GreatOffer
صحة

بأيدٍ عُمانية : فصل توأم سيامي بنجاح غير مسبوق في سلطنة عُمان

"سمارا وسمرا".. توأمتان سياميتان تتشاركان منطقة الحوض

مسقط : هرمز نيوز

Advertisement GreatOffer

في إنجاز طبي غير مسبوق، نجح فريق طبي عُماني في إجراء أول عملية فصل لتوأم ملتصق في سلطنة عمان، من نوع “أمفالوإيشيوباگوس” (Omphaloischiopagus)، وهو من أندر أنواع الالتصاق، حيث تتشارك التوأمتان منطقة الحوض مع ارتباط في الأمعاء والجهاز البولي والأوعية الدموية.

توأم

Advertisement

تمت العملية تحت إشراف مباشر من معالي الدكتور هلال بن علي السبتي – وزير الصحة –، وشارك فيها فريق طبي متعدد التخصصات من مستشفيات السلطنة، بما في ذلك المستشفى السلطاني، ومستشفى خولة، ومستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، ومستشفى نزوى، حيث عملت الفرق الطبية بتنسيق متكامل وفق خطة جراحية متطورة لضمان أفضل النتائج.

توأم

تفاصيل العملية الجراحية

مرت العملية بمراحل دقيقة، بدأت بتقييم شامل للحالة، تلاه إعداد طبي وجراحي استمر لأكثر من 11 شهرًا، حيث أُجريت الفحوصات التفصيلية لمعرفة مدى ارتباط الأجهزة الحيوية بين التوأمتين، قبل الانتقال إلى مرحلة الفصل الجراحي وإعادة بناء الأنسجة، وأخيرًا مرحلة العناية المركزة لضمان تعافيهما واستقرار وضعهما الصحي.

توأم

استغرقت العملية الجراحية 19 ساعة متواصلة، وشارك فيها فريق طبي متخصص ضم نخبة من الجراحين وأطباء العناية المركزة، والتخدير، والجراحة الترميمية، والمسالك البولية للأطفال، وجراحة العظام، إلى جانب فرق التمريض والتصوير الطبي، لضمان نجاح العملية في أدق تفاصيلها.

آراء الفريق الطبي

وصف الدكتور محمد جعفر الساجواني – طبيب استشاري أول جراحة أطفال بالمستشفى السلطاني، ورئيس الفريق الطبي – التوائم الملتصقة بأنها من الحالات النادرة جدًا، وغالبًا لا ينجو الكثير منها بسبب التشوهات الخلقية المصاحبة. وأوضح أن الالتصاق في منطقة الحوض يعد من أكثر الحالات تعقيدًا، خاصة لدى الإناث، نظرًا لاشتراك العديد من الأجهزة الحيوية في تلك المنطقة.

توأم

وأضاف الساجواني: “كنا نتابع الحالة منذ الحمل، وقررنا إجراء العملية داخل السلطنة بعد دراسة مستفيضة، حيث تمت الولادة بنجاح وتم نقل التوأمتين إلى العناية المركزة للخدج. واجهتنا بعض التحديات، لكننا نجحنا في تجاوزها بفضل تضافر جهود الفريق الطبي، وبعد 11 شهرًا من التحضيرات الدقيقة، استطعنا إجراء العملية بنجاح تام”.

من جانبه، أكد الدكتور مهند محمد بطل – طبيب استشاري جراحة أطفال – أن هذا النجاح يعكس تطور النظام الصحي في السلطنة، ويثبت قدرة الكفاءات العُمانية على تنفيذ أكثر العمليات تعقيدًا وفق أعلى المعايير الطبية العالمية.

توأم

كما أوضح الدكتور علي بن طالب الجابري – طبيب استشاري أول عناية مركزة حديثي الولادة – أن الحالة اكتُشفت مبكرًا بفضل متابعة أطباء النساء والولادة، وتم التنسيق مع مختلف التخصصات لضمان ولادة آمنة، ثم خضعت التوأمتان لبرنامج متابعة مكثف قبل الجراحة.

توأم

أما الدكتورة نوال بنت عبد الله الشرجية – طبيبة استشارية جراحة مسالك بولية أطفال – فقد أشارت إلى أن الاشتراك في الحوالب كان من أبرز التحديات خلال الجراحة، وقد ساهمت فرق الأشعة بشكل كبير في تحديد مواضع الالتصاق بدقة، مما سهل التخطيط الدقيق للعملية.

توأم

وفيما يتعلق بجراحة العظام، أوضح الدكتور مسعود بن ناصر العبدلي – طبيب استشاري جراحة عظام أطفال – أن الفريق الطبي واجه تحديات كبيرة في التعامل مع الحوض، حيث كان دوره وفريقه تنفيذ القطع العظمي الدقيق لضمان استقرار الأطراف السفلية لكل من الطفلتين.

توأم

وأكد الدكتور شيخان الهاشمي – طبيب استشاري جراحة ترميم وتجميل أطفال – أن التحضير المسبق كان العنصر الأهم في نجاح العملية، حيث تم التخطيط بدقة لضمان احتفاظ كل طفلة بالأنسجة الحيوية والأعصاب والشرايين الأساسية.

توأم

كما تحدثت الدكتورة رملة مال الله القصاب – طبيبة استشارية أولى تخدير وعناية مركزة – عن أهمية التخدير في مثل هذه العمليات الطويلة والمعقدة، مشيرة إلى أن التحضيرات بدأت منذ اتخاذ قرار إجراء الجراحة داخل المستشفى السلطاني، حيث تم تشكيل فريق متخصص في تخدير الأطفال لضمان استقرار الحالة طوال فترة العملية.

توأم

وأوضحت الدكتورة فرحانة بنت إسحاق العثمانية – طبيبة استشارية في العناية المركزة للأطفال – أن العملية استغرقت 19 ساعة متواصلة، مما فرض تحديات كبيرة من ناحية استقرار العلامات الحيوية وتقليل المضاعفات المحتملة، لكنها تكللت بالنجاح بفضل التعاون الوثيق بين الفرق الطبية.

توأم

مشاعر عائلة التوأمتين

وفي حديث مؤثر، أعرب سعيد المصلحي – والد التوأمتين – عن امتنانه العميق للطاقم الطبي ووزارة الصحة، قائلاً: “الحمد لله على كل شيء، كان الأمر مخيفًا في البداية، لكن عندما وصلنا إلى المستشفى شعرنا بالطمأنينة بفضل الدعم الذي قدمه لنا الأطباء. استمرت العملية 19 ساعة متواصلة، لكننا كنا على ثقة بأن بناتنا في أيدٍ أمينة، والحمد لله تكللت العملية بالنجاح”.

توأم

دعم لوجستي وتنظيمي متكامل

ومن جانب الكادر التمريضي، أكدت رقية الجردانية – ممرضة مسؤولة عن جناح العمليات – أن الاستعدادات للعملية استمرت لأشهر، حيث جرى تنسيق دقيق بين الفرق الطبية والتمريضية لضمان توفر جميع الاحتياجات اللازمة لإجراء الجراحة بنجاح.

توأم

إنجاز طبي استثنائي

الجدير بالذكر أن نسبة حدوث التوأم الملتصق عالميًا تُقدر بحالة واحدة لكل 200,000 إلى 1,000,000 ولادة، ويُعد نوع “أمفالوإيشيوباگوس” من أندر الحالات المسجلة

توأم

مما يجعل هذا النجاح الطبي العُماني إنجازًا استثنائيًا يعزز مكانة السلطنة في مجال الجراحات المتقدمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى