هل ستجبر الحكومات شعوبها على التلقيح ضد كورونا
يستحوذ موضوع التلقيح ضد فيروس كورونا على حديث الناس حول العالم هذه الأيام، خاصة أمام انتشار أخبار متضاربة حول إجباريته على وقع إشاعات كثيرة ، تغذيها نظرية المؤامرة في العديد من الحالات ، وتزيد من توسيع انتشارها مواقع التواصل.
وتستعد دول كثيرة حول العالم لإطلاق حملة تلقيح وطنية ، وتدعو الحكومات مواطنيها إلى المشاركة الواسعة فيها ، إلا أن لقاحات كورونا تواجه دعاية مضادة في مقدمة عناوينها أن الحكومات ستفرض التلقيح على مواطنيها. فهل هذا صحيح؟
وفي الوقت الذي تسارع فيه دول العالم الخطى للدخول في مرحلة التلقيح ضد فيروس كورونا، بادرت الكثير منها لعقد اتفاقيات بهذا الشأن مع الشركات المنتجة للقاحات.
في الدول العربية وقعت مصر والامارات والمغرب اتفاقيات شراكة مع مختبر “سينوفارم” الصيني في مجال التجارب السريرية. وشارك في هذه التجارب مئات المتطوعين من الدول الثلاث.
وبدأت التجارب السريرية على اللقاح الصيني منذ ابريل الماضي ، بالاتفاق مع الشركة الصينية المصنعة له ، لكن حتى هذه اللحظة لم تكشف الدول الثلاث عن موعد محدد لانطلاق حملة التلقيح التي تنوي إطلاقها، حتى تعطي فكرة واضحة للمواطنين عن خطواتها المقبلة بهذا الخصوص ، الشيء الذي يثير العديد من التساؤلات لدى المواطنين في مقدمتها هل التلقيح إجباري أم لا؟
التمنيع الجماعي :
أكد وزير الصحة المغربي خالد آيت ضرورة أن يكون التلقيح إجباريا ، إذ أكد في مقابلة مع “فرانس 24” أنه “ليس هناك أي دولة يكون فيها التلقيح إجباري. هو لقاح بالتطوع، لكن هناك جائحة ومن الواجب الانخراط في الحملة لتحقيق التمنيع الجماعي، وذلك لا يكون إلا بتلقيح ما يزيد عن 60% من السكان.
وبالاستناد إلى تصريح الوزير المغربي، يبدو أن الحكومة المغربية لا تنوي فرض التلقيح على المواطنين، لكنها تحذر في الوقت نفسه مما لذلك من انعكاسات في حال عدم الانخراط الكثيف في العملية ، لأن الوزير يقول : بـ”الخروج من الوباء في أسرع وقت نكون قد ربحنا الرهان”، نظرًا لما تسبب فيه من آثار صحية واقتصادية وخيمة على البلاد.
وحسب بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي في وقت سابق ، “أن حملة التطعيم المنتظرة تسعى لتأمين تغطية للسكان باللقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس والحد من انتشاره”، و بعد أن أثبتت نتائج “الدراسات السريرية المنجزة، أو التي هي قيد الإنجاز، سلامة، وفعالية ومناعة اللقاح”.
إشاعات تغذيها نظرية المؤامرة :
وأمام التحضيرات الحكومية لإطلاق حملة التلقيح في دول عديدة، يعيش المواطنون نوعًا من الحيرة، تفرزها مخاوف ناجمة عن انتشار نظريات المؤامرة والترويج لها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ترمي تحديدا إلى التشكيك في عملية التطعيم ، والقول بأن الحكومات تنوي إجبار المواطن على التلقيح.
وكتب موقع “هسبريس” المغربي بهذا الشأن: “لم يقتنع مغاربة كثر بجدوى اللقاح الحالي، انسجاما مع تشكيكهم الأولي بشأن وجود فيروس كورونا، ليتجدد هذا الشعورويكرس نظرية المؤامرة، إذ يشك البعض في وجود شريحة أو تحولات جينية قد يسببها اللقاح بإيعاز من “الدول الكبرى”.
واستغل البعض هذا الوضع لنشر “وثيقة” غير صحيحة، تتحدث عن مشروع قانون الغرض منه إجبارية التلقيح ، إلا أن جهات حكومية كذبته عبر وسائل إعلام محلية. وأكدت جريدة “الصباح”، استنادا إلى مصدر وصفته بالموثوق، عدم صحة هذه الوثيقة ، و”عدم وجود مشروع قانون بهذا المحتوى، في إشارة منها إلى مضامينها الزائفة، لافتة حسب نفس المصدر إلى أن ما يتم تداوله يدخل في إطار الأخبار الزائفة.
يسود نوع من الارتباك بخصوص الإعلان عن تاريخ بدء عملية التلقيح. انتظارا لبدء عملية التلقيح في دول المنشأ في الصين وأوروبا وأميركا، لكن هناك تكهنات بانطلاقها مطلع العام القادم.
وجاء في تقارير إعلامية مغربية أنه ينتظر أن تستهدف المرحلة الأولى من التلقيح 5 ملايين شخص، تتجاوز أعمارهم 18 سنة. وسيكون المستفيد الأول من التطعيم العاملون في الجبهة الأمامية في الحرب ضد الفيروس، ويقصد بذلك موظفو قطاع الصحة إلى جانب السلطات العمومية والشرطة، دون إغفال العاملين في قطاع التعليم، كما ستشمل هذه المرحلة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
وقد يواجه الرافضون للتلقيح صعوبات في الحصول على خدمات حكومية معينة في حال ما تمت مطالبتهم بوثيقة التلقيح كشرط لذلك.
فلا أحد يمنع مؤسسة عمومية أو خاصة ، من أن تطلب الحصول على وثيقة اللقاح، شرط دخول المؤسسة المعنية ، وهذا ما أعلنت عنه إحدى أهم وكالات الطيران في أستراليا”.
وأظهرت نتائج استطلاع أجري في المملكة العربية السعودية ومصر، ضمن 11 دولة عبر العالم، أن غالبية المستطلع آراؤهم يثقون بلقاح “سبوتنيك V” الروسي ضد فيروس كورونا المستجد.
وأعلن الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة (الصندوق السيادي لروسيا الاتحادية)، نتائج استطلاع آراء أكثر من 12000 شخص في 11 دولة حول العالم ، بشأن موقفهم تجاه التطعيم ضد عدوى فيروس كورونا، وتفضيلاتهم عند اختيار اللقاح.
وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي أجرته شركة YouGov البريطانية الرائدة في مجال أبحاث الأسواق وتحليل البيانات، في الفترة من 9 إلى 19 أكتوبر الماضي، فإن 73% من المستطلعة آراؤهم مستعدون للتطعيم ضد الفيروس، وفي الوقت نفسه، فإن عدد الأشخاص الراغبين بالتطعيم أكبر من هذا الرقم في أوساط من لديهم دراية بلقاح “سبوتنيك V” الروسي ويشكل 4 من كل 5 مستطلعين.
أما نتائج الاستطلاع في كل من السعودية ومصر فتأتي على النحو التالي:
النتائج الرئيسية للاستطلاع في المملكة العربية السعودية:
– لدى أكثر من نصف المشاركين في الدراسة موقف إيجابي تجاه التطعيم ضد فيروس كورونا (55% من المستطلعين).
– نسبة المستعدين للتطعيم أعلى من ذلك في أوساط المطلعين على لقاح “سبوتنيك V” الروسي وتشكل أكثر من 65% من المستطلعين.
– لوحظت ثقة كبيرة تجاه اللقاح القائم على الفيروسات الغدية للإنسان (وهي منصة لقاح “سبوتنيك V”) في السعودية، ويفضل هذه المنصة 8 من كل 10 مستطلعين اتخذوا قرارا بشأن اختيار اللقاح، مقارنة بالمنصات القائمة على فيروسات غدية غير بشرية.
– تحظى روسيا كمنتج للقاحات بأكبر درجة من الثقة، إذ جاءت روسيا في المركز الأول بين الدول المنتجة للقاحات، والتي ذكرها المستطلع آراؤهم في المرتبة الأولى، من حيث تمتعها بأكبر درجة من الثقة، بحصولها على 15% من الأصوات.
– من حيث إجمالي عدد المرات التي ذكرت فيها ضمن الدول التي تتمتع بأعلى درجة من الثقة (حدد كل مستطلع 3 دول)، احتلت الولايات المتحدة وروسيا والصين الصدارة، بحصولها على نسبة 34% و28% و22% من إجمالي أصوات المستطلعين على التوالي.
– واحد من كل ثلاثة مستطلعين لديه دراية بلقاح “سبوتنيك V” الروسي.
النتائج الرئيسة للاستطلاع في مصر:
– لدى غالبية المشاركين في الدراسة موقف إيجابي تجاه التطعيم ضد فيروس كورونا (68% من المستطلعين).
– لوحظت في مصر ثقة كبيرة تجاه اللقاح القائم على الفيروسات الغدية للإنسان، ويفضل هذه المنصة 8 من كل 10 مستطلعين اتخذوا قرارا بشأن اختيار اللقاح، مقارنة بالمنصات القائمة على فيروسات غدية غير بشرية.
– تصنف روسيا ضمن الدولتين اللتين تتمتعان بأكبر درجة من الثقة بين منتجي اللقاحات (وذلك ضمن الدول التي حددها المستطلعون في المرتبة الأولى من حيث تمتعها بأكبر درجة من الثقة، وكذلك من حيث إجمالي المرات التي ذكرت فيها).
– أكثر من 30% من المستطلعين لديهم دراية بلقاح “سبوتنيك V” الروسي