GreatOffer
تكنولوجيا

الإمارات تتبنى استراتيجية شاملة لتوطين الصناعات التكنولوجية

كتب : علاء حمدي

Advertisement GreatOffer

أكد المستشار الدكتور خالد السلامي، عضو الأمانة العامة للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، والممثل الرسمي للمركز في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الإمارات تتمتع بمقومات قوية تجعلها في موقع ريادي لتوطين الصناعات التقنية في المنطقة وأفريقيا. ويرجع ذلك إلى ما تمتلكه الدولة من بنية تحتية متطورة، ومناخ استثماري محفّز، وسهولة ممارسة الأعمال، إلى جانب الدعم الحكومي والاستراتيجيات الوطنية الطموحة، بالإضافة إلى احتضان الشركات الناشئة وسهولة الوصول إلى الأسواق العالمية وتوافر الكفاءات المحلية والجامعات ومراكز التدريب المتخصصة.

وأضاف المستشار الدكتور خالد السلامي أن الإمارات تتبع استراتيجية شاملة لتوطين الصناعات التقنية الحديثة، بهدف تعزيز اقتصادها المعرفي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إلى جانب تحقيق عوائد مالية ضخمة، سواء مباشرة أو غير مباشرة، من خلال إقامة شراكات عالمية استراتيجية في هذا المجال. وقد أطلقت الدولة العديد من المبادرات الوطنية لترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية لتوطين الصناعات التقنية، ومن أبرز هذه المبادرات “مشروع 300 مليار”، الذي يركز على تطوير الصناعات التقنية المتقدمة.

Advertisement

وأشار المستشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “الصناعة 4.0” تهدف إلى دمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، في الإنتاج الصناعي. كما أن دعم الشركات الناشئة والتكنولوجيا المحلية من خلال صناديق استثمارية وتوفير حاضنات ومسرعات أعمال يعد أحد أهم العوامل الداعمة لتوطين الصناعات المتقدمة.

وفي هذا السياق، وضعت الإمارات استراتيجيات لتشجيع الإنتاج المحلي من خلال المشتريات الحكومية، ومن أبرزها مبادرة “اصنع في الإمارات”، التي تمنح أولوية للمنتجات الوطنية في العقود الحكومية، وتحفز القطاع الخاص على استخدام المكونات والتقنيات المحلية في التصنيع.

كما أكد المستشار خالد السلامي أن الإمارات أصبحت من الدول الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، حيث يتم توظيف هذه التقنيات في الصناعات المختلفة، بما في ذلك المصانع والقطاعات الطبية والأمنية. وتسعى الدولة إلى تطوير الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية، وتوطين صناعة الأدوية، وخاصة الأدوية الحيوية واللقاحات. كما تعد الإمارات من أوائل الدول التي تبنت تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء والتصنيع الطبي وقطع غيار الطائرات.

أما فيما يتعلق بصناعات الطاقة المتجددة والتقنيات البيئية، فقد استثمرت الإمارات بشكل مكثف في مجالات مثل صناعة الألواح الشمسية، وتكنولوجيا تخزين الطاقة، والهيدروجين الأخضر. كما تعمل الدولة على تطوير تقنيات المدن الذكية وإنترنت الأشياء (IoT) وأنظمة الاتصال والبيانات الضخمة.

وأكد المستشار أن توطين الصناعات التقنية المتطورة يهدف إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي والتكنولوجي لدولة الإمارات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد في الصناعات الحيوية مثل أشباه الموصلات والأدوية والطاقة المتجددة، فضلاً عن ضمان توفر التقنيات المتقدمة محليًا. كما تسهم هذه الجهود في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط من خلال خلق مصادر دخل جديدة قائمة على التكنولوجيا والابتكار، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2071.

وأشار إلى أن توطين الصناعات التقنية المتقدمة يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، ما يؤدي إلى تسريع النمو الاقتصادي، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني، وتعزيز الصادرات غير النفطية، بالإضافة إلى توفير وظائف ذات قيمة مضافة عالية في المجالات التقنية. كما أن العوائد غير المباشرة لهذه الاستراتيجية تتمثل في دعم ريادة الأعمال ونمو الشركات الناشئة، وتعزيز مكانة الإمارات كوجهة رئيسية للشركات والباحثين في القطاعات التقنية.

وفي هذا الإطار، وقّعت الإمارات خلال الفترة الأخيرة عددًا من الاتفاقيات الاستراتيجية لدعم توطين الصناعات التقنية، من أبرزها شراكة “إم جي إكس” مع “بلاك روك” و”مايكروسوفت” لإطلاق “الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي”، التي تهدف إلى الاستثمار في مراكز البيانات وتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين “جي 42″ و”إنفيديا” لتطوير حلول ذكاء اصطناعي متقدمة لتحسين دقة التنبؤات الجوية عالميًا. بالإضافة إلى ذلك، استثمرت “مايكروسوفت” 1.5 مليار دولار في “جي 42” لدعم تطوير البنية التحتية الرقمية.

كما شهدت الفترة الأخيرة توقيع شراكة إماراتية-فرنسية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية في كلا البلدين، والاستفادة من التقنيات المتقدمة في مختلف القطاعات.

تواصل الإمارات نهجها الطموح نحو تحقيق ريادة عالمية في توطين الصناعات التكنولوجية، عبر استراتيجيات متكاملة واستثمارات نوعية تدعم تحولها إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى