تحت شعار تعزيز الرعاية التعاونية .. سلطنة عُمان تحتضن المؤتمر الوطني الأول للعناية المركزة لطب الأطفال

مسقط : هرمز نيوز
تصوير : محمد الكندي
نظّمت وزارة الصحة ممثلة في المستشفى السلطاني، بالتعاون مع المستشفيات المرجعية بمحافظات سلطنة عُمان، المؤتمر الوطني الأول للعناية المركزة لطب الأطفال، والذي عُقد في فندق جراند ميلينيوم – مسقط، على مدى يومين متتاليين تحت شعار “تعزيز الرعاية التعاونية: التواصل من أجل تطوير الرعاية الحرجة للأطفال”.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي، وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية، بحضور الدكتور عامد بن خميس العريمي، مدير عام المستشفى السلطاني، وعدد من مديري العموم والمسؤولين بالمستشفى، إلى جانب مجموعة من الكوادر الطبية والتمريضية بالمستشفيات المرجعية.
في كلمة افتتاح المؤتمر، أوضح الدكتور سعيد بن علي الحنشي، رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال بالمستشفى السلطاني، أن المؤتمر جمع نخبة من المختصين والمهتمين لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث المستجدات العلمية والتقنية، بما يهدف إلى رفع جودة الرعاية الصحية المقدمة للأطفال في الحالات الحرجة.
وأضاف الحنشي أن قطاع العناية المركزة للأطفال في سلطنة عُمان شهد تطوراً ملحوظاً خلال العقود الماضية، بدءاً من إنشاء أول وحدة للعناية المركزة للأطفال بمستشفى النهضة في الثمانينيات، ومروراً بافتتاح وحدة متخصصة بالمستشفى السلطاني عام 1987 والتي ضمت أربعة أسرة. وأشار إلى أن تلك الوحدة شكلت نقطة تحول في مسيرة هذا التخصص الحيوي، قبل أن يشهد القطاع توسعاً ملحوظاً ليشمل مختلف المحافظات عبر إنشاء وحدات متخصصة في مستشفيات جامعة السلطان قابوس، والقوات المسلحة، وصحار، ونزوى، والرستاق، وصور، وعبري، وصلالة.
كما استعرض الحنشي التطور النوعي في وحدة العناية المركزة بالمستشفى السلطاني، والتي تضم حالياً أربعة وحدات للعناية الحرجة والمتوسطة للأطفال، بمجموع 42 سريراً، منها وحدة متخصصة لرعاية مرضى القلب بعد العمليات الجراحية. وأوضح أن الوحدة تقدم خدمات متقدمة تشمل جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم (الإيكمو)، والعلاج التعويضي الكلوي المستمر (CRRT)، وعلاج فصل البلازما (Plasmapheresis)، إضافة إلى رعاية المرضى بعد عمليات زراعة الكلى والكبد.
وأكد أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق دون رؤية وزارة الصحة الهادفة إلى تطوير الكوادر الوطنية وتحديث التجهيزات الطبية وتعزيز التعليم والتدريب المستمر، مشيداً بالتعاون مع الهيئات العلمية الإقليمية والدولية لتحقيق تلك الأهداف.
واختتم الحنشي كلمته بالإشارة إلى أهمية تطوير الكفاءات الوطنية العاملة في وحدات العناية المركزة للأطفال، مشيداً بالكوادر العمانية المؤهلة التي تقود هذه الوحدات بكفاءة واقتدار، ومؤكداً على دور المؤتمر كمنصة لتبادل الخبرات والتجارب العلمية والطبية.
وتضمن المؤتمر في يومه الثاني إقامة حلقتي عمل شارك فيهما أكثر من 50 من الكوادر الطبية والتمريضية من مختلف محافظات السلطنة، بالإضافة إلى تقديم أوراق عمل تناولت المستجدات العلمية في مجال العناية المركزة للأطفال، وعرض مجموعة من البحوث العلمية والملصقات التي سلطت الضوء على التحديات السريرية وسبل تحسين الخدمات الصحية.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من الأطباء والعلماء والباحثين من داخل وخارج السلطنة، ما أسهم في تعزيز التواصل المهني وتبادل المعرفة حول أحدث الممارسات في العناية المركزة للأطفال. كما قدمت جلسات المؤتمر مجموعة من التوصيات العلمية والعملية، بهدف الارتقاء بجودة الرعاية الصحية المقدمة للأطفال ذوي الحالات الحرجة.
وفي ختام أعمال المؤتمر، قام سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي بتكريم أعضاء اللجان المنظمة، والفائزين بجوائز التميز في مشاريع تحسين الجودة، والشركات الراعية والداعمة التي ساهمت في إنجاح المؤتمر.
وعلى هامش المؤتمر، أُقيم معرض احتوى على بحوث وملصقات علمية، قدمتها المؤسسات الصحية من مختلف المحافظات، إلى جانب عرض لأحدث الأجهزة الطبية التي قدمتها الشركات الراعية.
وبذلك اختتم المؤتمر الوطني الأول للعناية المركزة لطب الأطفال أعماله بنجاح، مؤكداً على أهمية تعزيز التواصل المهني وتوحيد الجهود للارتقاء بجودة الرعاية الصحية في وحدات العناية المركزة للأطفال في سلطنة عُمان.