الوكالة المغربية للطاقة المستدامة: استراتيجية ملكية طموحة لتحقيق تحول بيئي شامل
الرباط: د. محمد سعد
في إطار الاستراتيجية الوطنية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعلن طارق باركيويو، مدير قطاع التطوير بالوكالة المغربية للطاقة المتجددة والمستدامة (MASEN)، عن إطلاق مجموعة من المبادرات الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق استقلال الطاقة وتقليص الاعتماد على الواردات. يهدف ذلك إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، الذي يشهد نموًا سنويًا بنسبة تقترب من 6%. وتعد هذه المبادرات جزءًا من المبادرة الملكية الكبرى التي تهدف إلى التحول نحو الطاقة المستدامة في المملكة.
وأكد باركيويو أن أحد المحاور الأساسية لهذه المبادرة هو توفير ضمانات مالية للمشروعات المتعلقة بالطاقة المتجددة. وفي هذا الإطار، تعتمد MASEN على تمويلات من مؤسسات مالية أوروبية كبرى، مما يساهم في تقليل المخاطر الاستثمارية ويعزز ثقة المستثمرين في القطاع. هذا التعاون المالي يعد خطوة استراتيجية تسهم في تسريع تنفيذ المشاريع وتوسيع قدرات الإنتاج المحلي من الطاقة المتجددة.
كما ركزت MASEN على تعزيز القدرات البشرية من خلال برامج تدريبية متكاملة تهدف إلى تأهيل الكوادر الوطنية في مجال الطاقة النظيفة. وتشمل هذه البرامج تدريب الطلاب وتأهيل المهنيين، مما يساهم في بناء جيل جديد من الخبراء المتخصصين في الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع شراكات مع مؤسسات تعليمية وفنية لتحديث المناهج وتوفير التدريب العملي الذي يتماشى مع احتياجات السوق المحلية والعالمية.
على الصعيد الدولي، أشار باركيويو إلى أن MASEN قد أبرمت العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول مختلفة مثل موريتانيا، البرتغال، والبرازيل، بهدف تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية وتنسيق الجهود لاستغلال الطاقة المتجددة. كما عززت الوكالة من علاقاتها مع الدول الإفريقية عبر عقود استثمارية كبيرة، فضلاً عن تعاونها مع البنك الإسلامي للتنمية في دعم مشروعات الطاقة المتجددة في الدول العربية. هذه الشراكات تسلط الضوء على التزام المغرب بتوسيع نطاق تعاونه الدولي في هذا القطاع الحيوي.
ولا تقتصر المبادرة الملكية على الجوانب التقنية والمالية فحسب، بل تشمل أيضًا دعم الحكومة المغربية للنمو الأخضر. حيث أطلقت الدولة مشروعًا للاستثمار في مليون قطعة أرض مخصصة لمشروعات الطاقة المتجددة، في خطوة تهدف إلى تسهيل الإجراءات عبر نظام “الشباك الواحد” للمستثمرين. وقد أسفر هذا عن استقبال 40 طلبًا استثماريًا في قطاع الطاقة المتجددة، مما يعكس التزام المغرب بتعزيز قدرته التنافسية في هذا المجال الذي يشهد منافسة قوية من دول أخرى في سوق الطاقة العالمي.
من خلال هذه الجهود المتكاملة، يسعى المغرب إلى أن يكون في طليعة الدول الرائدة في مجال الطاقة المستدامة، ما يعزز مكانته الإقليمية والدولية في ظل التحديات البيئية الراهنة.
