GreatOffer
تحقيقات

الهبطات وأسواق العيد .. طقوس عُمانية نابضة في العشر من ذي الحجة

هرمز نيوز : علي الداؤودي

Advertisement GreatOffer

تشهد أسواق مدن وولايات سلطنة عُمان حراكًا تجاريًا واسعًا مع بداية شهر ذي الحجة واقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث تتزين الساحات والمواقع التراثية باحتفالية سنوية تعرف بـ”الهبطات”، وهي تقليد عُماني ضارب في القدم، يجسد روح العيد ويعكس ملامح الأصالة والتقاليد المتوارثة.

الهبطات

Advertisement

تنظم “الهبطات” عادة في مواقع تراثية بارزة بالقرب من القلاع والحصون، وتُخصص لها مساحات مفتوحة تُهيئها الجهات المعنية في مختلف المحافظات، لتتحول إلى أسواق شعبية تعجّ بالباعة والمشترين، وتنبض بالحياة قبل أيام من العيد.

وتعد الهبطة منصة حيوية لمربي المواشي، حيث يعرضون الأغنام والأبقار والإبل للبيع وسط إقبال كبير من المواطنين والمقيمين، خصوصًا أن الأضاحي تشكل جزءًا جوهريًا من شعائر عيد الأضحى. وتعتمد عملية البيع في الغالب على “المناداة”، وهي مزايدات علنية تتيح للمشتري اختيار أفضل المواشي بسعر مناسب في أجواء تنافسية تقليدية.

الهبطات

ولا تقتصر الهبطة على الجانب الاقتصادي، بل تحمل أبعادًا اجتماعية وثقافية، إذ تشكل مناسبة ينتظرها الأطفال بشغف، حيث يتجولون بين الأكشاك التي تبيع الحلوى والمكسرات والألعاب، مرتدين ملابسهم العُمانية التقليدية، ما يُكرّس في وجدانهم صورًا نابضة بالعادات المتوارثة، ويُعزز انتماءهم للهوية الوطنية.

ويمثل اليومان السادس والسابع من شهر ذي الحجة ذروة نشاط الهبطات، حيث تتوافد أعداد كبيرة من العائلات للتبضع وشراء مستلزمات العيد، بما يشمل مستلزمات الزي العُماني من خناجر وعصي للرجال، وحلي تقليدية وأدوات الشواء والمضبي والمشاكيك، في مشهد يجمع بين الحداثة والموروث الشعبي.

الهبطات

وتزامنًا مع هذه الأجواء، تنظم هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عدد من محافظات السلطنة فعاليات ومعارض للعيد، تُعرض فيها منتجات الحرفيين ورواد الأعمال والأسر المنتجة، في مبادرة تهدف إلى دعم هذه الفئات وتعزيز حضورها في السوق المحلي، من خلال استثمار المناسبات الوطنية والدينية للترويج للمنتجات المحلية.

وتسهم هذه الفعاليات في تنشيط الاقتصاد المحلي، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، فضلًا عن كونها رافدًا مهمًا للحفاظ على الحرف التقليدية، وترسيخ مفاهيم الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية.

الهبطات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى