وفد عُماني رفيع المستوى في الجزائر لتعزيز الاستثمارات المشتركة

الجزائر : هرمز نيوز
بدأ وفد رسمي من سلطنة عُمان، برئاسة معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، زيارة رسمية إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الشقيقين. تستمر الزيارة لمدة يومين، وتشمل اجتماعات مكثفة مع المسؤولين الجزائريين لمناقشة سبل دعم الاستثمارات المتبادلة في مختلف القطاعات الحيوية.
مشاركة وزارية واسعة لتعزيز الشراكة الاقتصادية
يضم الوفد العُماني كلًّا من معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ومعالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، إلى جانب عدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني. وتهدف هذه الزيارة إلى استكشاف فرص التعاون في القطاعات الاقتصادية الرئيسة، بما يشمل الزراعة، والثروة الحيوانية، والصناعات الدوائية، والخدمات اللوجستية، والاستثمار المالي.
آفاق جديدة للاستثمار العُماني في الجزائر
أكد معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، أن الزيارة تمثل خطوة استراتيجية لدعم الروابط الاقتصادية بين سلطنة عُمان والجزائر، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز التعاون الاستثماري، خاصة في القطاعات ذات الأولوية مثل الصناعات الصيدلانية، والأمن الغذائي، واللوجستيات. وأشار معاليه إلى أن الاستثمارات العُمانية في الجزائر بدأت بالفعل من خلال القطاع الخاص، فيما يُتوقع أن يسهم القطاع الحكومي في تعزيز هذا التعاون خلال العام الجاري عبر تنفيذ مشروعات اقتصادية متنوعة.
وأضاف معاليه أن التعاون لا يقتصر على الجوانب التجارية فقط، بل يمتد إلى تبادل الخبرات والتكنولوجيا، مما يعزز فرص النجاح والاستدامة لهذه الاستثمارات. كما أوضح أن سلطنة عُمان حريصة على تعزيز شراكاتها الدولية في المجالات التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
لقاءات وزارية لتعزيز التعاون في قطاعات حيوية
ضمن جدول أعمال الزيارة، عقد معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، اجتماعًا مع نظيره الجزائري، معالي وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجال الزراعة المستدامة، وتطوير الثروة الحيوانية، والاستفادة من الخبرات المتبادلة في تقنيات الري الحديثة.
كما تناول الاجتماع سبل تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة سابقًا بين البلدين، وتعزيز فرص الاستثمار في قطاعي الزراعة والصيد البحري، بهدف تحقيق الأمن الغذائي المشترك. وأكد الجانبان على أهمية دعم المبادرات التي تعزز الإنتاج الزراعي المستدام، وتحقق الفائدة الاقتصادية المتبادلة.
في السياق ذاته، التقى معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، مع نظيره الجزائري، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون في قطاع الصناعات الدوائية، وتبادل الخبرات في مجال التصنيع الدوائي، وإمكانية تطوير مشاريع مشتركة في هذا القطاع الحيوي. كما تم التركيز على تطوير أنظمة الحوكمة بين القطاعين العام والخاص، ودعم المنتجات الدوائية المحلية في المناقصات الحكومية، بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي مستدام في القطاع الصحي.
تحيات جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الرئيس الجزائري
في إطار هذه الزيارة الرسمية، استقبل فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، في قصر الرئاسة بالعاصمة الجزائرية. وخلال اللقاء، نقل معاليه تحيات حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى فخامة الرئيس الجزائري، وتمنياته له بموفور الصحة والعافية، وللشعب الجزائري الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
من جانبه، حمّل فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون معاليه نقل تحياته إلى جلالة السلطان المعظم، مؤكدًا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، وحرص الجزائر على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع سلطنة عُمان.
آفاق مستقبلية واعدة بين سلطنة عُمان والجزائر
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها قيادتا البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة بعد زيارة فخامة الرئيس الجزائري إلى سلطنة عُمان في أكتوبر 2024م، والتي شهدت مناقشات موسعة حول توسيع التعاون في مجالات الزراعة الصحراوية، والصناعات الدوائية، والقطاعات الاستثمارية الواعدة.
يؤكد الخبراء الاقتصاديون أن هذه الخطوات ستفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويدعم خطط النمو الاقتصادي لكلا الجانبين. كما تعكس هذه الزيارة التزام سلطنة عُمان والجزائر بتعزيز التعاون المشترك، واستكشاف فرص جديدة تعود بالفائدة على اقتصاد البلدين.
يضم الوفد العُماني عددًا من المسؤولين البارزين، ومن المتوقع أن تسفر هذه الاجتماعات عن توقيع اتفاقيات جديدة تدعم المشاريع الاستثمارية بين البلدين، وتعزز مسار التنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.
إن هذه الزيارة تعد خطوة مهمة نحو ترسيخ العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان والجزائر، حيث تمثل الاستثمارات المتبادلة أحد أبرز مجالات التعاون المشترك. ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين، وتحقيق رؤية مشتركة للتنمية المستدامة، مدعومة بروابط سياسية واقتصادية متينة.