الصحة تنظّم حلقة عمل وطنية لتعزيز النهج التشاركي في تخطيط الخدمات الصحية

مسقط – هرمز نيوز
تصوير: محمد الكندي
نظّمت وزارة الصحة، ممثلة بالمديرية العامة للتخطيط (دائرة التخطيط الاستراتيجي)، يوم الأحد، حلقة العمل الوطنية بعنوان «النهج التشاركي في تخطيط الخدمات الصحية»، وذلك بفندق معاني في مسقط، في إطار جهودها الرامية إلى تطوير منظومة التخطيط الصحي وتعزيز التكامل بين الجهات ذات العلاقة.

ورعى افتتاح الحلقة سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، بحضور سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، والدكتور قاسم بن أحمد السالمي، المدير العام للتخطيط بوزارة الصحة، إلى جانب عدد من المسؤولين والمختصين بالوزارة.
واستهدفت حلقة العمل، التي استمرت يومًا واحدًا، نحو 70 مشاركًا من مديري العموم وممثليهم في مكاتب أصحاب السعادة المحافظين، إضافة إلى مديري الدوائر ورؤساء أقسام التخطيط في دوائر التخطيط والتنظيم الصحي بالمديريات الصحية في مختلف محافظات سلطنة عُمان.

وفي كلمته، أكد الدكتور قاسم بن أحمد السالمي أن هذه الحلقة تمثل محطة مهمة في مسار تطوير منظومة التخطيط الصحي في السلطنة، وركيزة أساسية لترسيخ نهج مؤسسي موحّد قائم على الأدلة، وقادر على الاستجابة الفاعلة لاحتياجات الحاضر واستشراف متطلبات المستقبل، في ظل تنامي الحاجة إلى تعزيز التكامل بين الجهات وتوسيع دائرة الشراكة لتشمل المجتمع بوصفه محور التنمية.
وأشار السالمي إلى أن القطاع الصحي في سلطنة عُمان شهد خلال العقود الماضية تطورًا نوعيًا انعكس إيجابًا على المؤشرات الصحية وجودة الخدمات المقدمة، غير أن التحولات الديموغرافية، والتغيرات الوبائية، وارتفاع سقف التوقعات المجتمعية، تفرض اليوم تبني مقاربات أكثر نضجًا وعمقًا في التخطيط، تتجاوز الحلول الجزئية إلى تخطيط استراتيجي متكامل يوازن بين الاحتياج، والعدالة، والكفاءة، والاستدامة.

وأوضح أن إعداد دليل وطني لتخطيط الخدمات الصحية جاء ليكون إطارًا مرجعيًا واضحًا ومنهجًا موحدًا، يهدف إلى توحيد المفاهيم، وتنظيم الإجراءات، وتعزيز التكامل بين المستويات الوطنية والمحلية، بما يضمن توجيه الموارد الصحية نحو الأولويات الحقيقية، وتحقيق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، مع الحفاظ على جودة الخدمات وسهولة الوصول إليها لكافة فئات المجتمع.
وأضاف أن هذا الدليل ينطلق من رؤية شمولية للتخطيط بوصفه عملية تشاركية متكاملة، تقوم على تحليل علمي دقيق للواقع السكاني والصحي، وتكامل الأدوار بين وزارة الصحة، ومكاتب المحافظين، والمديريات العامة للخدمات الصحية، والجهات ذات العلاقة، إلى جانب المجتمع كشريك أساسي في تحديد الاحتياجات وصياغة الأولويات وضمان استدامة الحلول.
وأكد السالمي في ختام كلمته أن نجاح التخطيط لا يُقاس بعدد المنشآت أو حجم التوسع فحسب، بل بقدرة النظام الصحي على تقديم الخدمة المناسبة في المكان والوقت المناسبين، وبالجودة المطلوبة، مع ضمان العدالة في التوزيع، وكفاءة الإنفاق، واستدامة الموارد، واتخاذ القرار المبني على المعرفة والبيانات، معربًا عن تطلعه إلى مخرجات بنّاءة تسهم في تعزيز منظومة التخطيط الصحي ودعم مسيرة التنمية الصحية المستدامة وتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040.

وشهدت الحلقة تقديم عدد من العروض المرئية؛ حيث استعرضت الدكتورة خلود بنت محسن المفرجية، مديرة دائرة التخطيط بوزارة الصحة، المنهجية الوطنية لتخطيط الخدمات الصحية، فيما قدّم عبدالله العبري من دائرة التخطيط الاستراتيجي بالمديرية العامة للتخطيط عرضًا حول معايير تخطيط الخدمات الصحية، إلى جانب عرض آخر قدّمته الدكتورة حنان المحروقية من المديرية العامة للتخطيط تناول الخطوات التنفيذية لمسار العمل في المرحلة المقبلة.
كما تضمنت الحلقة جلسة حوارية ناقشت أبرز التحديات والحلول المقترحة، إلى جانب تدريب عملي على تطبيق معايير تخطيط الخدمات الصحية.

وخلال أعمال الحلقة، أُطلق الدليل الوطني لمنهجية تخطيط الخدمات الصحية، الذي يمثل بداية مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم، تتطلب الالتزام بتطبيق المنهجيات والمعايير الواردة فيه، وبناء القدرات الوطنية في مجالات التحليل والتخطيط والتقييم، وتعزيز نظم المعلومات الصحية، بما يضمن تحويل هذا الإطار النظري إلى أثر ملموس ينعكس مباشرة على صحة الإنسان ورفاهيته.
وجاء تنظيم هذه الحلقة لتكون منصة للحوار وتبادل الخبرات، تهدف إلى تعميق الفهم المشترك للمنهجية الوطنية، وتوضيح آليات التطبيق، واستعراض الأدوار والمسؤوليات، وصولًا إلى ممارسات تخطيطية متسقة وفاعلة على مستوى المحافظات.



