ختام فعاليات أسبوع الوقف الصحي : استثمار في صحة المجتمع

مسقط : هرمز نيوز

تعزيزًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص وتوسيع آفاق التعاون في مجال الوقف الصحي لدعم الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الطبية، اختتمت مؤسسة الصحة الوقفية (أثر)، بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، فعاليات أسبوع الوقف الصحي مساء الأربعاء بفندق كراون بلازا العرفان.

رعى حفل الختام معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي، رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، بحضور معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي، وزير الصحة، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين في الوزارة.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد هلال بن حمد الصارمي، المدير التنفيذي لمؤسسة الصحة الوقفية (أثر)، أن الوقف الصحي يمثل أحد أسمى صور التكافل الإنساني ودعامة أساسية لدعم القطاع الصحي في مختلف محافظات السلطنة. وأوضح أن المساهمة في الوقف الصحي ليست مجرد تبرع، بل استثمار مستدام في صحة المجتمع، يسهم في إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية، وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية، ودعم البحث العلمي والتدريب الطبي، بالإضافة إلى توفير الدعم في أوقات الأزمات والكوارث.

وأشار إلى أن تنظيم أسبوع الوقف الصحي يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الوقف الصحي، وتشجيع الأفراد والمؤسسات على المساهمة في تطويره، لضمان مصادر تمويل مستدامة للرعاية الصحية. كما استعرض بعض إنجازات المؤسسة خلال العامين الماضيين، والتي شملت بناء مجمعين صحيين في حي السلام بالمعبيلة الجنوبية ومرتفعات العامرات، وتجهيز عيادات الفم والأسنان بمركز حي الميناء بولاية مطرح، إضافة إلى شراء سيارة إسعاف لجمعية إحسان، وجهاز أشعة الماموجرام لمجمع نزوى الصحي، وتمويل عمليات استبدال الركب، وغيرها من المشاريع التي تجاوز إجمالي قيمتها 3 ملايين ريال عُماني.

من جانبه، ألقى الدكتور أحمد بن علي الكعبي، مدير عام الأوقاف والأموال وإعمار المساجد ومدارس القرآن بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كلمة أكد فيها أن الحكومة تضع الأوقاف ضمن أولويات رؤية عُمان 2040، باعتبارها ركيزة للحماية والرفاه الاجتماعي، وحوكمة الموارد والمشاريع.

وأضاف أن الوزارة تبنت نهجًا لتعزيز الثقة في القطاع الوقفي، من خلال تأسيس مؤسسات وقفية متخصصة، وإصدار التشريعات المنظمة، وتطوير أنظمة إلكترونية لإدارة الوقف، إضافة إلى تطبيق أعلى معايير الشفافية والحوكمة لضمان استدامة العوائد الوقفية. وأوضح أن هذه الجهود ساهمت في ارتفاع عدد المؤسسات الوقفية إلى 61 مؤسسة، تغطي مجالات مختلفة كالتعليم والصحة والتكنولوجيا، بعد أن كان معظم الوقف موجهًا إلى الجوانب الدينية فقط.

تضمنت فعاليات الحفل عرضًا مرئيًا حول إنجازات مؤسسة الصحة الوقفية (أثر)، وأوبريتًا فنيًا بعنوان “أثر الوقف الصحي”، إلى جانب إلقاء قصيدة لسعادة المكرم الدكتور صالح الفهدي.

وفي ختام الحفل، دشن راعي المناسبة الموقع الإلكتروني المحدث للمؤسسة والأجهزة اللوحية، كما تم تكريم الجهات الداعمة والمشاركة في إنجاح الفعاليات.

شهد أسبوع الوقف الصحي تنظيم مجموعة من الفعاليات التوعوية، والندوات المتخصصة، والمبادرات المجتمعية بمشاركة المؤسسات الصحية في مختلف محافظات السلطنة، بهدف تسليط الضوء على أهمية الوقف الصحي في دعم الخدمات الطبية وتعزيز الاستدامة في القطاع الصحي، وضمان توفير الرعاية للفئات الأكثر احتياجًا.

وأكد المشاركون في ختام الأسبوع أن الوقف الصحي يعد ركيزة أساسية في تحقيق التنمية الصحية المستدامة، إذ يسهم في تمويل بناء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى تخفيف الأعباء على القطاع الصحي الحكومي عبر الشراكة مع القطاع الخاص، ودعم الأبحاث والابتكار في المجال الصحي.

تهدف مؤسسة الصحة الوقفية (أثر) إلى تقديم الدعم اللازم للنظام الصحي في سلطنة عُمان، من خلال تحقيق تنمية صحية مستدامة وتعزيز التكافل الاجتماعي. كما تعمل على توظيف المسؤولية المجتمعية لتبني مشاريع صحية هادفة، وإدارة أموال المؤسسة لضمان تنفيذ مشاريع صحية ذات أولوية، إضافة إلى خلق شراكات مستدامة تسهم في تخفيف العبء على القطاع الصحي الحكومي، وتعزيز روح التعاون المجتمعي في هذا العطاء الإنساني النبيل.