من شواطئ جعلان إلى جبال ظفار : رحلة استكشافية بين الماضي والحاضر
صلالة : هرمز نيوز
احتُفل اليوم في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة بختام الرحلة الاستكشافية “سلطنة عُمان: جوهرة العرب”، التي نظمتها وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الخارجية ممثلة بسفارة سلطنة عُمان لدى المملكة المتحدة.
رعى حفل الختام صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، بحضور معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، إلى جانب نخبة من المسؤولين والخبراء في مجالات السياحة والاستكشاف البيئي.
في كلمتها خلال الحفل، أوضحت ساجدة بنت راشد الغيثية، مديرة دائرة التسويق السياحي بوزارة التراث والسياحة، أن الرحلة انطلقت في الأول من يناير الماضي من شاطئ السويح بولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية، مرورًا بمحافظتي شمال الشرقية والوسطى، لتختتم في محافظة ظفار بعد 30 يومًا من الاستكشاف. شارك في الرحلة مجموعة من الشباب العُمانيين والمهتمين البريطانيين، معتمدين على وسائل التنقل التقليدية مثل الإبل والسير على الأقدام، إلى جانب المركبات الحديثة.
أهداف الرحلة وتأثيرها الدولي
هدفت الرحلة إلى تعزيز العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، وتسليط الضوء على التراث الثقافي والطبيعي الغني لعُمان، بالإضافة إلى رفع الوعي العالمي حول قضايا الاستدامة البيئية. كما عززت مكانة السلطنة كوجهة سياحية استثنائية تجمع بين التنوع البيئي والتراثي.
توثيق التجربة وإرث الاستكشاف
تخلل حفل الختام عرضان مرئيان ركّزا على الترويج لسلطنة عُمان وتوثيق مسار الرحلة وأبرز التجارب التي مر بها المشاركون. كما نظمت جلسة حوارية مع الرحالة العُمانيين المشاركين، لمناقشة الأهداف والمراحل المختلفة للرحلة.
استلهمت هذه الرحلة مسارها من رحلة المستكشف البريطاني برترام توماس، الذي عبر صحراء الربع الخالي بين عامي 1930-1931 برفقة الدليل العُماني الشيخ صالح بن كلوت الراشدي الكثيري. وقد استغرقت رحلته آنذاك قرابة شهرين، بينما كانت رحلته التجريبية الأولى في عام 1927 استعدادًا لعبور الصحراء.
إبراز المقومات الطبيعية والسياحية
وثقت الرحلة عددًا من المواقع الطبيعية والتاريخية التي مر بها المشاركون، بما في ذلك:
مواقع تعشيش السلاحف والمناطق البيئية المعترف بها عالميًا للطيور المهاجرة.
مبادرة تكنولوجيا التقاط الكربون الحائزة على جائزة “إيرث شوت”.
الموطن الوحيد في العالم للحيتان الحدباء.
مزارع أشجار اللبان والمعالم التراثية الفريدة.
يُذكر أن كتاب “أرابيا فيليكس” لبرترام توماس، الذي استند إلى رحلته في عُمان، لعب دورًا بارزًا في تعريف العالم بجمال وتنوع السلطنة. وتستمر مثل هذه المبادرات في تعزيز مكانة عُمان كوجهة عالمية تجمع بين الأصالة والاستدامة، مما يعزز من استراتيجيات السياحة البيئية والتنمية المستدامة في المنطقة.