التجارة والصناعة : تمكين المصانع العُمانية بالذكاء الصناعي .. خطوة نحو مستقبل أكثر تنافسية

مسقط : هرمز نيوز

في إطار سعيها لتعزيز التنافسية الصناعية وتحقيق التحول الرقمي، أطلقت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتعاون مع منظمة الخليج للاستشارات الصناعية “جويك” مشروع مصانع الإنتاج الذكي، الذي يهدف إلى تقييم جاهزية المصانع العُمانية لتبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتعزيز النضج الرقمي باستخدام مؤشر جاهزية الصناعة الذكية (سيري SIRI).

تمكين المصانع العُمانية للتحول الرقمي

تستهدف المرحلة الأولى من المبادرة تقييم 20 مصنعًا خلال عام 2024، حيث ستعمل على تمكينها من اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة والابتكار التكنولوجي لزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.

وأوضح مازن بن حميد السيابي، المدير العام المساعد للصناعة بالوزارة، أن هذه المبادرة تأتي ضمن الاستراتيجية الصناعية 2040، والتي تهدف إلى تحويل المصانع العُمانية إلى بيئات إنتاج متقدمة قادرة على المنافسة الإقليمية والدولية. وأضاف أن باب المشاركة مفتوح أمام جميع المصانع الراغبة في التحول الرقمي لتحسين عملياتها التشغيلية وتعزيز كفاءتها.

منهجية التقييم والتطبيق

من جهتها، أكدت نشلة بنت علي المشيقرية، مديرة دائرة التنمية الصناعية، أن عمليات التقييم سبقتها برامج توعوية لتعريف المصانع بأهمية مؤشر جاهزية الصناعة الذكية (سيري SIRI). وأشارت إلى أن تبني هذه التقنيات سيتيح للمصانع تقليل التكاليف، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال دمج حلول الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار والأنظمة الذكية في عمليات التصنيع.

بناء منظومة صناعية قائمة على المعرفة

من جانبه، أوضح المهندس إدريس بن حسن آل سنان، رئيس قسم الصناعات القائمة على المعرفة

أن المبادرة تهدف إلى إنشاء بيئة صناعية متكاملة ترتكز على التكنولوجيا والابتكار، مما يعزز فرص استقطاب الاستثمارات العالمية. وأضاف أن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الأتمتة الصناعية والروبوتات والذكاء الاصطناعي، ستعمل على تحسين الإنتاجية وخلق وظائف نوعية للكوادر الوطنية.

آلية التقييم والتطوير

وأوضح الدكتور محمد بن عبدالله البريكي، رئيس قسم الدراسات والسياسات الصناعية بمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية والمقيم المعتمد لدى الفريق الفني، أن عملية التقييم تتم على عدة مراحل تشمل جمع البيانات وتحليلها، وزيارة المصانع، وعقد اجتماعات مع الإدارات المعنية لتقييم الوضع الرقمي الحالي، ومن ثم تقديم تقرير شامل يحتوي على حلول تطويرية مخصصة لكل مصنع.

وأشار البريكي إلى أن تقييم المصانع يتم وفق منهجية “سيري SIRI”، التي تُعد واحدة من أحدث المعايير العالمية المعتمدة من المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) لقياس مستوى النضج التقني في المصانع. ويشمل التقييم 16 بُعدًا رئيسيًا تغطي كافة الجوانب التشغيلية والتكنولوجية للمصنع، مع إمكانية إجراء مقارنات معيارية بين المصانع المشابهة.

دعم التنمية الصناعية والاستدامة

في إطار دعم هذه المبادرة، زودت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية الوزارة بأدوات تقييم متقدمة تشمل استمارات التقييم الذاتي، مما يسمح ببناء قاعدة بيانات شاملة توضح مستوى النضج الرقمي للمصانع في السلطنة. كما تم تصميم استبانة إلكترونية لتقييم المصانع، تُستخدم لتحديد الاحتياجات الرقمية وتعزيزها وفقًا للمعايير العالمية.

وتشمل المرحلة الأولى زيارات ميدانية متخصصة لتقييم البيئة التشغيلية للمصانع وإجراء تحليلات شاملة لعمليات الإنتاج. ويقود هذه الجهود فريق فني متكامل يضم خبراء معتمدين من “جويك” والوزارة، ما يضمن تحقيق نتائج دقيقة وقابلة للتنفيذ.

نحو مستقبل صناعي متقدم

تُشكل مبادرة “الإنتاج الذكي” خطوة جوهرية نحو تعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي العماني، حيث تجمع بين التحول الرقمي والاستدامة لخلق نموذج صناعي متطور يدعم التنمية الاقتصادية ويضع السلطنة في موقع ريادي في مجال التصنيع الذكي على المستويين الإقليمي والعالمي.