الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة المصري : السلطنة قطعت شوطًا كبيراً نحو تحقيق الاستدامة البيئية
مسقط : د.محمد سعد
إلتقت “هرمز نيوز” مع الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة المصري الدكتور / علي أبوسنة ، على هامش فعاليات مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية ، والذي عقد بمسقط في الفترة من 16-19 يناير 2023 ، وافتتحه صاحب السمو السيد / ذي يزن بن هيثم بن طارق ال سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب ، بحضور العديد من الشخصيات العامة والقيادات المهتمة بقضايا البيئة من العالم العربى.
وبدأ الرئيس التنفيذي حديثه : “بأن الهيدروجين الأخضر ، أحد أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة الذي يحبو الآن ، ولكن فرصه الواعدة كبيرة جدًا ، وأعتقد أنه من المهم للدول العربية أن تسير بخطى حثيثة للتخارج التدريجي ، واللجوء إلى الاستدامة في مصادر متنوعة ، لأن الطاقة هي الحياة وهي الصناعة وكل شيء”.
واستطرد الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة المصري حديثه قائلاً : “علمياً مثل هذه الموارد الطبيعية سيأتي يوم من الأيام وتنتهي ، لذلك يجب أن يكون لدينا خطط مدروسة للتخارج التدريجي جنبًا إلى جنب ، مع زيادة الموارد الطبيعية والطاقات المتجددة”.
وعبر أبو سنة عن سعادته بالمشاركة في النسخة الأولى “لمؤتمر عُمان للاستدامة البيئية قائلاً : “أنه سعيد جداً أن سلطنة عُمان قطعت شوطاً مهماً في جانب الاستدامة البيئية لأنه يُعد أحد المتطلبات الرئيسية في تغير المناخ التي تؤثر على جميع دول العالم”.
وأضاف : “أن العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية هي علاقات أبدية وأن التعاون الفعال بين البلدين الشقيقين مستمر في كافة المجالات ، ونحن كوزارة البيئة في مصر مرتبطين بتعاون كبير جدًا مع هيئة البيئة العُمانية ، وبيننا زيارات متبادلة كثيرة ، لتبادل الأفكار والخبرات؛ في مجال رصد تلوث الهواء ومؤشرات تقييم الأداء البيئي والمحميات الطبيعية وإلخ ، لذا فهي علاقات متميزة وإيجابية”.
وأردف : “أن مشاركة سلطنة عُمان في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ، من ضمن الأمور الهامة التي تؤكد على عزم السلطنة الدخول بقوة إلى عالم الطاقة المتجددة ، وإنتاج الهيدروجين الأخضر”.
وأفاد أبو سنة : “أن هناك العديد من المبادرات للتعاون من خلال مجلس وزراء البيئة العرب وجامعة الدول العربية ، وفي هذا الإطار العربي والبيت العربي الواحد توجد العديد من الأنشطة في هذا المجال ، منها تغير المناخ ، والتعامل مع تلوث الهواء بصفة عامة ، والعديد من المجالات ، وكل مجال له برنامج جماعي تشترك فيه الدول العربية ، ويتم سنوياً عمل العديد من التقارير على معدل الإنجاز ، إضافة إلى التعاون الثنائي بين مصر وسلطنة عُمان”.
وعن تنظيم مؤتمر المناخ (COP27) ، قال الدكتور علي أبو سنة ، إنه حقق نجاح منقطع النظير لمصر ، وأنه عمل مشرف وضخم للدولة المصرية كون المؤتمر تضمن أكثر من 40 ألف مشارك و121 رئيس دولة.
وأضاف أن المنطقة الخضراء بشرم الشيخ جذبت الأنظار لجهود الدولة المصرية في إداراتها ، خاصة مع وجود العديد من الفعاليات ، موضحا أن نجاح مصر بتنظيم مؤتمر المناخ ، ظهر من خلال إطلاق العديد من الفعاليات والمبادرات سواء على المستوى الرئاسي إذ أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق العديد من المبادرات كمبادرة الهيدروجين الأخضر والمبادرة المصرية القبرصية ، وهو ما يفتح أفاق للتعاون كبيرة جدًا لمصر.
وتابع رئيس جهاز شئون البيئة ، أن ما تحقق على المستوى الإقليمي أبرز دور مصر الريادي لقارة أفريقيا من خلال تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية ، وذلك بعد النجاح فى الحصول على دعم مالي تم تقديمه من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بقيمة 150 مليون دولار واستضافة وحدة إدارة المبادرة بالقاهرة ، وشحذ 100 مليون دولار للدول الأقل نمواً (صندوق الدول الأقل نموا والجزرية).
أما على المستوى الوطني ، فقد نجحت مصر في حشد التمويل لبرنامج (نوفى) تنفيذاً جزئيا لخطة المساهمات الوطنية المحدثة وذلك من خلال منظمات التمويل الدولية بمبلغ حوالى 10 مليار دولار لبرنامج (نوفى، ونوفى +) في مجالات (ربط الطاقة والغذاء والمياه) متضمناً مشروعات لقطاع النقل ، وتوقيع اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار ، للتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ، وفيما يخص المستوى الدولي ، اتخذت الأطراف قرارين أطلق عليهما معًا “خطة تنفيذ شرم الشيخ”، يتناولا العلم والطاقة والتخفيف والتكيف والخسائر والأضرار والتمويل والمسارات المؤدية إلى انتقال عادل.
الجدير بالذكر أن رئيس جهاز البيئة المصرية ألقى كلمة في مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ، قال فيها : “إن مؤتمر الأطراف ( COP-27) كان أداء جماعى وطنى جدير بالتحديات ، منها تنظيم المؤتمر فى مدة زمنية قياسية ، وبمستوى تنظيمى ولوجيستى نموذجى ، أتاح للمفاوضين مناخ جيد للتواصل ، والتوصل لنتائج فاقت كل التوقعات بكل المقاييس ، حيث استعدت مصر لوجيستياً لاستقبال هذا العدد غير المسبوق على مدار فعاليات المؤتمر ، مما أدى لسهولة ويسر في تسجيل الحضور والمشاركة كنقطة ايجابية تحتسب للتنظيم المصري.
وأضاف بأن ركائز جهود الرئاسة المصرية للمؤتمر ليست وليدة الحدث ، انما زرعت بذورها بريادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية للعمل المناخى منذ سنوات ، فقد حرصت الرئاسة المصرية للمؤتمر من اليوم الأول على عقد اجتماعات تنسيقية يومية مع سكرتارية الأمم المتحدة ، لمتابعة الموقف اللوجيستي وحل كافة المشكلات الطارئة؛ وتم إقامة المنطقة الزرقاء على مساحة 50 الف م2 ، والتوسع في إقامة المنطقة الخضراء على مساحة 20 الف م2 ، حيث راعت الرئاسة المصرية للمؤتمر إتاحة فرصة أكبر للمشاركات غير الرسمية في المؤتمر في تلك المنطقة التي أقيمت تحت اسم “صوت الانسانية” ، والحرص على تمثيل منظمات المجتمع المدنى فى كلا المنطقتين الزرقاء والخضراء.
كما أشار إلى إطلاق المؤتمر مجموعة من المبادرات وهي دليل شرم الشيخ للتمويل العادل ، لاستخدام الدليل لدعم الدول النامية للحصول على التمويل لتنفيذ مشروعات لتغير المناخ ، مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST)، مبادرة حياة كريمة من اجل الصمود في افريقيا ، مبادرة بشأن تغير المناخ والتغذية I-CAN)) ، مبادرة الاستجابات المناخية لاستدامة السلام (CRSP)، مبادرة -أولويات التكيف مع المناخ للمرأة بأفريقيا ، مبادرة انتقال الطاقة العادلة والميسورة التكلفة في إفريقيا (AJAETI)، مبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي (ENACT)، مبادرة أصدقاء تخضير الخطط الاستثمارية الوطنية في أفريقيا والدول النامية ، مبادرة المرونة الحضرية المستدامة للأجيال القادمة ، مبادرة المخلفات العالمية بحلول عام 2050.
وأكد أبو سنة أن تغير المناخ بما يحمله من مخاطر وتحديات يتطلب التعاون بين كافة دول العالم ، وإن ما تحقق فى مؤتمر الأطراف (cop27) هو بداية جديدة لخارطة الطريق ، وستواصل الرئاسة المصرية للمؤتمر جهودها لحين تسليم دولة الإمارات العربية الشقيقة رئاسة المؤتمر ( cop28) نوفمبر 2023.