من النفط إلى الرقمنة: كازاخستان تحدد خارطة تحول صناعي متكامل

كتب: د. محمد سعد
أعلنت كازاخستان عن انطلاقة صناعية جديدة تهدف إلى تعزيز قاعدة الإنتاج، تسريع الرقمنة، وضمان أمن الطاقة، وفق ما أكده رئيس الوزراء أولجاس بيكتينوف خلال اجتماع حكومي عُقد في 2 ديسمبر.
وأكد بيكتينوف أن الحكومة تضع التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة في صلب استراتيجيتها الاقتصادية، بهدف بناء اقتصاد متنوع وقادر على المنافسة العالمية. وشدد على أن “المرحلة المقبلة تتطلب تحويل الإمكانات الحالية إلى منظومة صناعية مرنة وحديثة”.
رقمنة قطاع الطاقة: تقليص زمن المعاملات بنسبة 95% وخفض الوقود غير المُسجّل
شهد قطاع الطاقة في كازاخستان قفزة نوعية في كفاءة العمليات بفضل التوسع في التطبيقات الرقمية. وكشف وزير الطاقة يِرلان أكّينزجينوف أن نظام إدارة نقل النفط الجديد خفّض مدة الموافقات من أسبوع كامل إلى يومين فقط، فيما أتاح نظام Oil Track رقابة لحظية على 123 مستودعًا للوقود في أنحاء البلاد.
وأدت هذه التقنيات إلى تقليص زمن معالجة الطلبات من ثلاث ساعات إلى عشر دقائق فقط، مع خفض تداول الوقود غير المسجّل بنسبة 20%. وأضاف الوزير أن الوزارة تدرس دمج حلول الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب وتحسين منظومة اللوجستيات على مستوى سلسلة التوريد.
مضاعفة طاقة التكرير بحلول عام 2040
في خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة، تخطط كازاخستان لزيادة طاقة تكرير النفط من 14.52 مليون طن حاليًا إلى أكثر من 29.2 مليون طن بحلول 2040. وأوضح أكّينزجينوف أن قدرة المصافي القائمة سترتفع إلى 30 مليون طن بحلول 2032 عبر مشاريع توسعة، على أن يتم إنشاء مصفاة جديدة بطاقة 10 ملايين طن ومعامل تكرير متقدمة بعمق معالجة يصل إلى 95%.
كما ستنتقل البلاد تدريجيًا من معيار الوقود البيئي K4 إلى K5+ الأكثر صداقة للبيئة، بما يعزز الأداء التشغيلي ويلبي المعايير الدولية للانبعاثات.
تحول صناعي قائم على الابتكار والبنية التحتية
حددت الحكومة حزمة أولويات لتسريع التنمية الصناعية، منها دعم التوريد طويل الأجل للمصنّعين المحليين، توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في خطوط الإنتاج، رفع مستوى البحث العلمي التطبيقي، وتطوير الخدمات والبنى التحتية في المناطق الصناعية.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن البلاد تمتلك “الموارد والكوادر والقدرات التقنية اللازمة”، معتبرًا أن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه العناصر إلى اقتصاد متقدم، متنوع، وقادر على المنافسة على المستوى العالمي.



