انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي لكونجرس عُمان للصيدلة الدولي لتعزيز الرعاية الصحية المبنية على القيمة

مسقط : هرمز نيوز
تحت رعاية معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي، وزير الصحة، وفي إطار رؤية سلطنة عُمان 2040 والنظرة المستقبلية للصحة 2050، وضمن جهود تعزيز أهداف التنمية المستدامة وبرامج منظمة الصحة العالمية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، انطلقت اليوم (الاثنين) فعاليات الملتقى الإقليمي لكونجرس ومعرض عُمان للصيدلة الدولي، والذي يُعقد تحت شعار “من التكلفة إلى الرعاية الصحية المبنية على القيمة: دمج التدقيق السريري واقتصاديات الدواء”. تُنظم الفعالية من قبل وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتموين الطبي، وتستمر لمدة ثلاثة أيام في فندق ماندارين أورينتال مسقط.
وقد شهد حفل الافتتاح حضور عدد من كبار المسؤولين في وزارة الصحة، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات البارزة في القطاع الصحي. وقد ألقيت خلال الحفل كلمة من قبل الصيدلاني إبراهيم بن ناصر الراشدي، المدير العام لمركز سلامة الدواء ورئيس الكونجرس، حيث أكد في كلمته على أن هذا الحدث يُعد من أبرز الفعاليات العلمية في المنطقة، إذ يجمع نخبة من الخبراء والمتحدثين في العديد من المجالات الحيوية، مما يسهم في تعزيز مهنة الصيدلة وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة.
وأضاف الراشدي أن الكونجرس يشهد هذا العام توسعًا ملحوظًا في محاوره لتشمل موضوعات جديدة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسات الصيدلانية، والتحول الرقمي في خدمات الرعاية الصيدلانية، بالإضافة إلى موضوعات اقتصادية حيوية مثل تقييم التقنيات الصحية والتدقيق السريري والصيدلة الإكلينيكية.
وأوضح الراشدي أن من أبرز محاور الملتقى هذا العام تبادل الخبرات في مجال اقتصاديات الصحة، حيث سيتم عرض تجارب دول عربية وخليجية في بناء أسس اقتصاديات الصحة، مثل تجربة سلطنة عمان في تقييم التكنولوجيا الصحية وبرامج اعتماد الأدوية ذات التكلفة العالية، وتجربة المملكة العربية السعودية في إدارة أدوية الأمراض النادرة، وتجربة المملكة الأردنية الهاشمية في تقييم التكنولوجيا الصحية في المستشفيات.
كما قدم زولتان كالو، أستاذ اقتصاديات الصحة بمركز تقييم التكنولوجيا الصحية في جامعة سيميلويس، عرضًا مرئيًا تناول فيه تأثير اتجاهات البحث والتطوير على الأسعار وإمكانية تحمل التكاليف، إضافة إلى استعراض السياسات الصحية القائمة على الأدلة ومعايير الوصول إلى سوق الأدوية.
وفي ختام حفل الافتتاح، تجول معالي وزير الصحة والضيوف الكرام في أروقة المعرض الذي تنظمه الشركات العالمية المصنعة للأدوية والأجهزة الطبية، بالإضافة إلى الشركات المحلية المساهمة في قطاع التصنيع الدوائي في سلطنة عمان.
مشاركة واسعة وأوراق علمية متميزة
يشارك في الملتقى أكثر من 800 ممارس صحي من مختلف التخصصات، ويستعرض الملتقى 43 ورقة عمل علمية، منها 13 ورقة مقدمة من سلطنة عمان، وتغطي مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالممارسات الصيدلانية والأبحاث الدوائية. كما يشهد الملتقى عقد 5 حلقات عمل عامة، بالإضافة إلى 4 حلقات عمل تخصصية في مجالات اقتصاديات الصحة.
يهدف الملتقى إلى مناقشة الانتقال من نموذج الرعاية الصحية المبني على التكلفة إلى نموذج قائم على القيمة، مع التركيز على دمج الأدلة السريرية واقتصاديات الدواء لتحسين جودة الرعاية الصحية. وقد تم خلال اليوم الأول من الملتقى تناول عدة موضوعات هامة، أبرزها إدارة مضادات الميكروبات، والتدقيق السريري الفعّال، والسلامة الدوائية في الحالات الحرجة.
جلسات وموضوعات اليوم الثاني
من المتوقع أن يتناول الملتقى في يومه الثاني عدة مواضيع متقدمة تشمل العبء الاقتصادي للأمراض على النظام الصحي، بما في ذلك الأمراض النادرة والسمنة والتعدد الدوائي. كما سيتم مناقشة أحدث الاتجاهات في السلامة الدوائية، إضافة إلى دور التدخلات السريرية في تحسين الرعاية لمرضى السرطان. ستستمر جلسات المؤتمر بالتركيز على تطوير التعليم الصيدلي والتعليم القائم على الفرق لتعزيز الكفاءة العلاجية.
ختام الملتقى
ستختتم فعاليات الملتقى في يومه الأخير بعدد من المواضيع المتخصصة في التدقيق السريري وأهمية تطبيقه لضمان الجودة والسلامة في خدمات الرعاية الصحية. كما ستناقش الجلسات الممارسات الفضلى في السلامة الدوائية، خاصة في حالات المرضى الذين يعانون من حالات خطرة أو الأطفال. سيكون للذكاء الاصطناعي دور محوري في الجلسات الأخيرة، حيث سيتم بحث تأثيره على اقتصاديات الصحة وتقييم التكنولوجيا الصحية، فضلاً عن الفرص والتحديات المستقبلية المرتبطة بهذه التقنيات.
تأكيد على التعاون والتطوير المستمر
يُعد الملتقى الإقليمي لكونجرس ومعرض عُمان للصيدلة الدولي منصة هامة لتعزيز التعاون بين المهنيين في القطاع الصحي وتبادل الخبرات والمعرفة الحديثة في مجالات متعددة، بهدف تحقيق تطلعات سلطنة عُمان الصحية وفقًا لرؤيتها المستقبلية.