة على المعنى الحقيقي للفكرة.
حروف تتشكل كردة فعل جميل وإحساس جميل تصاحبه نغمة بسيطة للمحافظة على إنسجام القافية وتراص الأفكار.
نشرت بعضها في الصحف والمجلات العُمانية والحمدلله لاقت تفاعل وترحيب جيد وتلقيت الكثير من الإشادة والتشجيع على مواصلة الكتابة.
كتبت خاطرة (أنت وبس) ، وكانت البادرة الأولى والمنطلق إلى عالم بحر الشعر وأحواله :
أنت وبس
اللي أخذ من حياتي
الصمت .. والهمس
أنت وبس
اللي بعيونك تشرق الشمس
ياليتني ويا ليت .. تصفو لي أيامي
وأشوف ما تمنيت .. يتحقق أمامي
- صدور أول ديوان (في هذا الزمان) كأول مولود لك فما شعورك أو انطباعك عن أول اصداراتك الشعرية؟ وأيضا هناك سؤال. العنوان دائما أنا اعتبره عامل نجاح أو لاسمح الله عامل فشل فهل لقيت معاناة مثلي في اختيار العنوان؟ ولماذا هذا العنوان (في هذا الزمان)؟عنوان غير مألوف لإصدار شعري!!.
يبتسم الشاعر راشد ويقول : بلا شك صدور الديوان الأول أعتبره ثمرة طيبة لما زرعته من جهد وكتابة طوال فترة زمنية ، وهي فرحة كبيرة وإنطباع جيد ترك أثر مميز في قلبي ولكل من حولي ومن يتابع كتاباتي الشعرية ومن ناحية أخرى الديوان جاء لتجتمع فيه قطرات المشاعر وصور الأحاسيس لتكون في مكان واحد بدلا من تشتتها في أوراق مبعثرة..
وكان لإختيار العنوان (في هذا الزمان) عبارة عن حكاية قلب عاشق مر بموقف مع معشوقه وإندمجت كل مشاعره ونبضات قلبه مع من يهوى ورافق تلك الحكاية أحداث مر بها قلب آخر تأثر بموقف مشابه ، وقد لمست من خلال مرافقة بعض الأشخاص أن تلك الأحداث قد مرت في مشوار حياتهم وصادفتهم نفس الظروف وصارت تتكرر في هذا الزمان نتيجة العلاقة القوية والأحاسيس الصادقة بين القلوب المحبة لبعضها البعض .. وفي الحقيقة القصائد التي كتبتها كثيرة ولكن اخترت منها البعض وكتبت الجديد منها لتتوافق مع أحداث هذا الوقت .. من هنا جاء إختيار عنوان الديوان (في هذا الزمان).
- دائما يتسائل جمهور القراء كيف لأخصائي مختبر حسب مافهمت أن تلك طبيعة عملك ما الذي أقحمك في عالم الشعر ومثل ما يقول المثل ايه جاب الشامي للمغربي؟
(هههههههه) .. الحقيقة المشاعر والخواطر تأتي من تلقاء نفسها ويمر بها كل فرد بمختلف التخصصات العملية والفئات العمرية .. وجدانيات داخلية لا نملك السيطرة عليها تجبرنا على البوح بها ونتبادلها مع الآخرين. وفي النهاية الإنسان مجموعة من العواطف والمشاعر والأحاسيس يتأثر بالأحداث والمواقف التي حوله .. بغض النظر عن طبيعة عمله أو مجال تخصصه.
- دائما أهل صور يمتازون بتدفق الأحاسيس والشعر فهل البيئة التي عشت بها ساعدت في تكوينك الشعري؟ وهل البحر أو مشاهدة سفن صور تمخر عباب البحر غرباً وشمالاً جنوباً وشرقاً هل هذا المشهد أثر في إنتاجك الشعري؟ ونريد بعض الأبيات فيها حبك للبحر؟
بالفعل .. البيئة والإحساس بالمكان الذي عشت وترعرعت فيه وما صاحبه من ذكريات جميلة كان له دور بارز وإنعكاس على تولد الأفكار. خاصة عند الجلوس على شاطئ البحر ومشاهدة التفاعل والتناغم الجميل بين عناق الأمواج وحبات الرمل .. تجلس وأنت محلق بأفكارك مع طائر النورس ومتابعة حركات السفن وهي ترسم خط مشاعرها على سطح البحر .. مواقف تفجر بداخلك حروف تتناغم مع حركة الطبيعة التي حولك..
وقد سجلت قصيدة بهذة المناسبة وهي من ضمن قصائد الديوان عنوانها (تعال نمشي)
تعال نمشي
ترا كثر الصبر ما هو كافي
ياما تمنينا كثير
بعد الصبر .. وش يصير
تتلاشى هموم الأيام
ويصبح قلبنا صافي
هنا عند البحر .. والموج .. والرمل البارد
تعال .. نعدل المزاج
تعال .. نغازل الأمواج
اشتقنا لها واجد
- ديوانك الشعري طُبع في السلطنة أم خارج السلطنة؟ وهل عانيت في الطباعة وما الفرق بين داخل أو خارج السلطنة أتحدث عن الطباعة؟
رحلة طباعة الديوان مرت بمحطات كثيرة من ضمنها البحث عن دور الطباعة والتكلفة والوقت .. البعض يتحفظ بعدم المجازفة لطباعة ديوان شعر لكاتب جديد ومؤلف غير معروف على الساحة الشعرية خوفا من فشل عملية التسويق ، والبعض الآخر لديه شروط خاصة وأهداف معينة قد لاتتوافق مع توجهات الكاتب أو خططه التي يرغب بنشر ديوانه عليها..
هي فعلا معاناة تجعلك تتريث قليلاً والبحث عن أفضل العروض .. والطباعة داخل السلطنة تجعل الكاتب يتابع مراحل الطباعة بشكل أفضل ويقف على مراحل الإعداد بصورة جيدة .. أما الطباعة بالخارج تعتمد على تواصل أصحاب دار الطباعة مع المؤلف ومدى إتقانهم بالعمل .. وقد تتأخر الطباعة نتيجة ظروف معينة .. فالعملية تعد ربح وخسارة لكل الأطراف . والحمد لله وفقت في دار طباعة من خارج البلاد واتفقنا على الشروط .. لكن تبقى محاولة فيها بعض الإيجابيات والسلبيات.
- الشاعر المجيد هل في إنتاجية الشعر أم في جودته وأنت مع أو ضد المسميات التي تخرج بها بعض البرامج التلفزيونية مثال أمير الشعراء أو شاعر كذا .. هل تعتقد هذه البرامج ساهمت في تطور الشعر أم هي أخرجت لنا ظاهرة الشعراء النجوم بمعني يكفي ظهورك في مقابلة تلفزيونية أو برنامج شهير وتصبح في ليلة وضحاها من المشاهير؟ هل تعتقد هذه الظاهرة أخرجت لنا شعراء مبدعين أم أخرجت لنا شعراء فقط للظهور الإعلامي وبعدها يختفوا؟
هناك برامج مسابقات تبثها بعض القنوات الفضائية تهتم بمجال الشعر الشعبي وتهتم بموضوع الشعر وتتبنى شعراء من مختلف الجنسيات والبلدان .. وهي تعد بمثابة فرصة جيدة وفتح باب للشاعر لتقديم تجربته الشعرية أمام لجنة تحكيم مختصة في الشعر والأدب والمنافسة بها مع مجموعة شعراء وبنفس الوقت تصقل موهبته الشعرية وتنميتها ويتعرف على نقاط الضعف والقوة التي بالقصيدة .. والشاعر بالنهاية عليه أن يجتهد من نفسه ويعمل على الإرتقاء بكتابة أشعاره ويحاول التقدم بموهبته الشعرية ويطورها ..
وبحكم متابعتي لبعض هذة البرامج هناك شعراء كانوا جداً مميزين وقصائدهم رائعة تخرجوا من هذه البرامج وتربعوا على قائمة الصفوة من الشعراء.
- أين يجد الشاعر راشد نفسه في الغزل أم في القصائد الوطنية أم ماذا بالضبط حدثناً قليلاً عن الشاعر راشد السلماني وما هي طقوسك الشعرية؟
قصائدي عبارة عن مشاعر وجدانية مختلفة فيها من العشق والعتب ومنها ما يصف بعض من جمال الطبيعة والمناظر الرائعة التي تندمج معها أحاسيس الشاعر وتبعث في نفسه الراحة والطمأنينة .. فالخاطرة الشعرية تنساب تلقائياً وتتبعثر كلماتها على الورق ..
أجد نفسي في وصف المشاعر بمختلف أشكالها وواقعها لا أحكر نفسي ولا أحبس حروفي في قفص معين فأنا تارك لها المجال لتحلق في سماء القلب والوجدان وتحط في ميناء ينتظرها قلب آخر يحملها معه حيثما أراد ..
وأما القصائد الوطنية فيحتاج لها فكر واع واتساع كبير من المشاعر القادرة أن تترجم كمية الحب والعشق للوطن ..
- إلى أين يريد أن يصل راشد السلماني في مجال الشعر؟
الشعر عندي هواية أمارسها عندما تكون القريحة الشعرية حاضرة والذهن صاف والفكرة حاضرة .. أحاول قدر المستطاع أن أرسم لنفسي خط تتبعه أفكاري وتتشكل عليه حروفي لأصل للشرائح المُستهدفة التي تعشق الشعر وتفهم معانيه الجميلة .. فرسمت لنفسي مسار خاص للكلمات البسيطة ذات المعاني الجميلة لتكون مفهومة ومقبولة من جميع الفئات دون الحاجة إلى تأويل معانيها أو البحث عن مفرداتها.
- هل هناك شاعر معين تأثرت به لنقول في البدايات وحاولت أن تقلده؟
هناك مجموعة شعراء أقرأ لهم وتعجبني كتاباتهم وأفكارهم في رسم القصيدة الشعرية .. منهم الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر الأمير خالد الفيصل وكذلك من شعراء سلطنة عُمان الشاعر المتميز محفوظ الفارسي والشاعر الرائع مطر البريكي ..
وشعراء آخرين أتابع كتاباتهم في الصحف والمجلات .. فأنا تعجبني جميع القصائد وأتذوق مختلف المدارس والأفكار.
- هل هناك تعاون بينك وبين أحد المطربين العُمانيين في نص معين حتى تظهر أشعار راشد السلماني وتتردد بين فترة وأخرى؟
لا يوجد حتى الآن تعاون .. وآمل أن تكون قصائدي تلقى القبول والترحيب من قبل بعض المطربين ويكون لها صدى جميل بين عشاق الشعر ومحبي الطرب والفن .. فقصائدي كما ذكرت لك تحمل أفكار متميزة ومعان جميلة كتبتها ببساطة وسلاسة لتكون مفهومة ومحبوبة من قبل الجميع .
في الختام أشكر الشاعر المبدع راشد بن عامر السلماني وأتمني له كل التوفيق والنجاح في مشواره الأدبي ….
شكراً جزيلاً لك أخي العزيز الكاتب الرائع فايل المطاعني على هذا الحوار الجميل والطرح الرائع. راجياً أن أكون قد وفقت بالإجابة على أسئلتكم بالشكل الذي يرضيكم..