البرنامج الوطني للتشغيل يطلق الحزمة الثانية من خدمات منصة “خُطى” للإرشاد المهني

مسقط : هرمز نيوز
في ظل التحولات المتسارعة في سوق العمل، وتزايد الحاجة إلى التوجيه والإرشاد المهني، أعلن البرنامج الوطني للتشغيل عن إطلاق الحزمة الثانية من خدمات منصة “خُطى” للإرشاد المهني، وهي أول منصة وطنية إلكترونية شاملة من نوعها في سلطنة عُمان تُعنى بالإرشاد المهني والتوجيه الوظيفي.
وتأتي هذه الحزمة الجديدة ضمن استراتيجية وطنية متكاملة تستهدف تمكين الشباب العُماني من اتخاذ قرارات أكاديمية ومهنية مبنية على أسس علمية، وتزويدهم بالأدوات الحديثة التي تعزز جاهزيتهم لسوق العمل، بما يتماشى مع مهارات المستقبل، ويواكب التحولات الاقتصادية المتسارعة، ويتناغم مع مبادرات التحول الرقمي في البلاد.
أدوات ذكية ومسارات واضحة
تقدم منصة “خُطى” باقة متنوعة من الخدمات عبر أدوات تقنية متقدمة تعتمد على التحليل المهني الدقيق والذكاء الاصطناعي، مما يساعد الطلبة والباحثين عن عمل على رسم مساراتهم المهنية بوضوح وثقة. وقد شهدت المنصة منذ انطلاقتها إقبالاً واسعًا، حيث بلغ عدد مستخدميها أكثر من 26,300 مستخدم حتى نهاية يونيو الماضي، في حين ارتفع عدد البرامج الأكاديمية المتاحة إلى 861 برنامجًا، إضافة إلى 263 شهادة احترافية، و100 دورة تدريبية مقدمة بالتعاون مع منصة “كورسيرا” العالمية، استفاد منها 2,465 شابًا وشابة.
تأكيد على التمكين والتكامل
وأكد الدكتور بدر بن حمود الخروصي، مستشار البرنامج الوطني للتشغيل ورئيس مسار بناء القدرات والمشرف العام على المنصة، أن التوجيه المهني يمثل ركيزة أساسية في منظومة التشغيل، مشيرًا إلى أن “خُطى” أصبحت أداة استراتيجية في تمكين الشباب من اتخاذ قرارات مهنية مستنيرة.
وأضاف أن المنصة جاءت استجابة للتحولات التي يشهدها سوق العمل، مما استدعى تطوير خدمات تتجاوز النمط التقليدي وتعتمد على حلول ذكية وتفاعلية، لافتًا إلى أن تنفيذ المنصة جاء ضمن أحد المحاور الإستراتيجية للبرنامج الوطني للتشغيل، بهدف رفع كفاءة خدمات الإرشاد المهني في سلطنة عُمان.
وأشار إلى أن “خُطى” تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص، حيث شاركت في بنائها وزارات ومؤسسات تعليمية وحكومية وخاصة، على رأسها وزارة التربية والتعليم، ووزارة العمل، ومؤسسات التعليم العالي، إلى جانب مؤسسات تدريبية دولية.
إشادة محلية ودولية
حققت المنصة خلال فترة وجيزة اهتمامًا محليًا ودوليًا، حيث أشار تقرير المهارات الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير الماضي إلى دور منصة “خُطى” في تمكين الشباب من اكتساب مهارات المستقبل، منوهًا بجودة الخدمات المقدمة ودورها في دعم الجاهزية الوظيفية.
خدمات جديدة تعزز التوجيه الذكي
تضمنت الحزمة الثانية من خدمات المنصة إضافات نوعية، أبرزها:
الخطة الدراسية: أداة مخصصة لطلبة الصف العاشر فما فوق، تتيح لهم بناء تصور أكاديمي دقيق لمسارهم الدراسي والمستقبلي، بناءً على ميولهم وقدراتهم ومتطلبات القبول الجامعي.
مقياس السمات الريادية: أداة علمية مصممة وفق البيئة العُمانية، تساعد الطلبة على تقييم قدراتهم الريادية واستعدادهم لريادة الأعمال.
مساعد الذكاء الاصطناعي: يقدم توصيات مخصصة بناءً على تحليل بيانات المستخدم، حول التخصصات والمهن الأنسب لهم.
مقياس الميول المهنية لذوي الإعاقة البصرية: الأول من نوعه في سلطنة عُمان، يتيح للأشخاص من هذه الفئة تقييم خياراتهم الأكاديمية والمهنية بدقة.
خدمات متكاملة تغطي جميع الاحتياجات
إضافة إلى الأدوات الجديدة، تواصل المنصة تقديم خدماتها الرئيسية، ومن أبرزها:
خدمة “دراستي”: قاعدة بيانات واسعة عن البرامج الأكاديمية ومتطلبات القبول.
خدمة “مهنتي”: توفر معلومات مفصلة عن الوظائف في مختلف القطاعات.
خدمة “مهارات المستقبل”: دورات تدريبية عبر منصة “كورسيرا” العالمية، تواكب احتياجات سوق العمل في مجالات التقنية وريادة الأعمال.
خدمات بناء المهارات: تشمل التدريب في المهارات التقنية والتطبيقية والأساسية.
الاستشارات المهنية الفردية: إمكانية حجز جلسات مع مختصين في التوجيه المهني في المواضيع المتعلقة بالتخطيط الأكاديمي والوظيفي.
قصص نجاح من الميدان
أشاد عدد من الطلبة وأولياء الأمور بالمنصة ودورها في تعزيز الثقة والوضوح في اتخاذ القرار. الطالبة مريم الحاتمية أكدت أن “خُطى” ساعدتها في اختيار التخصص المناسب وفهم المتطلبات، بينما أضافت الطالبة غيداء البوسعيدي أنها قامت بتعديل بعض المواد الدراسية بناءً على نتائج المقاييس العلمية في المنصة.
أما الطالبة الجامعية أسماء الحارثية، فأوضحت أنها اكتشفت المهارات المطلوبة في مجالها بفضل مساعد الذكاء الاصطناعي، فيما اعتبر حمد الهنائي أن التدريب الافتراضي الذي توفره المنصة أتاح له خبرة عملية قبل التخرج.
من جهته، قال علي العامري إن مقياس السمات الريادية ساعده في اكتشاف قدراته الريادية، وشجعه على التفكير بإطلاق مشروعه الخاص.
دعم وتقدير من أولياء الأمور
ولم تقتصر الإشادة على الطلبة، إذ عبّر أولياء الأمور عن ارتياحهم الكبير من نتائج استخدام المنصة، مؤكدين أنها وفّرت لهم أداة علمية تساعد أبناءهم على اتخاذ قرارات دقيقة حول مساراتهم المستقبلية.
تطلع نحو مزيد من التوسع
ويواصل البرنامج الوطني للتشغيل جهوده في تطوير “خُطى”، من خلال التوسع في الشراكات وزيادة عدد البرامج التدريبية، واستحداث أدوات تحليلية أكثر تقدمًا، بما يعزز من دورها كمحور وطني رئيسي في التوجيه المهني، ويدعم مستهدفات رؤية عُمان 2040 في بناء اقتصاد المعرفة وتنمية رأس المال البشري.