“عُمانتل” : استراتيجية جديدة ورؤية مستقبلية لتعزيز التحول الرقمي في السلطنة
مسقط : هرمز نيوز
نظّمت الشركة العُمانية للاتصالات “عُمانتل” يوم الأحد اللقاء الإعلامي تحت عنوان “رؤية فحياة”، ضمن جهودها المستمرة لعرض منجزاتها ودورها في دعم التحول الرقمي وتعزيز التقنيات الحديثة لخدمة قطاع الأعمال والأفراد.
افتتح اللقاء بعرض مرئي قدّمه طلال بن سعيد المعمري، الرئيس التنفيذي لعُمانتل، استعرض خلاله أداء المجموعة وتحولها من مزود خدمات اتصالات تقليدية إلى مجموعة تقنية متكاملة تضم شركات رائدة تساهم في دفع عجلة الابتكار الرقمي في المنطقة. وأكد المعمري على التزام “عُمانتل” بتعزيز بنيتها التحتية وتوسيع خدماتها، مع تبني حلول المستقبل التي تدعم توجه العالم نحو الترابط الرقمي، معززًا مكانة السلطنة كمركز إقليمي للاتصالات ومحرك رئيسي للتحول الرقمي في المنطقة، استنادًا إلى خبرات الشركة العريقة وطموحاتها الإقليمية.
وأضاف أن “عُمانتل” أطلقت العام الماضي استراتيجيتها الجديدة “بوابة إلى المستقبل”، التي ترتكز على أربعة محاور رئيسة: تعزيز ريادة الشركة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، تطوير منظومة متكاملة للابتكار في السلطنة والمنطقة، ودعم الاستدامة على كافة المستويات.
شهد عام 2024 محطة تحول رئيسية للمجموعة، حيث حققت إنجازات بارزة في تطوير الشبكات والبنية التحتية، إذ وصلت تغطية شبكة الجيل الرابع إلى 98%، والجيل الخامس إلى 92%. كما توسعت شبكة الألياف البصرية إلى أكثر من 16 ألف كيلومتر في مختلف أنحاء السلطنة، ما يعزز توفير خدمات اتصالات عالية الجودة تدعم النمو الرقمي المستدام.
في مجال البنية التحتية الرقمية، أشار المعمري إلى ريادة “عُمانتل” بإطلاق أول شبكة جيل خامس افتراضية، ودمج تقنيات الحوسبة السحابية ضمن شبكتها، إلى جانب تطوير خدمات المكالمات عبر الواي فاي. ولفت إلى أن مراكز البيانات التي تمتلكها الشركة تستضيف محتوى العديد من شركات التقنية، حيث تخدم حركة الإنترنت المحلية بنسبة تصل إلى 90%. كما تم ربط 500 ألف عداد ذكي للكهرباء و300 ألف عداد ذكي للمياه بتقنيات إنترنت الأشياء، ما يعكس دور “عُمانتل” في دفع التحول الرقمي ضمن قطاعات متعددة.
وتجاوز عدد مشتركي المجموعة في الأسواق التي تخدمها في المنطقة 54 مليون مشترك، شاملة مشتركي مجموعة “زين”، مع إيرادات تجاوزت 3 مليارات ريال عُماني. كما توسعت شبكة الوصلات البرية التابعة لـ “زين عمانتل الدولية” لتصل إلى 16 ألف كيلومتر تغطي عدة دول بالشرق الأوسط، مما يعزز مكانة المجموعة في مجال أعمال الجملة الإقليمية.
في إطار دعم الابتكار وريادة الأعمال، قدمت مختبرات “عُمانتل” للابتكار دعمًا لـ 30 شركة خلال 2024 في مجالات التكنولوجيا المالية، الأمن السيبراني، وتكنولوجيا التعليم، بالتعاون مع صندوق “عُمان المستقبل”. كما أطلقت الشركة مسرعات متخصصة للشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية، مما يعزز ريادة الأعمال الرقمية في السلطنة. وصلت القيمة السوقية للشركات التقنية المحتضنة إلى 172 مليون دولار، وساهمت في توفير أكثر من 200 فرصة عمل جديدة، ما يدل على نجاح المختبرات في تحقيق أهدافها.
في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بلغت قيمة العقود المسندة لها 13.1 مليون ريال عُماني، منها 2.5 مليون كعقود من الباطن. كما قدمت “عُمانتل” مساهمة في المسؤولية الاجتماعية بقيمة 2 مليون ريال خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يعزز من نمو الاقتصاد المحلي ويدعم الابتكار.
أكد المعمري أن الشركة تواصل تمكين الكفاءات الوطنية عبر برامج تدريب وتأهيل متقدمة، حيث بلغت نسبة التعمين 94%، مع توفير 71 وظيفة مباشرة خلال 2024، وتدريب 182 خريجًا عبر برنامج “الجيل زد” منذ إطلاقه في 2020، بالإضافة إلى تدريب 625 خريجًا.
الابتكار يمثل الركيزة الأساسية لاستراتيجية النمو المستقبلية، إذ بنت “عُمانتل” منظومة تقنية متكاملة تشمل حلول تقنية المعلومات والاتصالات، الحوسبة السحابية، الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، مما أسهم في نمو إيرادات وحدة تقنية المعلومات والاتصالات وقطاع الأعمال بنسبة 55.5% خلال العام الماضي.
وأعلن المعمري عن مبادرة استراتيجية جديدة تهدف إلى دمج الاستثمارات التقنية تحت مظلة موحدة تشمل الحلول السحابية، الأمن السيبراني، إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، لتعزيز قدرة المجموعة على تقديم حلول متكاملة وأكثر كفاءة لدعم القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية، التعليم، والخدمات الحكومية.
وأضاف أن “عُمانتل” تعيد صياغة مفهوم التجارة الرقمية في السلطنة عبر إطلاق منصة السوق الإلكترونية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التجارة الإلكترونية من خلال حلول لوجستية ومدفوعات رقمية متكاملة، مع خطط للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتضمن اللقاء الإعلامي حلقة نقاشية بعنوان “دور منظومة عمانتل في تمكين الاقتصاد الرقمي”، حيث تم التطرق إلى دور المجموعة في تسريع التحول الرقمي في السلطنة من خلال حلولها التقنية المتكاملة والاستثمارات الاستراتيجية. وركز المتحدثون على مساهمات “عُمانتل” في الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، وكيفية دعمها للشركات الناشئة والمؤسسات الحكومية لتعزيز قدراتها الرقمية. كما ناقشوا أهمية الشراكات مع الشركات التقنية العالمية، وتوسع البنية التحتية، والتزام “عُمانتل” بدعم ريادة الأعمال الرقمية، مؤكّدين رؤيتها لاقتصاد رقمي أكثر اتصالًا وكفاءة وأمانًا في السلطنة والمنطقة.
