إطلاق المرحلة الثانية من المسح الوطني للأمراض غير المعدية في سلطنة عُمان : خطوة نحو تعزيز الصحة العامة

مسقط: هرمز نيوز
انطلقت اليوم (الخميس) المرحلة الثانية من المسح التجريبي الميداني للمسح الوطني للأمراض غير المعدية الذي تنفذه وزارة الصحة في سلطنة عمان. حيث بدأ الفريق الميداني بزيارة المنازل المستهدفة لجمع البيانات الدقيقة حول انتشار الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المرتبطة بها.
شارك في هذا المسح التجريبي كل من سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، وسعادة الدكتور جان جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان، إلى جانب فرق المسح الميداني التي تضم مجموعة من المتخصصين في هذا المجال.
يعد هذا المسح جزءًا من البرنامج التدريبي الذي يهدف إلى ضمان تنفيذ المسح الوطني للأمراض غير المعدية وفقًا لأعلى المعايير الدولية. وقد شمل التدريب زيارة ميدانية لمجموعة مختارة من المنازل بهدف تقييم العبء الصحي للأمراض غير المعدية في المجتمع، بدءًا من إجراء الاستبيانات وصولاً إلى القياسات البدنية مثل قياس الطول والوزن وضغط الدم.
ويعتبر المسح الوطني للأمراض غير المعدية من المبادرات الحيوية التي تهدف إلى توفير معلومات دقيقة تسهم في فهم انتشار هذه الأمراض وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل معها. كما أن مشاركة المواطنين في هذا المسح تساهم بشكل مباشر في تحسين صحة المجتمع وتعزيز جودة الخدمات الصحية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة قد نظمت، في بداية هذا الأسبوع، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، برنامجًا تدريبيًا مكثفًا للعاملين في المسح الصحي الوطني للمرحلة الثانية. استمر التدريب لمدة خمسة أيام، شارك فيه 165 فريقًا ميدانيًا من مختلف محافظات سلطنة عُمان، وهدف إلى تعزيز المهارات الفنية للمشاركين. كما شمل التدريب جزءًا عمليًا تمثل في إجراء دراسة تجريبية على مجموعة من الأسر قبل بدء المسح الفعلي.
ويهدف المسح الصحي الوطني إلى جمع بيانات دقيقة حول انتشار الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المرتبطة بها، مما يسهم في تعزيز استراتيجيات الصحة العامة واتخاذ قرارات مدروسة بناءً على الأدلة.
وتعتبر الأمراض غير المعدية أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه سلطنة عُمان، حيث تساهم بنسبة 80% من الوفيات سنويًا، وتكلف الاقتصاد الوطني نحو مليار ريال عُماني سنويًا. ويعاني العديد من المواطنين من الأمراض المرتبطة بأسلوب الحياة مثل السكري، والسرطان، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن والسمنة. هذه الأمراض تؤثر سلبًا في جودة الحياة وتزيد من العبء الصحي على النظام الصحي في البلاد.
ومن جانبها، عززت سلطنة عُمان من جهودها لمكافحة هذه الأمراض من خلال برامج للكشف المبكر عن السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى استراتيجيات لمكافحة التبغ وتعزيز النشاط البدني والتغذية الصحية. يعد المسح الوطني خطوة مهمة لتوفير بيانات أساسية تساعد في تحديد عوامل الخطر بشكل دقيق، مما يساهم في وضع السياسات الصحية الفعالة التي تهدف إلى تقليل معدلات الإصابة والوفيات وتحسين صحة المجتمع بشكل عام.
الجدير بالذكر أن المرحلة الأولى من المسح الوطني انطلقت في 29 ديسمبر 2024، حيث تم خلالها تحديث قوائم الأسر في مختلف المحافظات استعدادًا لاختيار العينة العشوائية. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية في إبريل المقبل، وستستمر لمدة ثلاثة أشهر، تتضمن جمع البيانات الميدانية من الأسر المختارة باستخدام استبانات صحية وقياسات سريرية تشمل قياس الطول والوزن وضغط الدم واختبارات الدم لتحديد مستويات السكر والكوليسترول.
تؤكد هذه المبادرة التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومكافحة الأمراض غير المعدية بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040.