الاتجاهات والابتكارات التي ستحدث تحولاً في صناعة الاتصالات خلال 2025
بقلم : إيان هود
يشكل الابتكار والتعاون ركيزتين أساسيتين للتطورات المتسارعة التي تشهدها منظومة الاتصالات. وعلى هذا الصعيد، يتطلب الحفاظ على التنافسية مواجهة مجموعةٍ من التحديات التشغيلية والاقتصادية، الأمر الذي يدفع مزودي الخدمات إلى اعتماد مساراتٍ مدروسة يركزون من خلالها على تحقيق الفوائد التجارية ومواكبة التغيُّرات. وفي ضوء ذلك، يعمل العديد من مزودي الخدمات على إحداث تحولٍ في العمليات التجارية لعملائهم لتطوير شركات الاتصالات إلى شركات تكنولوجيا رقمية. وفي العام المقبل، سيواصل مزودو الخدمة التركيز على عدد من المحاور الرئيسية، وهي:
دفع عجلة التوسُّع والنجاح التجاري لتكنولوجيا الجيل الخامس (5G)
تواصل تكنولوجيا الجيل الخامس انتشارها حول العالم، ويحظى تحديد نماذج الأعمال وتوسيع التغطية بقدر أكبر من التركيز حالياً. ورغم التنافسية غير المسبوقة بين الشركات في هذا المجال، إلا أنَّ وتيرة النجاح التجاري لا تزال أبطأ من المستويات المتوقعة. وفي هذا الصدد فإنَّ إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لتكنولوجيا الجيل الخامس يتطلب التركيز بشكلٍ أكبر على منهجيات تشغيلية مستحدثة، وفرص تجارية مبتكرة وشراكات جديدة.
تسخير الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الأعمال والموارد
قطع الذكاء الاصطناعي شوطاً كبيراً في السنوات الماضية، وسيتواصل هذا المسار في عام 2025 ليحمل تأثيراً أكبر على مُختلف القطاعات، لاسيما الاتصالات. ويتسم الذكاء الاصطناعي بكونه ملائماً للطبيعة المتوزعة لشبكة الاتصالات، ويتيح أتمتة إدارة دورة الحياة، وتوفير رؤى لجميع شرائح التكنولوجيا والأجهزة والخدمات. ويمتلك الذكاء الاصطناعي أيضاً القدرة على تسريع وتيرة تقديم تجارب جديدة ومبتكرة، وتعزيز كفاءة الأعمال والموارد، فضلاً عن تحقيق مكاسب سنوية للشركات. وفي هذا الإطار، يجب على صُنَّاع القرار تحديد هدف واقعي لزيادة الإنتاجية والكفاءة التشغيلية في جميع أقسام شركاتهم بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تحقيق نقلةٍ في أعمالهم والتحرر من قيود أسواقهم.
الاستعانة بقابلية المراقبة لتمكين البنية التحتية المستقلة
تتيح قابلية المراقبة تطبيق نهجٍ قائم على البيانات لأتمتة البنية التحتية عبر التجهيزات والبرمجيات وعمليات النشر السحابية، في حين تُعدُّ البيانات عاملاً جديداً في تحديد القيمة المستقبلية على صعيد مزودي الخدمات. ويفضي الجمع بين التحليلات التنبؤية والذكاء الاصطناعي التوليدي وواجهات برمجة التطبيقات المفتوحة إلى تمكين مزودي الخدمات من تقديم رؤى وتوصيات تشغيلية من خلال البيانات والأتمتة المغلقة.
وعلى مدار السنوات الماضية، لجاً مزودو الخدمات إلى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في شبكاتهم السلكية وشبكاتهم الخاصة بالهواتف المحمولة. واليوم، يسعى مزودو الخدمات إلى اعتماد طرقٍ لنشر الذكاء الاصطناعي في شبكة الوصول اللاسلكي لإدارة الترددات والقطاعات والمحطات الأساسية بطريقة ديناميكية وبما يعزز مستويات الكفاءة ويخفض استهلاك الطاقة ويرفع مقاييس الأداء. وبالمثل، يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات قدرات الصيانة التنبؤية وتحليل الأسباب الجذرية واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً مع توفير ضوابط لمسائل الخصوصية والامتثال.
وضع الأسس لشبكات الجيل السادس
يتبنى مزودو الخدمات نهجاً أكثر واقعية تجاه الجيل القادم من هندسة الاتصالات المحمولة (6G)، مع التركيز على تحسين النتائج من الناحية التجارية. وينطوي الجيل السادس على ما هو أكثر من البنية التحتية، إذ يستلزم مشاركة منظومة أوسع من المعنيين في هذا المجال، ما يتطلب تغييرات هيكلية وثقافية على امتداد سلسلة القيمة. وستشكل هذه المنهجية التعاونية ركيزةً أساسية لتعزيز الابتكار وضمان تلبية التكنولوجيا لاحتياجات المستقبل.
سترتكز منظومة الاتصالات خلال العام المقبل على ما يأتي:
- الجوانب الرئيسية التي تميز قدرات شبكات الجيل السادس عن قدرات نظيراتها من الجيل الخامس
- الهياكل الموزعة مع بنية تحتية ذاتية الإدارة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي
- تعزيز التعاون لتسريع عملية التحول
- واجهات برمجة التطبيقات المفتوحة لتبسيط التفاعلات بين الأنظمة المتعددة وتقديم خدمات جديدة
- منصات أفقية لتخفيف المخاطر وتحسين الاتساق التشغيلي
- تطور تقسيم الشبكة بالاستعانة باستدلال الذكاء الاصطناعي لتمكين الربط الذكي
- الاستدامة الشاملة كعنصر أساسي في شبكات الجيل المقبل
- دمج كافة تقنيات الشبكة الكهروضوئية والشبكات غير الأرضية
- استكشاف حالات استخدام جديدة:
- تجارب غامرة للواقع المعزز/الواقع الافتراضي/الواقع المختلط
- تحديد المواقع بدقة
- المركبات المتقدمة ذاتية القيادة (V2X)
- الاستشعار المتكامل – الوعي بالوضع المكاني
- تكامل إنترنت الأشياء بمنهجية عالية الكفاءة من حيث الطاقة
ستؤدي المصادر المفتوحة دوراً محورياً في معالجة تحديات الابتكار والمرونة وعدم القدرة على التنبؤ والاستقلالية في هذا المجال سريع التطور. وسيركز المسار نحو شبكات الجيل السادس على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتمهيد الطريق أمام خدمات جديدة قائمة على البيانات وتلبي أهداف الاستدامة الطموحة. ومع تزايد التحديات في عالمنا اليوم، سيتطلب هذا المسار تطوراً عملياً ومنهجياً لتحقيق التميُّز والتفوق، وضمان تقديم قيمة اقتصادية ضمن مُختلف القطاعات والمناطق الجغرافية.
إيان هود المدير التنفيذي لتكنولوجيا الاتصالات لدى ريد هات