معالي وزير التراث والسياحة يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي “التراث والسياحة والثقافة: رؤى متجددة للتنمية الحضارية”
بمشاركة أكثر من 200 خبير وباحث و 80 ورقة عمل ...
نزوى: هرمز نيوز
افتتح معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، فعاليات المؤتمر الدولي “التراث والسياحة والثقافة: رؤى متجددة للتنمية الحضارية”، الذي تنظمه جامعة نزوى بالشراكة مع وزارة التراث والسياحة والاتحاد الدولي للمؤرخين. المؤتمر، الذي يُعقد في جامعة نزوى ويستمر حتى الخامس من فبراير، يشارك فيه أكثر من 200 خبير وباحث من داخل سلطنة عُمان وخارجها. هذا الحدث العلمي المهم يعد بداية موسم ثقافي جديد للجامعة، الذي يعكس أهمية التكامل بين التراث والسياحة والثقافة في دفع عجلة التنمية الحضارية.
المؤتمر يطرح أكثر من 80 ورقة عمل تتناول مواضيع متعددة تشمل التراث الثقافي المادي وغير المادي، السياحة في سلطنة عُمان، آفاق تطويرها واستدامتها، ودور الثورة الرقمية في الصناعة السياحية والثقافية. كما يتناول المؤتمر القضايا المتعلقة بتعزيز التنوع الثقافي، دور المؤسسات الثقافية في الاقتصاد، تأثير الثقافة والهوية في بناء الشخصية العربية، بالإضافة إلى المواضيع التي تسلط الضوء على الهوية العمانية وأثرها على السياحة.
التكامل بين الجهات الحكومية والأكاديمية
وفي كلمة له، أكد سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، على أن المؤتمر يجمع نخبة من الباحثين والمختصين الذين سيساهمون في إثراء الرؤى التنموية المتعلقة بحماية التراث الثقافي. وأضاف أن سلطنة عمان أولت اهتمامًا بالغًا بصون التراث الثقافي بشتى أشكاله، مبرزًا الجهود المتواصلة من قبل الوزارة في حماية المواقع الأثرية، ترميم المعالم التاريخية، ودعم الصناعات الحرفية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية العمانية.
وأوضح الخروصي أن الوزارة تسعى إلى توظيف التراث والثقافة كوسيلة لتعزيز السياحة المستدامة، مؤكدًا أن السلطنة تمتلك إرثًا ثقافيًا يعزز من مكانتها كوجهة سياحية مميزة. ولفت إلى أن المؤتمر يعد فرصة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال التراث والثقافة، خصوصًا في محافظة الداخلية التي تضم العديد من المواقع الأثرية المهمة.
المؤتمر وأهمية استدامة السياحة الثقافية
من جانبه، أكد الدكتور صالح بن منصور العزري، عميد شؤون الطلاب بجامعة نزوى، في كلمته على أهمية المؤتمر في فتح آفاق جديدة لدراسة التراث والسياحة من منظور متجدد، يتماشى مع رؤية عُمان 2040. وأضاف أن المؤتمر يوفر منصة للأكاديميين والمتخصصين لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بالسياحة الثقافية واستدامتها، ما يسهم في تحسين وتطوير القطاع السياحي في السلطنة.
وأشار العزري إلى أن الجامعة تسعى من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق رؤية عمان المستقبلية وتعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة. كما أشار إلى أن الموسم الثقافي العشرين الذي يشهد المؤتمر يعد مرحلة جديدة في مسار الجامعة، التي تعمل على تعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية.
التراث والثقافة أداة للتنمية المستدامة
الدكتور إبراهيم البيضاني، رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين، ألقى كلمة أكد فيها أن التراث والثقافة يعدان من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان أصبحت نموذجًا يحتذى به في التعايش السلمي والحفاظ على الهوية الثقافية. وأضاف أن السياحة تعد وسيلة فعالة لنقل قيم الشعوب وهويتها إلى العالم، وأن تضافر جهود التراث والثقافة والسياحة يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح البيضاني أن عُمان تتمتع بموقع استراتيجي وطبيعة خلابة تجعلها وجهة سياحية مميزة، لافتًا إلى أن هذه الخصائص تجعل منها منصة للتفاعل بين الثقافات المختلفة، مما يعزز من صورة السلطنة على الساحة العالمية.
المعرض المصاحب للمؤتمر
تزامنًا مع فعاليات المؤتمر، يُنظم معرض مصاحب بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تعمل في مجالات السياحة والتراث. المعرض يهدف إلى إبراز الجوانب الثقافية والسياحية لسلطنة عُمان، ويعرض المشاريع والمبادرات التي تدعم الاستدامة السياحية. وقد افتتح معالي وزير التراث والسياحة المعرض الذي يشارك فيه ممثلون عن مؤسسات صغيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية التي تعنى بالتراث والثقافة.
جلسات العمل
بدأت فعاليات المؤتمر بجلسات علمية تناولت مجموعة من الموضوعات المتعلقة بحماية التراث الثقافي، وأهمية السياحة في تعزيز الهوية الوطنية، والفرص والتحديات التي تواجه القطاع السياحي في سلطنة عُمان. وقد طرحت الجلسات أيضًا ورقات عمل تناقش دور السياسات اللغوية الإسرائيلية في طمس الهوية العربية، وكذلك استراتيجيات الاستثمار في السياحة الثقافية.