اختراعات وابتكارات عُمانية تسجل مكانتها في الأسواق المحلية والإقليمية
المعرض الوطني للملكية الفكرية يترجم ابداعات المخترعين العُمانيين
مسقط : هرمز نيوز
كشف المعرض الوطني للملكية الفكرية عن أحدث الابتكارات والاختراعات العُمانية التي سجلت مكانتها في الأسواق المحلية والإقليمية ، مما سجلت ريادتها وحضورها البارز كداعم هام للإنتاج الاقتصادي في سلطنة عُمان. وعبر عدد من المسؤولين وأصحاب العلامات التجارية عن أهمية هذا المعرض لإبراز الأفكار الإبداعية للشباب العُماني والعمل على تسجيلها كعلامة تجارية أو براءة اختراع وتسويقها محليا وعالميا ، مع أهمية تقديم دعم للمبدعين والمخترعين العُمانيين من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز حماية إبداعاتهم وتمكينهم من تحقيق الاستفادة المثلى من ابتكاراتهم. وتنوعت الابتكارات والأفكار المقدمة في المعرض منها تصنيع عدد من المنتجات من الخام العُماني كالأحجار الكريمة والأشجار الطبيعية ، والاستفادة من الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان ، مما حظيت بأهمية كبيرة محليا وإقليميا.
تنشيط وتنويع الإنتاج
وقالت نصره بنت سلطان الحبسية مدير عام التجارة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار : إن الملكية الفكرية تدعم استمرارية الأنشطة الاقتصادية وتعزز مكانة سلطنة عُمان في تنويع مصادر الدخل ، مما تشكل حافزًا قويًا للنمو والاستدامة. تساهم الملكية الفكرية في تنشيط وتنويـع الإنتاج وايجاد فرص عمل جديدة، مما توجد جيل مبدع يمكن ان يترجم أفكاره في اختراعات متنوعة وهامة لتسويقها محليا وإقليميا وعالميا.
وأضافت الحبسية بأن الملكية الفكرية تحتضن العديد من الفروع الهامة التي تساهم على إيجاد بية الابداع والابتكار والأفكار منها العلامات التجارية، وبراءات اختراع وتصاميم صناعية وحقوق المؤلف والمؤشرات الجغرافية.
وأضافت الحبسية بأن الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تعزز وتطور بيئة الابتكار التي تُعنى بحقوق الملكية الفكرية ونشر الوعي لكافة الفئات المجتمعية، عبر الاتصال الاستراتيجي الفعال، وإنفاذ حقوق وقوانيين الملكيّة الفكريّة بما يكفل حماية أصولها، وبما يفسح المجال أمام توليد الإبداعات والابتكارات الوطنيّة ذات نوعية عالية وقيمة اقتصادية تساهم في الدخل القومي وتنافس بكل ٍجدارةٍ في مجتمع الابتكار العالمي.
بناء اقتصاد مستدام
فيما أشار المهندس خالد بن حمود الهنائي ، مدير المكتب الوطني للملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار : أن الملكية الفكرية ، تساهم في بناء مجتمع اقتصادي مستدام ومبني على المعرفة والإبداع. مع تهيئة بيئة الأعمال وتعزيز العوامل الأساسية التي تساهم على نهوضها.
مشيراً بأن طلبات في فروع الملكية الفكرية تشهد ارتفاعا خلال الفترة الماضية مما يعود إلى أهمية هذا القطاع الذي يدعم المبدعين والمفكرين في سلطنة عُمان.
مع الإشارة بأهمية النظام الوطني للملكية الفكرية بما يعزز مكانة اقتصاد المعرفة ويعزز التنمية المستدامة، مع التركيز على أداء عالي الجودة في تقديم خدمات ملكية فكرية وإنفاذ حقوق وقوانيين الملكيّة الفكريّة بما يكفل حماية أصولها، ويفسح المجال أمام توليد الإبداعات والابتكارات الوطنيّة ذات نوعية عالية وقيمة اقتصادية تساهم في الدخل القومي وتنافس بكل ٍجدارةٍ في مجتمع الابتكار العالمي.
وأضاف بأهمية الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي تشمل على 14 مبادرة منها مبادرة اعتماد المكتب الوطني للملكية الفكرية كجهة فحص براءات الاختراع معتمدة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، وذلك لاكتساب السمعة، والمكانة الدولية الممكنة لاستقطاب الطلبات، ، ودعم الاستثمار في أصول الملكية الفكرية، و مبادرة بناء و انشاء منصة الكترونية للملكية الفكرية في سَلطنة عُمان تعنى بتوظيف وسائل وأدوات التكنولوجيا الحديثة في التحول الرقمي في إتاحة خدمات الملكية الفكرية، مشتملة على إنشاء منصة الكترونية شاملة ومدفوعة بالتقنيات المتقدمة مثل الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، والحفظ والأرشفة الإلكترونية، وتمكين عمليات البحث، ومعالجة الشكاوى، ودعم إنفاذ حقوق الملكية الفكرية، ومبادرة تأسيس جمعية المخترعين العـُمانيين لإبراز دور المجتمع المدني في تحقيق التكامل، والتعاون المستدام بين الجهات الحكومية المعنية بتعزيز الملكية الفكرية ضمن منظومة الابتكار الوطنية، ومبادرة تعزيز قدرة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الملكية الفكرية مما يساهم في خلق مناخ الابتكار وتعزيز الاستخدام الناجح لنظام الملكية الفكرية من قبل الشركات المبتكرة، ومبادرة إنشاء دائرة في محكمة مسقط متخصصة في قضايا حقوق الملكية الفكرية مما تساعد على ضمان وحماية حقوق الملكية الفكرية من التعدي.
ابتكارات واختراعات عُمانية
من جانبه قال عبدالله بن هلال الحبسي : بأن شركة ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ، تختص في تكنولوجيا حفر آبار النفط والغاز، وهي شركة عمانية بنسبة تعمين ١٠٠%، وتعد رائدة في تقدم خدمات مثل تنظيف أبار النفط والغاز ذات الضغط المنخفض مما يزيد من نسبة التدفق النفقة وفعالية البئر بنسبة عالية. مشيرا بأن الاختراع العماني استفادة منه عدد من شركات العاملة في قطاع النفط كشركة تنمية نفط عُمان وشركة دليل للنفط ، وبتروجاس ريما.
وأضاف : بأن المنتج يستخدم لتنظيف الابار ذات الضغط المنخفض بسبب فقد أو تسرب المياه في الحفرة وشقوقها مما يمنع التدفق العائد من الحفرة في تنظيفها. ومن منطلق تحرك السوائل من الضغط العالي إلى الضغط المنخفض فإن هذا المنتج يسمح بتنظيف الحفر عن طريق أحدث فرق في الضغط ما بين أعلى الحفرة وأسفلها مما يؤدي الى حدوث قوة شفط تسمح بامتصاص الاتربة المتراكمة في الحفرة.
مشيرا بأن هنالك اختراع أخر ويطلق عليه ” “MSR ويعمل كمحرك حفر يستخدم في آبار النفط والغاز في المرحلة الاخيرة من الحفر، ويساعد MSR في الوصول الى العمق المستهدف باستخدام Tubing ويوفر تأميناً اضافياً في حالة مصادفة اي مشاكل داخل البئر التي تمنع الاستمرار في النزول الى العمق المطلوب، مما يؤمن الوصول الى العمق المستهدف بتكاليف منخفضه.
مع الانتهاء السريع من المناطق او الطبقات التي تحتوي على المشاكل، وتقليل مخاطر الحفر وتقليل التعرض لمخاطر الصحة والسلامة والبيئة.
وقال محمد الرزيقي المدير التنفيذي لشركة المؤسس للأعمال: بأن مشروعه عبارة عن خزانة مبتكرة تعمل على تعطير وتبخير الملابس بشكل أتوماتيكية، مما يحظى الحاصل على المنتج اختيار البخور أو العطور التي يحب أن يستخدمها في ملابس، مضيفا بان الطريقة سهلة ومريحة ويمكن أن تختصر الجهود والوقت، وتوفر روائح جميلة للملابس. وأشار الرزيقي: بأن نسبة اكتمال المشروع وصلت لأكثر من 60 %، مما يتوقع حسب الخطة الموضوعة بأن يبدأ في التسويق وبيع المنتج خلال العام المقبل.
وعلى زاوية المعرض تنطلق المصممة سهى موسى بمشروع “الأسرار” ليسجل كمشروع عُماني يهتم بتصميم العديد من المنتجات المتنوعة التي يصل عددها إلى 10 منتجات متنوعة بين العصي والخواتم والمسابح والاكسسوارات المتنوعة، لتدخل في صناعتها من الأحجار والمعادن الثمينة، واللآلئ والالماس ليعطيها رونق الجمال والنجاح في التسويق ويسجل كعلامة عُمانية تنطلق للأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
وكان للطلبة المدارس حضور لافت في الابداع والاختراعات، حيث تمكن أحد الطلبة من مدرسة بلال بن رباح بمحافظة الداخلية من اختراع السيارة الهجينة التي تستخدم الطاقة الشمسية والهيدروجين مما تعزز من الطاقة البديلة في استخدامات النقل وتقليل من البصمات الكربونية الضارة بالبيئة.
ارتفاع طلبات قطاعات الملكية الفكرية
المعرض استطاع بأن يستضيف 30 مخترع مسجل لدى المكتب الوطني للملكية الفكرية، بالإضافة الى عدد 20 علامة تجارية وطنية، مع استعراض بعض الاعمال المتعلقة بمجال حق المؤلف كالكتب الادبية والمنحوتات الفنية وأيضا استعراض لبعض الاعمال الفنية من الصور لبعض المصورين الفوتوغرافيين والرسامين.
وتشير بيانات وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلى الزيادة في عدد الطلبات المودعة في كل قطاعات الملكية الفكرية، وذلك نتيجة الورش التوعوية التي يقوم بها المكتب الوطني للملكية الفكرية بالتعريف بأهمية التسجيل والحماية والتشجيع على التسجيل من خلال التسهيلات المقدمة من تخفيض الرسوم الى خدمات الإيداع الالكترونية، حيث بلغت عدد طلبات براءات الاختراع الوطنية 90 طلب خلال الربع الثالث من العام 2024م وبلغ عدد الطلبات الدولية 541 براءة اختراع وبلغ عدد التصاميم الصناعية28 تصميم.