وزارة التراث والسياحة تحتفل ببدء الأعمال الإنشائية لمشروع مركز زوار موقع دبا الأثري
مسندم : هرمز نيوز
احتفلت وزارة التراث والسياحة ببدء سير الأعمال الإنشائية لمشروع مركز زوار موقع دبا الأثري بولاية دبا بمحافظة مسندم والذي تبلغ تكلفته الإنشائية 2.9 مليون ريال عُماني ويتوقع الانتهاء من تنفيذه في شهر يوليو من العام ٢٠٢٥م ، ويأتي المشروع بتمويل من قبل شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج ومكتب محافظ مسندم.
رعى الحفل معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم وبحضور سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، وعدد من أصحاب السعادة ومشايخ، وأعيان، وأهالي الولاية.
ويتضمن المشروع على مركز للزوار يشمل قاعات عرض متحفي ومختبر ومتجر للهدايا ومقهى ومكاتب للموظفين. كما يوفر المشروع منصة متكاملة لتقديم المعلومات والخدمات للسياح القادمين إلى المنطقة، إلى جانب العمل على تفعيل مراكز المعلومات السياحية في المحافظة لتقديم خدمات متنوعة تساعد الزوار على استكشاف الوجهات السياحية بأفضل طريقة ممكنة، كما يحتوي المركز على متحف يعرض تاريخ وثقافة المنطقة من خلال معروضات فريدة ومعلومات توثيقية، مما يتيح للزوار فرصة التعرف على التراث المحلي.
وبهذه المناسبة صرح سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث بأن الوزارة تعمل على تنفيذ مشروع إنشاء مركز زوار موقع دبا الأثري بولاية دبا بمحافظة مسندم، والذي يمثل خطوة محورية في استثمار القيمة التاريخية والثقافية الفريدة لهذا الموقع. ويؤمل من المركز أن يكون بوابة لتعريف الزوار المحليين والدوليين بالأهمية الأثرية للموقع، الذي يوثق حقبًا تاريخية عريقة حيث أن الأثار تشير إلى الفترة الممتدة للموقع من العصر الحجري المتأخر إلى العصور الإسلامية.
وأضاف سعادته : يهدف المركز إلى توفير تجربة تعليمية متكاملة، تجمع بين العرض التفاعلي للتاريخ والابتكار في عرض القطع الأثرية المكتشفة. كما سيعمل المركز على دعم المجتمع المحلي من خلال تعزيز السياحة الثقافية، وفتح آفاق جديدة لفرص العمل والمشاريع المرتبطة بالحفاظ على التراث وإدارته. ونحن على ثقة بأن مركز زوار موقع دبا الأثري سيصبح منارة ثقافية تسلط الضوء على العمق التاريخي والحضاري للمنطقة، وتعزز من مكانة محافظة مسندم كوجهة بارزة للسياحة التراثية أيضا في سلطنة عُمان.
وأشار علي بن حمود المحروقي مدير المسوحات والتنقيبات الأثرية بالوزارة في كلمته يأتي تنفذ مشروع مركز زوار موقع دبا الأثري بولاية دبا بمحافظة مسندم بمساحة تتجاوز 17 ألف متر مربع ، ليعرض المركز بعد افتتاحه أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية مميزة تم العثور عليها في موقع دبا الاثري المكتشف في عام 2012م. وأثبتت المسوحات والحفريات التي نفذت من قبل أكثر من 35 أثري من مختلف التخصصات والجنسيات بأن الموقع يعد واحد من أغنى المواقع الأثرية في سلطنة عمان، والذي يغطي الفترة الممتدة من العصر البرونزي المتأخر وحتى فترة ما قبل الإسلام (1500 قبل الميلاد – 600 ميلادي).
وأوضح المحروقي أن الشواهد التي تم الكشف عنها في موقع دبا حتى الآن، تبرز معلومات مهمة حول المعتقدات والصناعات والحرف والصلات التجارية الواسعة للمجتمع القديم في دبا مع الحضارات المجاورة، إضافة إلى العمارة الجنائزية بالموقع. كما كشف علماء الآثار عن ما يزيد عن 10000 قطعة أثرية، تشتمل على أواني من الفخار والحجر الأملس، وأسلحة برونزية مثل السيوف والخناجر والفؤوس ورؤوس السهام، وزينة مصنوعة من مختلف الأحجار الكريمة والمعادن وكذلك أختام دائرية وأسطوانية مهمة.
وتتميز القطع الأثرية المكتشفة في الموقع بتنوعها وبراعتها الفنية، وتشير إلى أن المجتمع في موقع دبا الأثري كان ثريًا ومتصلاً بشكل جيد بشبكات التجارة الواسعة في ذلك الوقت، بما في ذلك الهند وإيران وبلاد ما بين النهرين والحضارة الفرعونية بمصر. ووجود الأسلحة يشير أيضًا إلى أهمية المحاربين في هذا المجتمع، في حين يبرز اكتشاف السلع المصنعة محليًا بجانب تلك المستوردة إلى الدور المزدوج للمجتمع كمنتجين وتجار.
وقال : كما تقدم المكتشفات الأثرية في الموقع لمحة نادرة عن أنماط الحياة والمعتقدات والصلات الثقافية للشعوب التي عاشت على طول ساحل بحر عمان قبل حوالي 3000 عام، ويمثل موقع دبا الأثري نافذة رائعة على الماضي القديم، حيث كشف عن مجتمعا ثريًا ومتصلاً بشكل جيد بالعالم الأوسع. كما وتروي القطع الأثرية المكتشفة، من خلال الزخارف والأختام والأسلحة والفخار، عن قصة شعب يقدّر الجمال، والحرفية، ورموز القوة والحماية. كما أن الاكتشافات في دبا لا تثري فقط فهمنا للعالم القديم، بل وتسلط الضوء أيضًا على أهمية التجارة والتبادل الثقافي في تشكيل حياة ومعتقدات الناس عبر العصور.
وفي ختام كلمته أشار مدير المسوحات والتنقيبات الأثرية بالوزارة: يعد مركز زوار موقع دبا الأثري أحد الصروح الثقافية المشرقة التي تشيد بالرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه، فمن خلال قاعات العرض المختلفة، ستُخزن القطع المكتشفة أو تلك التي سيتم اكتشفها خلال الأعمال الأثرية القادمة داخل صناديق عرض متحفيه مخصصة لتخزين والعرض في آن واحد. كما سيتم تقديم هذه القطع بطريقة مبتكرة باستخدام وسائل العرض الحديثة.
الجدير بالذكر أن المركز سيشمل على مساحة مفتوحة مخصصة لعرض الهندسة المعمارية للمدافن الأثرية، والتي ستمكن الزائر من الاطلاع على مراحل أعمال التنقيب الأثري والأدوات المستخدمة من قبل علماء الآثار والمختصين، إلى جانب ذلك سيعرض المركز لطلبة المدارس طريقة ترميم وحفظ القطع الأثرية التي يزيد عمرها عن ٣ آلاف عام من خلال معمل الترميم بالمركز، وسيعمل المركز من خلال مرافقه المتطورة والمتكاملة على توفير خدمات متحفيه رائدة للزوار.