خبراء صينيون : لا يوجد إغراق في السيارات الكهربائية .. وإدعاءات بعض الدول لذلك كلام لا يصدقه عقل
بكين : خالد عرابي
أكد خبراء صينيون في عالم السيارات الكهربائية اليوم (الثلاثاء) أنه لا يوجد شيء اسمه إنتاج زائد أو إغراق في السيارات الكهربائية في العالم حتى الآن كما تدعي بعض الدول ، لأنه وكما هو معلوم للجميع فإن مثل هذه السيارات ما زالت في بداية مشوارها ، وهي توجه عالمي ظهر مؤخراً نحو الطاقة النظيفة ، ومن ثم فحتى الآن نستطيع أن نقول أنه لا يوجد ما يكفي حاجة العالم من تلك النوعية من السيارات لأننا في بداية الطريق والتحول نحوها ، وحتى النسب التي أتيحت حول تصنيع وتوفر واستخدام تلك السياراة حول العالم وكم هي نسبتها مقارنة بالسيارات التقليدية التي تعمل بالوقود لا يمكن أن تعمم ولا يعتد بها لأنها ليست نسب محددة ، بل وتعتمد على ما تطلقه الشركات المصنعة من أرقام.
وقال الخبراء الصينيون بما معناه “إن الإدعاءات الأخيرة والمتكررة من إحدى الدول باغراق الشركات الصينية للسوق بالسيارات الكهربائية “تهريج” أي فبركة إعلامية وإدعاءات باطلة ، وأنه كلام لا يصدقه عقل فما زال سوق السيارات الكهربائية حتى الآن لا يصل إلى 18% ، فكيف يمكن الحديث عن إغراق السوق وأن هناك “أوفر كابستي” أي ما فوق الحاجة الزائدة من السيارات الكهربائية.
جاء ذلك خلال الندوة المتخصصة حول السيارات الكهربائية ومستقبلها والتحديات التي تواجه تلك الصناعة ، والتي نظمتها جمعية الدبلوماسية العامة الصينية -إحدى مؤسسات المجتمع المدني الصينية – اليوم (الثلاثاء) بنادي بكين الدولي بالعاصمة الصينية بكين ، والتي ناقشت “التعاون من أجل التحول الطاقي العالمي ، والتطورات التي تحدث في الصين لتساهم في التحول العالمي للطاقة ، وكذلك إتجاهات وأساليب تطوير التقنيات الأساسية لمركبات الطاقة الجديدة.
وقال الخبراء الصينيون : إن انفتاح صناعة السيارات الكهربائية في الصين ، يظهر أن صناعة الطاقة الجديدة في الصين تجلب الفرص للعالم بدلا من التأثير على الصناعة وعلى استخدام الطاقة التقليدية، وأثرها .
وشارك في تلك الندوة خبراء من الشركات الرائدة في هذه الصناعة بالصين وهم كل من : البروفيسور وانغ تشانغ ، الخبير العلمي والتقني ، والرئيس التنفيذي لمجموعة بكين للسيارات “بايك” ، وستيفن تشاو ، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “زيكر” للسيارات ، والدكتورة وي وي ، الأستاذ المساعد في مجال النقل الذكي بمركز أنظمة “قوانغشتو”، وأستاذة جامعية بجامعة شانغهاي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمت الصين مرارا وعلى لسان عدد من مسؤوليها ومنهم وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ، ووزير خارجيتها بلينكن، حيث أتهمت الولايات المتحدة الصين بأنها تغرق أسواق العالم بالسيارات الكهربائية ، وأن صناعة تلك السيارات في الصين تهيمن على نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي ، ولذا فقد فرضت الإدارة الأمريكية مؤخرا ما يمكن وصفته بـ “العقوبات على القطاع الصناعي الصيني” عبر زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية من إنتاج الصين ، وبررت أن ذلك يأتي بهدف إعطاء قوة تنافسية للسيارات الأمريكية.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن واحدة من التحديات التي كانت تواجه السيارات الكهربائية هي البطاريات وشحنها ونسبة ما يمكن أن تقطعه من مسافات في كل مرة ، وأوضحوا أن كثير من شركات السيارات استثمرت في ذلك وأنفقت الكثير من الأموال على مراكز البحث العلمي المتخصصة ، ولذا تغلبوا على هذه الاشكالية فأصبح هناك العديد من الشركات التي تنتج سيارات تشحن بطارياتها في أقل وقت ممكن وتقطع مسافات أطول ، وبالتالي فلم يعد هذا التخوف موجود الآن.
وعن الدعم الحكومي الصيني لصناعة السيارات الإلكترونية في الصين أكد هؤلاء الخبراء أنهم يمثلون قطاعات وشركات خاصة وهم يعملون كشركات صناعة سيارات بعيدة عن الحكومة. ولكن مثل هذا السؤال يطرح ممثلين للحكومة ونحن لا نمثلها.
تحدي البطاريات
وقال البروفيسور وانغ تشانغ ، الخبير العلمي والتقني ، والرئيس التنفيذي لمجموعة بكين للسيارات “بايك” : كانت البطاريات تشكل تحديا كبيراً في الماضي نظرا لما تحتاجه من مزيد من الوقت للشحن، ولكن حلت هذه المشكلة باستخدام العلم والمعرفة وتم تقليل وقت الشحن ، كما تم زيادة مسافات أطول.
تعد الأنظمة أمرا بالغ الأهمية للتحول العالمي للطاقة ، حيث إن نشر مركبات الطاقة الجديدة لا يكفي لتحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات مع تصنيف الطاقة الحالي في الصين التي يهيمن عليها الفحم عندما يصل معدل اختراق الطاقة المتجددة إلى حوالي 40٪ من مركبات الطاقة الجديدة التي يمكن أن تؤدي إلى تخفيضات في ملوثات الهواء لدينا وكذلك انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، لذا يجب تنسيق الجهود واعتماد مركبات تضمن الحفاظ على البيئة وتحقيق الفوائد الصحية.
وأكد على أن أسعار الخلايا انخفضت بنسبة 97% على مدار الثلاثين عاما الماضية، مما سمح للسيارات الكهربائية بأن تصبح في متناول الجميع ، وفي الوقت نفسه زادت القدرة على تركيب المركبات وأصبح الشحن أسرع ، بحيث أصبح السفر بالسيارة الكهربائية أكثر ملائمة للسائقين رغم هذه التطورات.
وقال : لا تزال هناك تحولات وفترة انتقالية للمركبات على الطرق لتصبح مصححة بالكامل وخلال هذه الفترة الانتقالية يتم استخدام المركبات الكهربائية وأيضا المركبات التي تعمل بالبنزين ، ويمكن أن تكون مكملة لبعضها البعض من حيث تلبية أنواع مختلفة من متطلبات السفر ، حيث قالوا إن هناك مناطق تستهلك طاقة عالية، حيث يتم شحن البنى التحتية ، ويمكن للسائقين المحدودين استخدام المركبات التي تعمل بالبنزين أو المركبات الهجينة التي يقدمونها حاليا أو مركبة ثانية في الأسرة ويمكن أن تكون هذه استراتيجية فعالة لتخفيف المخاوف من شراء السيارات الكهربائية بخلاف شحن البطاريات، وقد تم بالفعل تطوير تقنية تبديل البطاريات.
7بيع ملايين سيارة
واستعرض ستيفن تشاو ، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “زيكر” للسيارات ، تقنية السيارة الكهربائية الجديدة التي أطلقتها الشركة مؤخراً. وقال بأنها سيارة فاخرة تمتاز ببطارية ذات الشحن السريع ، وتتجاوز المسافة التي تقطعها عند الشحن لمرة واحدة مسافة 1000 كلم ، وهي سيارة حصلت على أربع جوائز في فئة السيارات الكهربائية. مؤكداً على أنه تم تصميم وتصنيع كل ذلك في مركز البحوث والدراسات التابع للشركة.
وأكد على أن “زيكر” نجحت في تطوير صناعة السيارات الكهربائية كثيراً ، وهي شركة مدرجة في الولايات المتحدة ، وقد نجحت المجموعة حتى الآن في تصدير أكثر من 150 ألف سيارة كهربائية خارج الصين ، كما أكد على أن المجموعة باعت حوالي 7 ملايين سيارة مختلفة بما فيها 988 ألف سيارة معتمدة على الطاقة الجديدة ، وأنها تزيد عاما بعد عام بنسبة 6% ، وأن هذه السيارات تتراوح أسعارها ما بين مائة ألف وحتى مليون يوان صيني.
وقال بأن المنافسة بين شركات صناعة السيارات مستمرة، وكل شركة تحاول أن تطور للأفضل بما فيها استخدام الطاقة الجديدة أو النظيفة، وبالطبع هذه المنافسة وهذا التطور سيكون لصالح الزبائن. وأكد على أن “زيكر” أصبحت علامة متميزة في السيارات الكهربائية” ومما يميزها بطاريتها التي تحتاج إلى وقت شحن أقصر وتعطي أطول مسافة.
الحفاظ على البيئة من التلوث
وأكدت الدكتورة وي وي ، الأستاذ المساعد في مجال النقل الذكي بمركز أنظمة “قوانغشتو” ، والأستاذة بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا على أن الطاقة البديلة أصبحت أمرا مهما وحيويا في حياة الناس وذلك للاستدامة والحفاظ على البيئة من التلوث. كما أكدت على أن جامعة هونج كونج قامت بإعداد الكثير من الدراسات والتصاميم للبحث التعليمي متعدد التخصصات ونقل المعرفة ، مما يسمح لجامعتهم بالاستفادة من المواهب لحل المشكلات الأكثر تحديا التي تتطلب وجهات نظر ومعرفة دولية ذات تخصصات متعددة وكيف يمكن ربط هذه التخصصات في المنطقة.
وقالت د. وي: نناقش اليوم منطقتنا الجديدة مركبات الطاقة والتحول العالمي للطاقة. وأردفت قائلة: تستثمر جامعتنا بكثافة في توظيف الكليات الدولية بما في ذلك أحدث المختبرات التي تعمل على تطوير برامج جامعية ودراسات عليا عالية الجودة لتعزيز التبادل الدولي والتعاون الصناعي ودعم مبادرات ريادة الأعمال ، وقد تم تمكين ذلك من خلال التطور في تقنيات مثل المركبات الكهربائية ، ومركبات خلايا الوقود الهيدروجينية ، واستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح إلى تقنيات رائعة وكذلك تقنيات استخدام بالبطاريا.
وأشارت وي قائلة : تعد موارد الطاقة الشمسية وتقليل الوصول إلى الهدف الاستراتيجي عند الإدارة مثل تأخير وقت الشحن عندما تكون السيارة مستهدفة بالمنزل والاستثمار في الشحن في مكان العمل فعالة في إعادة تنظيم العرض والطلب على الكهرباء ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الطلب على الكهرباء والتمديد المرتبط به المطلوب في قدرة توليد الكهرباء وحدود دوائر التوزيع والمحولات، بالإضافة إلى البنية التحتية الداعمة الكافية للطاقة، يجب الاعتماد على نطاق واسع للسيارات الكهربائية على تقنيات بطاريات الليثيوم ذات الأسعار المعقولة.