عُمان تشارك في اجتماعات اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة

القاهرة: هرمز نيوز
تشارك سلطنة عُمان، ممثلة بوزارة الصحة، في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، التي انطلقت اليوم (الأربعاء) في العاصمة المصرية القاهرة وتستمر حتى السابع عشر من أكتوبر الجاري.
ويرأس وفد السلطنة سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، بمشاركة عدد من المسؤولين في الوزارة.
تجمع الاجتماعات قادة الصحة ومتخذي القرار من دول الإقليم لمناقشة التحديات المشتركة في قطاع الصحة العامة، وتعزيز الجهود نحو مستقبلٍ أوفر صحة وإنصافًا في الخدمات الصحية.
وتُعقد الدورة الحالية تحت شعار “معًا من أجل مستقبل أوفر صحة: العمل والإتاحة والإنصاف”، مركّزة على تقييم التقدم المحرز في أولويات الصحة الإقليمية، واستشراف استراتيجيات جديدة تسهم في بناء أنظمة صحية أكثر مرونة وعدلاً.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، ثمّن سعادة الدكتور أحمد المنظري التقرير السنوي للمديرة الإقليمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتورة حنان حسن بلخي، مشيرًا إلى تركيز التقرير على ثلاث مبادرات رئيسية تمثل محاور أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي:
توسيع نطاق الحصول المُنصف على المنتجات الطبية، والاستثمار في القوى العاملة الصحية، وتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.
وأوضح سعادته أن سلطنة عُمان جعلت هذه المجالات أولوية وطنية ضمن استراتيجيتها الصحية، إذ عملت على تعزيز الأمن الدوائي من خلال تطوير القدرات التنظيمية، ودعم التصنيع المحلي، وتحسين سلاسل الإمداد الدوائية بما ينسجم مع الجهود الإقليمية لتحقيق العدالة في الحصول على الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأضاف أن السلطنة تبنّت نهجًا إستراتيجيًا لتطوير الكوادر الصحية عبر سياسات تركز على بناء القدرات وتوزيع الموارد البشرية، وتوسيع برامج التعليم الطبي والتمريضي، إلى جانب شراكات إقليمية في مجالات التدريب والتخصصات الدقيقة.
وفيما يتعلق بمحور الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان، أشار سعادته إلى أن السلطنة تعمل على دمج خدمات الرعاية النفسية ضمن الرعاية الصحية الأولية، وتنفيذ برامج توعوية ووقائية مبكرة، بما يتماشى مع التوجهات الإقليمية لتعزيز الصحة النفسية والعافية المجتمعية.
كما شاركت السلطنة بفعالية في عدد من المبادرات الأخرى، من أبرزها برامج مكافحة الأمراض غير السارية، ومواجهة تغيّر المناخ، ومبادرة المدن الصحية، حيث أصبحت مدينة البريمي خامس مدينة عُمانية تنال اعتراف منظمة الصحة العالمية كمدينة صحية، في تأكيد على التزام السلطنة بنهج “الصحة في جميع السياسات”.
واختتم سعادته مداخلته بالتأكيد على دعم سلطنة عُمان الكامل للمكتب الإقليمي في تنفيذ الخطة التنفيذية الإستراتيجية (2024 – 2028)، داعيًا إلى تعزيز التعاون والتكامل بين دول الإقليم لتحقيق الأمن الصحي الشامل، وضمان أن تبقى الصحة محورًا رئيسًا في مسيرة التنمية المستدامة إقليميًا وعالميًا.
وفي إنجاز وطني مشرف، منحت منظمة الصحة العالمية الدكتورة نور بنت بدر البوسعيدية، مديرة المركز الوطني للسكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني، جائزة دولة الكويت لمكافحة السرطان والأمراض القلبية الوعائية والسكري بإقليم شرق المتوسط، تقديرًا لجهودها المتميزة في مجال الوقاية من داء السكري وتعزيز الرعاية التخصصية.
ويُجسّد هذا التكريم اعترافًا إقليميًا بجهود سلطنة عُمان في تطوير السياسات الصحية وتنفيذ البرامج الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة، انسجامًا مع رؤية عُمان 2040 الهادفة إلى بناء مجتمع يتمتع بالصحة والرفاه.
وتتواصل أعمال الاجتماعات حتى السابع عشر من أكتوبر، حيث تبحث ملفات عدة أبرزها: تعافي النظم الصحية في مناطق النزاعات، وتعزيز الأمن البيولوجي، والتصدي لتغير المناخ، وأثر العقوبات الاقتصادية في الخدمات الصحية، إضافة إلى نداء القاهرة للعمل بشأن سرطان الثدي.
كما تناقش الاجتماعات مستجدات الطوارئ الصحية واستئصال شلل الأطفال، وتعقد لقاءات موازية من بينها الاجتماع الخامس للفريق الوزاري الرفيع المستوى المعني بمكافحة التبغ ومنتجات النيكوتين المستجدة في إقليم شرق المتوسط.