مؤتمر عُمان الدولي التاسع للأمراض الجلدية يوصي بتعزيز البحث العلمي وتطوير العلاجات الحديثة

مسقط: هرمز نيوز

اختتم مؤتمر عُمان الدولي التاسع للأمراض الجلدية أعماله، حيث خرج بمجموعة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز البحث العلمي، وتطوير العلاجات، وتوسيع التعاون الأكاديمي والإقليمي والدولي.

وأوصى المؤتمر بتشجيع التعاون بين المراكز الأكاديمية والمستشفيات التعليمية لإنتاج أبحاث متعددة ذات قيمة علمية عالية، بما في ذلك التعاون مع الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، مع التركيز على نشر النتائج في المجلات العلمية المحكمة وتطوير الابتكار في التشخيص والعلاج.

كما دعا المؤتمر إلى توسيع التواصل العلمي مع المؤتمرات والمجالس العلمية لتقليل الفجوات المعرفية حول الخصوصيات التشريحية والفسيولوجية للبشرة الملونة، وملاءمة البروتوكولات العلاجية، وتشخيص التصبغات، ونتائج العلاجات التجميلية، وتعزيز التثقيف الصحي.

وشددت التوصيات على إنشاء سجلات وطنية وإقليمية لحالات الأمراض الجلدية والنتائج العلاجية، مثل سجلات الصدفية والأكزما وسرطان الجلد، بما يسهم في أبحاث ذات مخرجات دقيقة وتقييم طويل الأمد للعلاجات الحديثة.

كما أوصى المؤتمر بالتوسع المنهجي في استخدام العلاجات البيولوجية، واعتماد بروتوكولات علاجية محدثة للأمراض الجلدية المزمنة، وإنشاء برامج متابعة طويلة الأمد للسلامة والفعالية، بالإضافة إلى تطوير الجراحة الجلدية الدقيقة، وتعزيز التدريب على تقنيات الليزر الجراحي المتقدم، واستخدام نماذج تعليمية تطبيقية قائمة على المحاكاة والتدريب العملي، ودمج الذكاء الاصطناعي في التشخيص ودعم القرار السريري مع وضع أطر أخلاقية وتنظيمية لاستخدامه.

وتضمنت التوصيات أيضًا اعتماد التقنيات غير الجراحية والتجديدية في طب الجلد التجميلي، وتوحيد معايير السلامة في استخدام الحقن الجلدية، وتعزيز الرعاية متعددة التخصصات من خلال التعاون مع الطب النفسي والباطني والجراحة التجميلية لتحسين جودة حياة المرضى المصابين بالأمراض الجلدية المزمنة.

وجاءت هذه التوصيات في ختام أعمال المؤتمر الذي نظمته الرابطة العُمانية للأمراض الجلدية ومركز الخوير للأمراض الجلدية بوزارة الصحة، بالتعاون مع شركة إنفوبلس عمان، واستمر على مدى يومين في فندق جراند ميلينيوم مسقط.

وشارك في المؤتمر نحو 570 مشاركًا من مختلف التخصصات الطبية، من القطاعين العام والخاص، ومن داخل السلطنة وخارجها، شملت أطباء الأمراض الجلدية والتجميل والحساسية والمناعة وطب الأطفال والأسرة، بالإضافة إلى الصيادلة وطلاب الكليات الطبية، مما أسهم في رفع الكفاءة العلمية وتطوير المهارات المرتبطة بالتشخيص والعلاج.

وتضمن برنامج المؤتمر 13 جلسة علمية استعرضت نحو 50 ورقة علمية تناولت أحدث المستجدات في العلاجات البيولوجية للبهاق والصدفية، اضطرابات التصبغ، الشرى، اللمفوما الجلدية، جراحة البهاق، الثعلبة الندبية، الطب التجميلي، الليزر، وأخلاقيات الممارسة الطبية والذكاء الاصطناعي في الأمراض الجلدية. كما اشتمل البرنامج على 3 حلقات علمية من شركات دوائية، و6 ندوات للقطاع الصناعي، وحلقتين علميتين.

وشهد المؤتمر مشاركة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، إلى جانب جمعيات وروابط الأمراض الجلدية من الكويت والإمارات والبحرين والسعودية، ومنظمة الشرق الأوسط للأمراض الجلدية. كما رافقه معرض طبي متخصص عرضت خلاله المؤسسات والشركات الصحية منتجاتها وخدماتها أمام المشاركين، مما عزز فرص التعاون وتبادل المعرفة.

وأكدت الدكتورة عائشة بنت عبدالله العلي، رئيسة الرابطة العُمانية للأمراض الجلدية، أن المؤتمر أصبح منصة علمية راسخة تجمع الخبراء والمختصين من مختلف دول العالم، وترسخ حضور السلطنة في مسيرة التطور العلمي في مجالات الأمراض الجلدية والطب التجميلي والليزر، مشيرة إلى أهميته في تعزيز التعاون مع الروابط والجمعيات العلمية الإقليمية والدولية.

ومن جهتها، قالت الدكتورة صفية الشيذانية: “مع تسارع الابتكارات العلاجية والجراحية في طب الأمراض الجلدية، وازدياد استخدام العلاجات البيولوجية والتقنيات الجراحية الدقيقة والذكاء الاصطناعي، برزت الحاجة لتوحيد الرؤى المهنية ووضع توصيات عملية مستندة إلى أحدث الأدلة العلمية والممارسات العالمية، ومن هنا جاءت مشاركتي في المؤتمر لاستكشاف أحدث التطورات والابتكارات العلمية”.

ويُعد مؤتمر عُمان الدولي للأمراض الجلدية منصة مهمة لتسليط الضوء على التطور المتسارع في قطاع الأمراض الجلدية في السلطنة، وتعزيز جودة الخدمات الصحية وفقًا لأهداف وزارة الصحة واستراتيجيتها الوطنية.