وزارة التراث والسياحة.. تنتهي من تنفيذ مشروع توثيق سفينة “كيفا”
في إطار جهود وزارة التراث والسياحة في الحفاظ وتوثيق التراث الثقافي المغمور بالمياه قامت الوزارة بتنفيذ أعمال المسح والتنقيب في موقع السفينة الغارقة ” كيفا” في سواحل ولاية مرباط في محافظة ظفار حيث يعود تاريخ غرق السفينة إلى عام 1893م.
ولمدة شهر كامل قام فريق الأثار المغمورة بالمياه بالغوص وتصوير بقايا حطام السفينة ” كيفا” ليتم اسقاط الموقع في خارطة المواقع الأثرية للتراث الثقافي المغمور بالمياه في المياه المحلية والإقليمية حيث تسعى الوزارة إلى توثيق كل ما يتعلق بالتراث البحري على وجه العموم ولجميع اشكال التراث الثقافي المغمور بالمياه بشكل خاص. ويعد هذا العمل التوثيقي هو من أهم وأول المشاريع التي تم تنفيذها خلال هذا العام بالنسبة لقطاع الأثار المغمورة بالمياه.
وأشار الفاضل/ أيوب بن نغموش البوسعيدي مدير الآثار المغمورة بالمياه إلى أهمية اكتشاف حطام السفينة الغارقة كونه يمثل رافدا مهما لمواقع التراث الثقافي المغمور بالمياه في المياه المحلية حيث تقوم الوزارة بأعمال البحث عن تلك المواقع وتوثيقها في في خارطة مواقع التراث الثقافي المغمور بالمياه وذلك يسهم وبشكل فعال في البحوث العلمية والدراسات التاريخية كما أنه يرفد روزنامة الترويج السياحي للسياحة الثقافية والسياحة البحرية.
وتعتبر السلطنة إحدى دول الأعضاء في اتفاقية اليونيسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي المغمور المعروفة باتفاقية 2001م والتي تعد الميثاق الدولي في حماية التراث وتمكن هذا الاتفاقية الدول الأعضاء من حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وحفظه بفاعلية وكفاءة وتوفر له الحماية الشاملة، وتعمل الوزارة وفق المعايير العلمية والتعليمات الأخلاقية التي أقرتها تلك الاتفاقية.
تاريخيا، أشارت المذكرات والسجلات التاريخية والتي دونها قبطان سفينة “كيفا” حادثة غرق السفينة في مياه ولاية مرباط بمحافظة ظفار والتي بدأت رحلتها من مدينة بومباي في الهند متجهة إلى مقصدها مكة المكرمة في مهمة نقل 979 حاجا (760 رجلا و169 امرأة و22 من الأولاد).
ومن المؤسف أن الرياح لم تجري كما رسم مسار مهمتها قبطان السفينة، حيث تعرضت السفينة لحريق في مخازنها السفلية ولم يهتدي طاقم السفينة إلى المصدر المنبعث منه ذلك الحريق وقد بذل الطاقم أقصى جهوده للسيطرة على الحريق إلا أنه ظل متنقلا بين جنبات السفينة حينها اضطر القبطان وطاقمه إلى الإبحار بطريقة سريعة للرسو في أقرب بقعة آمنة وكان المكان الأقرب لهم حينها للعبور إلى شاطئ سواحل ولاية مرباط حيث تبعد 140 ميلا.
وبالاتجاه نحو سواحل مرباط كان الدخان يتصاعد بكميات كثيفة مع محاولات الطاقم بالسيطرة وحين اقتراب السفينة من اليابسة تم إنزال قوارب النجاة لنقل الركاب إلى الشاطئ في حين استطاع القبطان أن يوجه مقدمة السفينة إلى بقعة رملية على بعد 3 أميال من الشرق من رأس مرباط حيث جنحت السفينة.
وقد هب أهالي ولاية مرباط بإنزال قواربهم التي كانت ترسو على الشاطئ للمساعدة ونجدة الركاب ونقلهم للساحل ولقد ساهم أهالي مرباط وبشكل كبير في انقاذ ركاب السفينة حيث أن معظم الركاب هبطوا بأمان قبل أن تشتعل النيران في معظم أجزاء السفينة والتي ظلت تحترق طوال تلك الليلة وقد غرقت على بعد 300 ياردة من الشاطئ.
ومن الجوانب الإنسانية والأخلاقية التي ذكرها قبطان السفينة في مذكراته عن موقف والي مرباط حيث قام بتوفير سفينة بغلة محلية ونقلت القبطان وبعضا من رجاله إلى مسقط وقام الأخير بالتواصل مع القنصل البريطاني هناك وبدوره تواصل القنصل مع السلطان فيصل بن تركي بن سعيد حيث أمر السلطان فيصل بتوفير باخرة كانت قد وصلت الى ميناء مسقط وأمر بسرعة إبحارها الى مرباط لنقل الركاب.