سلطنة عُمان تحتفي باليوم العالمي للتمريض : دعم الكفاءات التمريضية لتعزيز الصحة والاقتصاد

مسقط : هرمز نيوز
تحتفي سلطنة عُمان باليوم العالمي للتمريض لعام 2025، الذي يُقام تحت شعار “الاهتمام بالممرضين يعزز الاقتصاد”، مسلطةً الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الكوادر التمريضية في تعزيز النظام الصحي ودعم الاقتصاد الوطني، ومؤكدةً التزامها المستمر بتحسين أوضاع الممرضين والممرضات ورفع كفاءاتهم المهنية.
وتعتبر مهنة التمريض إحدى الركائز الأساسية في تقديم الرعاية الصحية، إذ يسهم الممرضون والممرضات في تقديم خدمات صحية شاملة تشمل الوقاية والعلاج والتأهيل، كما يؤدون دورًا محوريًا في دعم المرضى نفسيًا واجتماعيًا، خاصةً في حالات الأمراض المزمنة. كما يمثل التمريض خط الدفاع الأول في برامج الصحة العامة، مثل مكافحة الأمراض المعدية، وخدمات التحصين، والتوعية الصحية المجتمعية.
وفي إطار الجهود الوطنية لتعزيز قطاع التمريض، بلغ عدد الممرضين والممرضات العاملين في المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة 15,425 ممرضًا وممرضة حتى نهاية عام 2023، وفقًا للتقرير السنوي الصادر عن الوزارة. ويعكس هذا الرقم الجهود المبذولة في التوظيف والتدريب والتأهيل، بهدف سد الفجوات وتحسين جودة الخدمات الصحية.
وتبنت وزارة الصحة خططًا إستراتيجية تستهدف رفع نسبة الممرضين إلى عدد السكان، وتحقيق التوزيع العادل للكفاءات التمريضية في مختلف المحافظات، مع دمج التمريض في جهود التخطيط الوطني للرعاية الصحية الأولية، وتعزيز دوره في خدمات الصحة المدرسية، والرعاية المنزلية، والتقييم الصحي المجتمعي.
وتدرك سلطنة عُمان أهمية الاستثمار في قطاع التمريض كعامل رئيسي في تعزيز الاقتصاد الوطني؛ إذ تسهم زيادة عدد الممرضين وتطوير مهاراتهم في تحسين جودة الرعاية الصحية، وتقليل مدة الإقامة في المستشفيات، مما يقلل من التكاليف الصحية العامة ويخفف العبء على المؤسسات الصحية الثانوية والثالثية. كما يسهم تعزيز التمريض في توفير فرص عمل جديدة للمواطنين ودعم برامج التعمين، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا الإطار، تؤدي المديرية العامة للخدمات الصحية والبرامج بوزارة الصحة دورًا محوريًا في رسم السياسات الوطنية لتطوير مهنة التمريض، من خلال التخطيط الإستراتيجي للقوى العاملة، وضمان مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات النظام الصحي.
وبحسب التقرير السنوي لعام 2023، خرجت كلية عمان للعلوم الصحية 441 ممرضًا وممرضة في برنامج بكالوريوس التمريض، إضافة إلى التحاق 173 طالبًا ببرامج دبلوم التخصصات التمريضية في المعهد العالي للتخصصات الصحية. وتغطي هذه البرامج مجالات متعددة مثل القبالة، والعناية المركزة، والتمريض النفسي، وتمريض الطوارئ، ومكافحة العدوى، مما يسهم في تعزيز الكفاءات السريرية وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة.
وفي سياق تعزيز التعمين في القطاع الصحي، بلغت نسبة التعمين في مهنة التمريض 62% في عام 2023، مما يعكس التزام الحكومة بتطوير الكفاءات الوطنية، ويحفز المزيد من العمانيين للالتحاق بمهنة التمريض باعتبارها مسارًا مهنيًا مستقرًا وذا قيمة مجتمعية عالية.
وتعد مناسبة اليوم العالمي للتمريض فرصة لتكريم جهود الممرضين والممرضات وتسليط الضوء على دورهم الفاعل في خدمة المجتمع وتعزيز النظام الصحي، مؤكدةً على أهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في السلطنة.