في مؤتمر ميستك 2025.. خالد عرابي يؤكد أن العقل البشري يظلّ الفارق في عصر الذكاء الاصطناعي

مسقط : هرمز نيوز
شارك الزميل خالد عرابي، مدير التحرير ومدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام، في فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للاتصالات الاستراتيجية “ميستك 2025” الذي عُقد مؤخرًا بفندق إنترسيتي – مسقط، بتنظيم من مجموعة مسقط للإعلام، وبإدارة شركة نيكسوس نوفيل، وبشراكة استراتيجية مع وزارة العمل، وبرعاية من المركز الخليجي للاتصالات الاستراتيجية (GSC)، مؤسس المؤتمر وصاحبه.
وخلال مشاركته، قدّم عرابي ورقة عمل بعنوان “دور العلاقات العامة في مواجهة الأزمات”، استعرض فيها الأهمية المتزايدة للعلاقات العامة والتواصل الاستراتيجي كأدوات رئيسية في إدارة المواقف الطارئة، مشيرًا إلى أن العديد من المؤسسات لا تزال ترتكب أخطاء فادحة أثناء التعامل مع الأزمات، ما يؤدي إلى تفاقم آثارها السلبية والإضرار بسمعتها ومصداقيتها.
وأوضح أن نجاح العلاقات العامة في إدارة الأزمات لا يرتبط بسرعة الاستجابة فحسب، بل يقوم على التخطيط المسبق، والشفافية، وبناء الثقة المستدامة مع الجمهور.
وأضاف أن الهدف من إدارة الأزمة هو تقليل آثارها السلبية، والحفاظ على السمعة المؤسسية، وتعزيز الثقة مع الجمهور، وهي أهداف لا تتحقق إلا عبر ثلاث مراحل مترابطة:
الاستعداد المسبق عبر إعداد خطط الطوارئ والتدريب الإعلامي.
الاستجابة السريعة أثناء الأزمة من خلال توحيد الرسائل وتفعيل فرق التواصل.
مرحلة التعافي والتقييم بعد الأزمة عبر مراجعة الأداء وتصحيح الأخطاء المستقبلية.
وأشار عرابي إلى أبرز الأخطاء الشائعة أثناء الأزمات، مثل الإنكار أو التقليل من حجم المشكلة، مما يُفقد المؤسسة مصداقيتها، إضافة إلى التأخر في التواصل الإعلامي وترك فراغ تملؤه الشائعات والمعلومات المغلوطة. كما حذّر من غياب خطة اتصال واضحة، وضعف التنسيق الداخلي، واعتماد لغة دفاعية تُظهر المؤسسة بمظهر المتعالي بدلاً من المتفاعل المتعاطف.
وفي ختام كلمته، دعا الزميل خالد عرابي إلى تبنّي مبدأ الشفافية والمسؤولية الاجتماعية في إدارة الأزمات، مؤكدًا أهمية وجود متحدث رسمي مدرَّب لكل مؤسسة لتوحيد الخطاب وضمان المصداقية. كما شدد على ضرورة تشكيل خلية أزمة متخصصة تضم خبراء في العلاقات العامة والإعلام، مع التركيز على الخطاب الإنساني ومتابعة ما يُنشر في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية لتصحيح أي معلومات غير دقيقة أولاً بأول.
وفي محور آخر من حديثه، تناول عرابي قضية الذكاء الاصطناعي وتأثيره على قطاع الإعلام والعلاقات العامة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي ليس وليد اليوم، بل تطوّر ليصبح أداة قوية تدعم الصناعة والعاملين فيها من خلال تطبيقات عديدة في كتابة البيانات الصحفية، والترجمة، وإنتاج المحتوى الرقمي.
لكنه في المقابل، أفرز تحديات جديدة أبرزها انتشار ثقافة “النسخ واللصق”، مما يجعل بعض البيانات الصحفية متشابهة في الأسلوب والمضمون، مؤكّدًا أن العقل البشري يظلّ هو العنصر الفارق الذي يمنح المحتوى قيمته ومصداقيته، مهما تطوّرت التكنولوجيا.