بمشاركة واسعة في لندن .. انطلاق منتدى الاتصال الرقمي البريطاني العُماني لتعزيز الابتكار وتطوير البنية الرقمية

متابعة : سعيد الشعيلي
انطلقت في مقر جامعة باكنغهام بالعاصمة البريطانية لندن أعمال منتدى الاتصال الرقمي البريطاني العُماني 2025، بتنظيم من شركة أندرسن بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان، وبحضور عدد من المسؤولين والخبراء في مجالات الاقتصاد الرقمي والتقنيات الحديثة، يتقدمهم البروفيسور جيمس تولي، نائب رئيس الجامعة.
ويأتي تنظيم المنتدى ترجمةً لجهود تعزيز التعاون بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة في مجالات الاتصال الرقمي، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، ودعم الابتكار في بيئة الأعمال، مع التركيز على بناء شراكات تجارية واستثمارية مستدامة.
وشهد المنتدى مشاركة وفد عُماني يضم أكثر من 25 ممثلًا عن مؤسسات حكومية وخاصة، ضمن مساعي تبادل الخبرات واستكشاف فرص التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتنمية المواهب، وتعزيز التكامل في البنية الرقمية.
وفي الكلمة الافتتاحية، أكد الدكتور عبدالله بن مسعود الحارثي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، على أهمية المنتدى بوصفه منصة حوار تجمع المختصين والخبراء لتبادل الرؤى حول مستقبل التقنية والاتصال، مشيرًا إلى أن الابتكار المؤسسي بات مرهونًا بفعالية البيئة الرقمية وسرعة مواكبة المؤسسات للتحولات التقنية المتسارعة.
وخلال الجلسات النقاشية، سلّطت فاطمة آل إبراهيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان الضوء على البيئة الاستثمارية الواعدة التي توفرها السلطنة، بما في ذلك الملكية الأجنبية الكاملة، والإعفاءات الضريبية طويلة الأمد، واتفاقيات التجارة الحرة، إلى جانب قطاعات استثمارية متنوعة تشمل السياحة، الطاقة، الزراعة، الصناعة، والتعدين، إضافة إلى قطاعات داعمة كتمويل الابتكار والطاقة المتجددة، مدعومة ببنية تحتية متقدمة تضم مطارات وموانئ ومناطق صناعية وحرة واقتصادية.
وفي جلسة تناولت مستقبل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، أوضح المهندس مقبول بن سالم الوهيبي، الرئيس التنفيذي لشركة “عُمان داتا بارك”، أن سلطنة عُمان تمتلك مزايا تنافسية قوية في القطاع الرقمي، بفضل توسّع البنية الأساسية، والدعم الحكومي، والتوجه الوطني نحو تطوير بيئة رقمية جاذبة.
ومن جانبه، أشار المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني، عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، إلى أن موقع عُمان الاستراتيجي عند مفترق طرق التجارة العالمية، إلى جانب حزمة الحوافز المقدمة للمستثمرين، يمثلان ركيزة مهمة لجذب الاستثمارات الرقمية. كما نوّه الحوسني إلى تبنّي السلطنة لاستراتيجية طموحة تهدف إلى تدريب 50 ألف مختص في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بحلول عام 2030، فضلًا عن امتلاكها 6 مراكز بيانات من الفئة الثالثة و8 محطات إنزال للكابلات البحرية تخدم 21 كابلًا دوليًا، مما يعزز ربط السلطنة بالأسواق العالمية رقميًا.
وفي سياق تعزيز التعاون التقني، قام وفد غرفة تجارة وصناعة عُمان بزيارة إلى مقر شركة Dell العالمية في لندن، حيث اطلع على أبرز تجارب الشركة في توظيف الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، وبحث سبل نقل هذه الخبرات إلى سلطنة عُمان بما يسهم في دعم التحول الرقمي واتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على البيانات، ويعزز تنافسية المؤسسات الوطنية في مختلف القطاعات.