المستشفى السلطاني ينجح في إجراء أول عملية جراحية باستخدام الروبوت في سلطنة عُمان

مسقط : هرمز نيوز
تصوير: محمد الكندي
في إنجازٍ وطنيٍّ نوعي يجسّد مسيرة التطور المتسارع في القطاع الصحي العُماني، نجح المستشفى السلطاني في تنفيذ أول عملية جراحية باستخدام الروبوت الجراحي، ليُسطر بذلك صفحةً جديدة في سجل الطب العُماني الحديث، ويضع السلطنة ضمن الدول الرائدة إقليميًا في تبنّي تقنيات الجراحة الذكية.

ويأتي هذا النجاح ثمرة لسنواتٍ من الإعداد والتأهيل وتبنّي أحدث الابتكارات العالمية في مجال الجراحة الدقيقة، حيث يُعد إدخال الروبوت الجراحي إلى المستشفى السلطاني نقلةً نوعية في الخدمات الطبية التخصصية، تُواكب مسار التحول الصحي الشامل الذي تشهده سلطنة عُمان ضمن رؤية “عُمان 2040”.

وقال الدكتور قيس بن محمد الهوتي، استشاري جراحة المسالك البولية بالمستشفى السلطاني: “تمّت العملية باستخدام أحد أحدث أنظمة الجراحة الروبوتية، التي تمنح الجراح رؤية ثلاثية الأبعاد وتحكمًا فائق الدقة في الحركات، بما يتجاوز قدرات اليد البشرية التقليدية”.

وأضاف أن الروبوت الجراحي يُمثل قمة التطور في عالم الجراحة الحديثة، إذ يُتيح الوصول إلى المناطق العميقة في الجسم بسهولةٍ ودقةٍ عالية، مع تقليل حجم الشقوق الجراحية وفقدان الدم، وتسريع تعافي المرضى، ورفع معدلات الأمان وتقليل احتمالات المضاعفات.
وأشار الدكتور الهوتي إلى أن المستشفى السلطاني يسير بخطى واثقة نحو توسيع نطاق تطبيق التقنية الروبوتية لتشمل تخصصاتٍ متعددة، منها جراحات القولون والمستقيم، والنساء والولادة، والكبد والبنكرياس والجهاز الهضمي، وجراحة القلب والصدر، مؤكدًا أن وزارة الصحة تعمل على تأهيل الكفاءات الوطنية وتمكينها من قيادة هذا التحول التقني في المجال الطبي، بما يجعل السلطنة مركزًا إقليميًا رائدًا في الجراحة الروبوتية.

من جهته، أوضح الفريق الطبي المشرف على العملية أن النتائج أثبتت تفوق النظام الروبوتي في تحقيق دقة عالية أثناء الجراحة مقارنة بالطرق التقليدية، سواء من حيث التحكم أو تقليل المضاعفات أو تسريع تعافي المريض.
ويعتمد النظام الذكي المستخدم على أذرع روبوتية متطورة يتحكم بها الجراح عبر منصة قيادة تتيح رؤية ثلاثية الأبعاد مكبّرة لموقع العملية، ما يمنحه قدرة استثنائية على المناورة والتنفيذ الدقيق.

وأسهمت التقنية في تحقيق فوائد سريرية ملموسة، من أبرزها الحد من النزيف أثناء الجراحة، وتقليل فترة البقاء في المستشفى، ورفع نسب نجاح العمليات المعقدة، وتسريع عودة المريض إلى حياته الطبيعية.
وأشار القائمون على البرنامج إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية لمسار متقدم في الطب العُماني، إذ يجري العمل حاليًا على توسيع نطاق استخدام الروبوت الجراحي في عدد من التخصصات، بما يُعزز مكانة المستشفى السلطاني كمركز وطني مرجعي في الجراحة المتقدمة.

واختتم الفريق بالتأكيد على أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الدعم الاستراتيجي من وزارة الصحة، وحرصها على تطوير المنظومة الصحية عبر تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيلها للتعامل مع أحدث التقنيات الطبية في العالم.
ويمثل هذا الحدث منعطفًا مهمًا في مسيرة الطب العُماني، إذ يرسّخ مكانة السلطنة بين الدول السباقة في تبنّي الحلول الطبية الذكية، ويؤكد أن الإنسان العُماني هو محور التنمية وصانع المستقبل.



