المخرج السينمائي التونسي “يونس بن حجرية” : “أيام سينمنكة للأفلام الشعرية تحمل خصوصية في العالم العربي و الإفريقي”
حاورته : نورة البدوي
تنطلق الأربعاء 30 أكتوبر إلى غاية 2 نوفمبر 2024 بمدينة مكنين التونسية ، فعاليات أيام سينمنكة للأفلام الشعرية ، حيث يشارك في هذ الدورة أفلاما من 16 دولة حيث تتنافس على جائزة أفضل صورة شعرية وتأتي هذه الأعمال من تونس والسعودية والأردن والجزائر والعراق والبحرين وايران وسويسرا وروسيا وعُمان ، وهي مقسمة بين أفلاما روائية و وثائقية.
أما عن لجان تحكيم الأفلام الروائية فيترأسها المخرج الاماراتي عبد الله الجنيبي وترافقه الناقدة السينمائية ليلى بالرحومة ، أما لجان تحكيم الأفلام الوثائقية فيترأسها المخرج السنغالي موسى توريه والمخرج الجزائري محمد حكيم والمخرج التونسي سمير حرباوي.
عن مميزات هذه الدورة الخامسة لأيام سينمنكة للافلام الشعرية كان لنا هذا اللقاء مع مديرها المخرج السينمائي التونسي يونس بن حجرية.
ما مميزات هذه الدورة الخامسة لأيام سينمنكة للأفلام الشعرية؟
الأكيد أن لكل دورة نفس جديد ورؤية مختلفة مع المحافظة على الروح الشعرية المختصة بها هذا المهرجان والذي يُعتبر الأول على المستوى العالم العربي والإفريقي ، فالدورة الخامسة تحمل رمزية وهذا ما نلاحظه في معلقة المهرجان التي تحمل رقم خمسة وهو تاريخ أحداث 05 سبتمبر 1934 رمز النخوة الوطنيّة والاستشهاد في مدينة المكنين. وهو ما تسمى به مدينة المكنين “مدينة 5 سبتمبر”. من أبرز المحطّات النضاليّة ضد الاستعمار.
كما ستعرف هذه الدورة عرض أفلام تهمتم بالقضايا الإنسانية وأفلام فلسطينية وستندرج بعض العروض ضمن تظاهرة “أيام فلسطين السينمائية حول العالم”.
كما سترفق بعض العروض أفلاما تترجم بلغة الإشارة لمنظري جمعية أصداء لفاقدي السمع وقد أمضينا اتفاقية شراكة لأول مرة مع المعهد العالي للغات بالمكنين في إطار إطلاق أول “ملتقى لنقد السينمائي” بعنوان “النقد السّينمائي بين الفعل الأكاديمي والرّهانات التّرويجيّة” يشارك فيه مخرجي من الإمارات والسينغال وتونس.
هل نحن بحاجة اليوم إلى ما يسمى بسينما الشعر؟
يقول المخرج الإيراني عباس كيارستامي “لا اعرف شيئا سوى الشعر يستطيع أن يفعل هذا” ، فالشعر ينحت الصورة والصورة هو شعر مكتوب بالكاميرا .
نجد دورة منفتحة بين الروائي والوثائقي كيف تم اختيار الأفلام على أي أساس؟
هذه الدورة استقبلنا قرابة 200 فيلما بين وثائقي وخيالي وقد قامت لجنة مختصة من جامعيين ومخرجين لانتقاء 29 فيلما للمسابقة الرسمية طبعا الانتقاء حسب قانون المهرجان والذي يعتمد بالأساس الأمور التقنية والجودة وحقوق الملكية والتوزيع والتركيز على الأفلام التي تحمل النفس الشعري ، بعد التدقيق في الجودة وحقوق التوزيع هذا إلى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الشعرية والتي بها جوائز سينمكنة.
أيام سينمائية بالمكنين كيف أثر هذا الفعل الثقافي في المدينة؟
كل ما يتعلق بالمهرجان يتعلق بالمدينة ..عنوان المهرجان . سينمكنة وهو متكون من سينما ومكنة ومكنة هو الاسم القديم الأمازيغي للمدينة الأفلام الشعرية..لأن هذه المدينة لها تاريخ كبير في تاريخ الشعر الشعبي وكانت تطلق عليها مدينة الأدب الشعبي كما كان لجمهور هذه المدينة ثلاثة قاعات سينما مفتوحة ، وإلى اليوم مازلت قاعة واحدة وهي التي كانت سببا لانطلاق هذا المهرجان .. والمهرجان هو دافع للإبقاء على هذه القاعة الأخيرة في جهة الساحل ..
من ناحية أخرى نقوم في هذا المهرجان بتقديم ورشات في مجال الإخراج والكتابة السينمائية لشباب الجهة ومن خارجها .. وإلى الآن منذ نشأة هذا المهرجان توصلنا إلى إنتاج عدد من الأفلام القصيرة بين وثائقي وخيالي .. مما دفع رواد دار الشباب ودار الثقافة ومنظري جمعية أصداء لفاقدي السمع من إنتاج أفلام خاصة .. وهذا من بين الأهداف التي نسعى إليها من خلال هذا المهرجان .
كما أن تقديم صورة مغايرة تحمل جمالاً ورقي وتبحث في طيات التراث المادي واللامادي للمدينة هو من بين أوليات هذا المهرجان.
كيف تقيم مسألة الدعم لمثل هذه المهرجانات؟
أولاً نشكر كل من دعمنا من كل النواحي إن كان دعماً مادياً أو لوجستيا أو أمنيا وهذا يعود إلى إيمانهم بهذا المشروع وقدرته على التطور والنجاح .. وكل سنة نشعر بالنجاح والتقدم من خلال إيمان المؤسسات الداعمة لهذا المشروع.
الصدى الإعلامي لمثل هذه المهرجانات بالمناطق الداخلية هل أخذت حظها؟
كل سنة يتطور المهرجان من خلال عيون الصحافة والضيوف.. فهم من يقدم الصورة الحقيقية للمهرجان .. وينشر هذه الصورة.
ما نقائص المهرجان؟
الدعم المادي يبقى دوما إشكالية كبرى بالنسبة لأغلب المهرجانات خاصة وأن أيام سينمكنة للأفلام الشعرية تسعى إلى أن تكون ضمن مستوى عالمي باعتبارها تحمل خصوصية في العالم العربي والإفريقي ، فالدعم المادي يؤثر على الاتصال والتواصل وإنتاج أفلام ضمن الورشات.
بالنسبة للجان التحكيم على أي أساس تم اختيارها؟
لجنة بها مخرجين من دول مختلفة ، تحمل رؤية مختلفة ولها أفلام جيدة هي أسماء لها مشاريع ورؤى شعرية ومنهم المخرج السينغالي موسى توريه ومن أعضاء لجنة التحكيم من فاز بالجائزة الأولى لأيام سينمكنة للأفلام الشعرية للدورة السابقة.
ويترأس المخرج السينغالي موسى توريه لمسابقة الأفلام الوثائقية ومعه المخرج الجزائري محمد حكيم والمخرج التونسي سمير الحرباوي.
أما مسابقة الأفلام الروائية فسيترأسها المخرج والممثل الاماراتي عبد الله الجُنيبي ومعه الدكتورة التونسية الناقدة السينمائية ليلى بالرحومة والناقد السينمائي الدكتور عصام المرزوقي.
كما ستكون مسابقة الناقد الشاب تحت إشراف الدكتور في الأدب الفرنسي كمال بن وناس.
طموحكم في هذه الدورة؟
اكتساب أكثر عدد من الجمهور ، صدى عالمي ، وإشعاع وطني ودولي
كما ننتظر أفلاما ومخرجين من الشباب الذي يتلقى من ورشات سينما المكنين تكوينا في السينما والصورة الشعرية.